تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[نصيحة الإمام المحدث مقبل الوادعي رحمه الله لطلبة العلم]

ـ[شبيب السلفي]ــــــــ[14 - 06 - 05, 02:20 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أنصح إخواني في الله طلبة العلم بأمور مختصرة لا يتسع المقام لبسطها , إذ قد ألفت المؤلفات في فضل العلم وأهله , فأنصحهم ب:

1 - الإخلاص لله:

قال الله سبحانه وتعالى: {وما أمروا إلا ليعدوا الله مخلصين له الدين} البينة5

وفي ((الصحيحين)):عن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((إنما الأعمال بالنيات , وإنما لكل امرىء ما نوى , فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله , ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها , أو امرأة ينكحها , فهجرته إلى ما هاجر إليه)) , فلا يطلب العلم لشهادة , ولا لآراب أخر.

2 - الصبر على تحصيل العلم ومذاكرته ورعايته وصيانته وتبليغه:

قال الله سبحانه وتعالى: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا} السجدة:24

وفي ((الصحيح)): عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال: ((الصبر ضياء)).

وقال يحيى بن ابي كثير لولده: لا يستطاع العلم براحة الجسم.

وقال عبدالله بن عمر: قل لطالب العلم يتخذ نعلين من حديد.

3 - تقوى الله:

قال الله سبحانه وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا} الأنفال:29

وقال سبحانه وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم} الحديد:8

وقال سبحانه وتعالى: {واتقوا الله ويعلمكم الله} البقرة:282.

4 - الاستمرار والمداومة على طلب العلم:

وقد كان أحب العمل إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: أدومه.

ورب طالب يتوقد ذكاء ولكنه ينقطع عن طلب العلم , أو يسأم , فلا يفلح فيه , وأبو هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - يقول: لقد كنت امرأ مسكينا ألزم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على ملء بطني. فصار أبو هريرة حافظ الصحابة رضي الله عنهم , وسفيان بن عيينة لازم عمرو بن دينار نحو عشرين سنة فصار أثبت الناس فيه , ومحمد ابن جعفر (غندر) لازم شعبة عشرين سنة فصار كتابه هو الحكم في حديث شعبة.

ويكون ذلك مع محبة العلم والرغبة فيه , ولقد أحسن من قال:

سهري لتنقيح العلوم ألذ لي ........ من وصل غانية وطيب عناق

وتمايلي طربا لحل عويصة ........ أحلى وأشهى من مدامة ساقي

وصرير أقلامي على أوراقها ........ أحلى من الدوكاة والعشاق

وألذ من نقر الفتاة لدفها ........ نقري لألقي الرمل عن أوراقي

أأبيت سهران الدجى وتبيته ........ نوما وتبغي بعد ذاك لحاقي

وشعبة بن الحجاج رحمه الله يقول في حديث: لو صح لي لكان أحب إلي من أهلي ومالي وولدي والناس أجمعين , وتكون أيضا بعيدا عن المشاكل والشواغل التي تشغلك عن طلب العلم.

هذا وإني أنصحك أيها الطالب! بالاهتمام بكتب علمائنا المتقدمين مثل: الامهات الست ومسند أحمد وغيرها من كتب علمائنا رحمهم الله. وليس معناه ألا تستفيد من كتب أهل السنة المتأخرين.

وهكذا أنصحك بالتخصص بعد أن تلم بما تحتاج إليه من العلوم الدينية , والتخصص له أصل , ففي الصحيحين: عن حذيفة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: كان الناس يسألون رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن الخير , وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني. فذكر الحديث , وأقره النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على ذلك.

وتحرص على الازدياد من العلم كل يوم , ففي الصحيحين عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل , وآناء النهار , ورجل آتاه الله هذا الكتاب فهو يقوم به آناء الليل آناء النهار)).

بل الله عز وجل يقل في كتابه لنبيه محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {وقل رب زدني علما} طه:114 , ويحرص على الانتقام بما علم , فقد قال الله سبحانه وتعالى: {مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا} الجمعة:5 , وكان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يستعيذ بالله من علم لا ينفع.

5 - أنصحك بالتواضع لله ترك التكبر:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير