تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذا مزلق خطير،لعدم تمكن الطالبِ من تمييز القوي من مسائله عن ضعيفها، ولما ينطوي تحت كثيرٍ من مباحثه من عقائد المتكلمين التي تحتاج إلى أستاذ ينبِّه عليها ويفصل القول فيها.

إلى غير ذلك مما سيفوت الطالب (الذاتي) من مقاصد هذا العلم العظيمة التي تؤخذ عن الشيوخ كالفهم عن الله وعن رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (لأنه مسبوق بالإفهام)، وما شاكلها من فوائد.

فمنها حسْمُ حالة التردُّد والحيرة عند الطالب حين يختارالمتن، فإذا اختار لك الأستاذ متناً لتدريسك مثلاً، فأولى لك قبوله.

لأنه ناصح لك مؤتمنٌ عليك فلن يغشك، وقد كفاك مؤنة البحث والحمد لله.

ولقد رأيت العلامة الشيخ أحمد محمود عبد الوهاب الشنقيطي حفظه الله لايقبل بتدريس بعض المتون للطلبة بحجة أنه لم يدرسها على شيوخه، وذلك من شدة الورع و النصح للطلاب، وإلا فهو شيخ الأصوليين.

إذن فهذه وسيلتان ميسَّرتان لرفع الحيرة عن اختيار المتن.

وبالنسبة لمسألة المفاضلة بين المتون المذكورة أودُّ إيضاح شئ لك أخي الكريم: وهو أن مسألة المفاضلة في جوهرها قضيةٌ اجتهاديةٌ استحسانيةٌ، ليست أكثر من ذلك.

وليس فيها خطأٌ وصواب أو حقٌّ وباطل من حيث هي، وإنما هي اجتهادات لأهل العلم وطلبته.

ويمكننا تصنيفها على أنها من باب اختلاف المدارس التعليمية، ولا إلزام في ذلك أو تحكُّم.

وهذه قاعدة مطَّردة في جميع العلوم قي كونها مدارس متباينة ومختلفة، وربما وقع في المدرسة الواحدة مدارس عدة تخلتف في مسالكها التعليمية.

نعم فد يحصل بينها قدرٌ كبير من المنافسة، وربما صاحب ذلك شئٌ من التعصب، لكنه من خلال الواقع المشاهد أدعى لاستمرارها وبقائها.

وبناءً عليه فالمسألة فيها سعة وفسحة،لو سلكتَ أحد المدارس المعتبرة في بلدكم وحصَّلتَ عن طريق متونها حصل لك بذلك التعلم بإذن الله وهو المطلوب.

وليس في قضيةِ اختيارِ المتونِ حيرةٌ ولا حربٌ ولا ضرب.!! وكفى الله المؤمنين القتال.

وهذا المعنى يتأكد إذا انتبهنا إلى قصر العمر، فعلى طالب العلم ألا يُغبَن بإضاعة وقته.

وبالنسبة لنظم الكوكب الساطع للسيوطي فإنه أقدم في الوجود من المراقي ومؤلفهُ -السيوطي- أكثرُ شهرة، فلا يُستغرب أن نجد من يحفظه ويعتني به من أهل العلم، ولو من الشناقطة أنفسهم.

فبعض الناس موسوعي شغوفٌ بالتفاصيل حريصٌ على لملمتها!! فهذا يصلح له نظم السيوطي، وبعضهم محبٌّ للزُّبَد وما كان له ثمرة عملية، بعيدٌ عن الأبحاث النظرية فيجنح لغيره من المتون.

ولقد كان المحدث الشيخ حماد الأنصاري ممن يرشِّح دراسة الكوكب للطلبة؛ لأن المدارس العلمية في (مالي) كانت منافسة للمدارس الشنقيطية،لذا فمن المستبعد أن يدرسوا نظماً لأحد الشناقطة المتأخرين، وهذا من باب الولاء المدرسي، ولذلك أصبحوا علماء متأصلين.

والشاهد يا أخي اختر متناً يناسبك واحرص على ضبطه وفهمه وتبقى قضية الاختيار مسألة اجتهاد.

ودعني أضرب لك مثالاً واحداً:

الشيخ محمد يحى الولاتي الشنقيطي من علماء الحوض قام بالجهود الأصولية الآتية: شرح الورقات (النثر) ونظمها ثم شرح نظمه، واختصر المراقي ثم شرح المختصر، وشرح المرتقى لابن عاصم، وشرح المراقي الأصل (الأخيران مطبوعان) تُراه يا أخي أيها يرجِّح لك دراستَهُ منها؟؟؟

الجواب أن المسألة ليس فيها ترجيح، وإنما لكل متن خلقٌ يلائمهم؛ ولهذا السبب قام الولاتي بتنويع مؤلفاته الأصولية لتنوُّع أنماط الطلبة الدارسين، فالذكي يختلف عن البليد والكبير يختلف عن الصغير وهكذا.

أما مايخص الطبعات فأنا لم أتتبع السوق لكن أشهر طبعات الكوكب هي طبعة المكتبة التجارية للباز بمكة، والخلل فيها من جهة زنة الأبيات والضبط، و قد رأيت غيرها لكني لا أحفظ أسماء الناشرين لبعد العهد.

وبالنسبة لمكتبة البخاري فقد أُغلقت منذ سنوات ولا وجود لها اليوم.

وأخيراً أقول: أبلعوني ريقي وخلوا لي طريقي.

ـ[أبو عدنان]ــــــــ[13 - 04 - 06, 04:08 ص]ـ

و أزيد لقد طبعت هذه الأيام بعض المختصرات و المنظومات الأصولية التي تجعلنا أمام خيارات أوسع و مسارات علمية ألحب و أكبر.

و الله الموفق.

ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[14 - 12 - 06, 07:13 م]ـ

السلام عليكم

ينصح الطالب عندنا في المغرب بدراسة المتون التالية وهي الورقات بشرح قرة العين للحطاب المالكي الرعيني رحمه الله ثم بأصول الإمام مالك مع شرحها إيصال السالك للولاتي رحمه الله ثم بمفتاح الوصول للتلمساني رحمه الله ثم المرولا يبدأ في دراسة علم الأصول إلا بعد الحصول على قدر يسير من علوم الآلة على الأقل ولاينصح الطالب بدراسة أي متن من متون الأصول منفردا بل لابد من دراسة هذه المتون على يد العلماء

والله أعلم

ـ[ابوعبدالملك الأنصاري]ــــــــ[20 - 12 - 06, 09:07 ص]ـ

يا جماعة أنا على مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان و أشعر بالغربة في هذا الحوار بل على الشبكة و كأن هذا المذهب اندثر (ابتسامة) و لكن ثقوا تماما أني بحول الله سأنشره من جديد (ابتسامة).

و أقول إذا كان الطالب يسير على مذهب السادة الأحناف فاليبدأ بكتاب تيسير اصول الفقه للبدخشاني فهو سهل جدا و لا ادري هل هو موجود في مصر و الخليج فقد أتى به إلي شيخي الأمة من باكستان.

و إن أراد الحفظ فعليه بمنظومة الكواكبي فهي الكافية الشافية الجامعة المانعة المطردة المنعكسة و سبونا نتعصب شوية لمذهبنا (ابتسامة محب)

وفقنا الله للعلم النافع و العمل الصالح.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير