والدهم قد مات فعلاً، والشيخ ظن المسألة أن فيها جناية ورغبة من الأبناء في التخلص من أبيهم.
وسر إيراد هذه القصة أنه لا بد من معرفة إمارات الموت في الإنسان حتى لا يُظن أن المغمى عليه ميت أو الميت مغمى عليه فيحدث حالة من الارتباك وتكون لها عواقب وخيمة.
3) من القصص أن الشيخ ذكر كيفية تغسيل المقصوص بحد السيف، وقد سبق له تغسيل مقصوص، فقال بأن رقبته تغور في جسده وتختفي تماماً، وطريقة تغسيل المقصوص كالتالي:
يؤتى بالرأس فيثبت في الجسد، ثم تؤتى بخرقة طويلة فتوضع فوق الرأس ثم يدلى بطرفاها إلى أسفل الإبطين وتمر منهما ثم ترجع إلى الرأس ثم تعمل عقدة وبذلك يتم تثبيت الرأس ثم يغسل بصورة طبيعية.
4) من الأمور التي ذكرها الشيخ فترة احتضار الإنسان فقال بأن أقلها لحظة وأكثرها يومان!!.
5) ذكر الشيخ بأنه حضر إلى أحد المحتضرين الشيبان الذين يعرفهم فقال المحتضر بأنه يشوف ناس ماهم بناس!!، فهذه ملائكة الموت قد جاءت إليه.
6) ذكر الشيخ بأن للجنائز مواسم كأيام الاختبارات وإجازة الصيف فتقل الجنائز وتكثر في أوقات معروفة من العام.
7) كان الشيخ يستعصي عليه تغسيل من فيه مرض الإيدز، فكانوا يلبسون القفازات ويحتاطون أشد الحيطة من انتقال المرض من الميت إليهم، حتى أثبت لهم أحد الأطباء بأن مرضى الإيدز يموت مرضهم معهم مباشرة والحمد لله فلا عدوى بعدها، وأثبت هذا الطبيب ذلك عملياً فحضر إلى مغسلة الراجحي في فرصة من الفرص وغسل رجلاً مصاباً بالإيدز بيده مباشرة بدون حائل أو لبس للقفازات، فاطمئنوا إلى مثل هذه الحالات ألا خوف من تغسيلها.
8) ذكر الشيخ بأنه يُؤتى بأناس من الخارج في توابيت وخاتمتهم سيئة، فأحدهم تم تغسيله وذكره منتصب بعد الموت والعياذ بالله!! إذ مات زانياً ولا حول ولا قوة إلا بالله.
9) ذكر الشيخ مأساة خاصة بمغسلي الأموات إذ الناس ينفرون منهم ولا يجالسونهم، فيقول أجلس على العشاء في العرس على صحن لوحدي ولا أحد يجالسني لأني مغسل للأموات، والوضع طبيعي يعني هل الشيخ سيخطف الجالسين على العشاء معه ويغسلهم وسط العرس أو متشائمين منه؟ الله أعلم.
ومن طرائف الأمور في ذلك أنني بالرغم من حضوري للدورة وهروبي من الاختبارات النظرية والعملية قدر الله علي بعد الدورة بأسبوع مباشرة أن توفى طفل رضيع عمره 6 أيام وكنت وقتها في قريتي بعيداً عن المدن وليس هناك أي رسميات في موضوع الوفاة، فقط تغسيل ثم الصلاة عليه ثم الدفن، وقد كنت في الواجهة، فقلت يا ولد جرب وتو معلومات الدورة في الرأس ما راحت، فأخذت هذا الطفل الرضيع وطبقت عليه وغسلته وكفنته، فكنت أكفنه كم مرة لأني لم أضبط الكفن والمقاس، والرضيع زرّق علي وتغير لونه من البرد وأنا أحاول أضبط التربيط حسب الشرح الذي شرحه الشيخ عائض في كيفية التكفين، وبعد أن انتهيت ودفنت الطفل، أخبرتُ شخصاً بعد عودتي من القرية وكان حاضراً معي الدورة وشرحتُ له ما فعلت فخطأني في أحد مواضع التغسيل وقال يا غبي هذا يُفعل في حالة كذا وكذا فأخذتها درس لكن السالفة ماهي على قضية التغسيل، السالفة أن عمرك كله ما غسلت ميت ثم تحضر دورة لمدة أسبوعين ثم بعدها بأسبوع بالغصب تغسل ميت خصوصاً وأنا هارب من الاختبارات العملية في الراجحي، ثم بعدها ولا ميت إلى يومكم هذا.
هذه بعض القصص التي ضبطها من الشيخ عائض الشمراني جزاه الله خيرا، وحقيقة فهذا الموضوع يشبه موضوع علم الفرائض إذ أن هذين العلمين في طريقهما إلى الاندثار فلا يستطع الناس قسمة التركات ولا تغسيل موتاهم التغسيل الشرعي حسب السنة، ولا طريقة التعامل مع الميت وإكرامه ابتداءً من بدء الاحتضار وانتهاءً بقسمة تركته، فالله الله أن نفرغ أنفسنا ولو لفترة وجيزة في الصيف لتعلم هذه الأمور وإتقانها وحضور هذه الدورات النادرة بل والتأكيد على المغسلين المعروفين بالعلم الشرعي على مواصلة إقامة مثل هذه الدورات والتنسيق معهم حفاظاً على هذا العلم من الاندثار حتى ولو من غير تطبيق عملي على ميت حي بل يطبق على دمية تساهم في تقريب المعلومة بدرجة واضحة وقريبة من الحقيقة مع مشاهدة بعض الأفلام الحقيقية في التغسيل، وبذلك يتم تخريج العشرات من الجاهزين لتغسيل الأموات إن شاء الله.
ولي ملاحظة بسيطة على هذه الدورات، وهي أن مسألة حفر القبور وطريقة الدفن والتدريب على ذلك ليس لها أي خطة عملية في هذه الدورات، فأرجو أن يراعى تدريب الدارسين على حفر القبور والدفن وكيفية صنع اللحد واللبن بصورة صحيحة وما إلى ذلك مما بات كثير من الناس يجهلون كيفية السنة فيها عملياً، وليت المصلحين يهتمون بهذه النقطة ويولونها رعايتهم حفاظاً على هذه السنن من الاندثار وإحياءً لما قد اندثر فعلاً والله المستعان.
منقووووووووووول
صاحب الموضوع، الأخ الفاضل _ ابن ردمان حفظه الله
radman @ gawab.com
¥