تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أحمدك اللهم على نعمائك، و أصلي و أسلم على نبيك محمد و صحبه و آله و أصفيائك من خلقك، و بعد، فيما يلي النص الكامل لكتاب سوس العالمة و هو من أسهر مؤلفات العلامة محمد المختار السوسي صاحب موسوعة المعسول في التاريخ و التراجم و المعارف السوسية، و هو من أنفس الكتب في بابه، و قد عملت على اختصاره، و أدرجت في حواشي المختصر فوائد جمة من مؤلفات السوسي الأخرى و في مقدمتها سوس العالمة، حتى جاء ما قمت بعمله موسوعة تجمع إلى جانب نفائس المعسول درراً متعددة المصادر من تراث الشيخ رحمه اله، و أسأل الله تعالى أن يوفقني لطباعة المختصر و نشره عما قريب في أربع مجلدات تحمل عنوان:

غاية المأمول في تهذيب كتاب المعسول و تقريب ما حواه من التراجم و النقول

و إني إذ أنشر كتاب (سوس العالمة) إلكترونياً اليوم لأرجو من المهتمين بتراثه من أبنائه و محبيه اتحافي بما لديهم من مخطوطات أو مطبوعات أو مصورات لما سطره المختار السوسي بيده أو نسخه تلامذته أو أبناؤه من آثاره لعل الله تعالى ييسر إدراج ما فيها من نفائس و فرائد فيما أنوي تصنيفه حول سوس الإقليم و الأعلام مستقبلاً إن شاء الله.

هذا و ما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت و إليه أنيب، و صلى الله و سلم على نبينا محمد و آله و صحبه و سلم.

و كتب

أبو الهيثم الشهبائي

د. أحمد بن عبد الكريم نجيب

دبلن (إيرلندا)، في السابع و العشرين من شباط (فبراير) 2007 للميلاد

الحق حق وفيه

أحيا وألقى الحماما

فما أعش فمحق

وإن أمت فسلاما

وما أبالي ما

حسنت ربي الختاما

من قطعة قالَها الْمُؤلِّف فِي شَرْخ شَبَابه

الإهداء

كان سبب ابتدائي لِمباحث هذا الكتاب أستاذي الجليل علامة الشرفاء، وإمام الكرماء، ابن زيدان، يوم زار سوسا وكتب رحلته السوسية في كراسة، فناولنيها على أن أذيل عليها، وأستتم كل ما يتعلق بالعلوم العربية في كل أدوار التاريخ بسوس، فلم أزل أتوسع في الموضوع حتى صار الموضوع إلى ما يراه القارئ. أفليس من الواجب المتأكد أن يكون الكتاب باسم أستاذنا الجليل ابن زيدان الذي ترك فراغا لَم يُحاول أحد أن يَملأه ولا طمع فيه متطاول؟ والاعتراف من التلميذ لتأثير أستاذه من أدنى واجبات الأساتذة على التلامذة.

إذا أفادك إنسان بفائدة

من العلوم فأدِّ من شكره أبدا

وقل فلان جزاه الله صالِحة

أفادنيها وخل الكبر والحسدا

م خ س

(محمد المختار السوسي)

[أ]

كلمة

في المغرب حواضر وبواد، وتاريخه العلمي العام لا يمكن أن يتكون تكونا تامّا إلا من التواريخ الخاصة لكل حاضرة من تلك الحواضر، ولكل بادية من هذه البوادي، فإذا كان بعض الحواضر فازت بما يلقى على تاريخها العلمي بعض ضوء ينير الطريق للسالكين، فإن تلك البوادي المترامية لا تزال إلى الآن داجية الآفاق في أنظار المتطلعين الباحثين، فهذه تافيلالت ودرعة والريف وجبالة والأطلس الكبير وتادلة ودكالة وأمثالها، قد كان لَها كلها ماض مَجيد في ميادين المعارف العربية، فهل يُمكن أن يَجد الباحث اليوم ما يفتح أمامه صفحاتها حتى يُدرك ما كان فيها طوال قرون كثيرة من النشاط والإكباب والرحلة في سبيل الثقافة، فكم سجلماسي ودرعي وريفي وجبالي وأطلسي وتادلي ودكالي وشاوي يمر باسمه المطالع أثناء الكتب، وكم مدارس، وزوايا علمية إرشادية في هذه البوادي لا تزال آثارها إلى الآن ماثلة للعيون، أو لا تزال الأحاديث عنها يُدَوِّي طنينها في النوادي، فأين ما يبين كنه أعمالها، وتضحية أصحابها، وما قاساه أساتذتها وأشياخها في تثقيف الشعب، وتنوير ذهنه، وتوجيهه التوجيه الإسلامي بنشر القرآن والحديث وعلوم القرآن والحديث، من اللغة والفقه وسيرة السلف الصالِح؟ أفيمكن أن يتكون التاريخ العام للمغرب تامّا غدا إذا لَم يقم أبناء اليوم -والعهد لا يزال قريبا- ولَمَّا تغمرنا أمواج هذه الحضارة الغربية الجارفة التي تُحاول منذ الآن حتى إفساد ماضينا بِما يكتبه عنا بعض المغرضين من أهلها -بِجمع كل ما يمكن جمعه، وتنسيق ما لا يزال مبعثرا بين الآثار، ومنتشرا أثناء المسامرات، فإنه لو قام من كل ناحية [ب] رجال باحثون ببذل الجهود؛ لتكونت بما سيهيئونه من التاريخ الْخاص لكل ناحية مراجع عظيمة، سيتكئ عليها الذين سيتصدرون للتاريخ العام المستوعب في العلم العربي المغربي غدا، بله الحوادث

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير