تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

على أن تاريخ بلاد سوس لا يزال كله بكرا غير مفتض، ولَم تُكتب منه إلا شذرات، فهأنذا أقر أنني -وإن بذلت من المجهود ما بذلت- ما جمعت مِما أمكن جَمعه إلا قليلا ضئيلا؛ لاتِّساع الرقعة، ولعدم تيسر الاتصال المطلوب مع كل أحد، حتى التاريخ العلمي للعهود الأخيرة، فإن كل ما حرصت على جمعه حوله؛ لن يبلغ الحد المطلوب ولا نصيفه ولا قاربه، لعدم حرية التجول أمس، ولاشتغالي بالوظيف بعد استقلالنا اليوم، وكل ما تقممته هنا وهناك، فإنَّما خطفته كما يَخطف الباشق من ثَمرات البستان الذي لا يغفل ناطوره، وعلى من يأتون أن لا ينظروا إلى كل ما جَمعته إلا نظرة من يَجد بين يديه بعض المصادر، ثُم عليه أن يَجتهد حتى ييسر مصادر أخرى، زيادة على الأغلاط التي لا بد أن تكون مني كثيرة.

وبعد:

فإنني لَم أعرج في هذه المراجع على ذكر مؤلفات في التاريخ ذكرت لعبد الله بن يعقوب السملالي، وأحمد بن عبد الله التِّيزركِيني وأمثالَهُما؛ لأنني لا أظن ذلك موجودا، حين لَم يقع عليه باحث، ولا نقل عنه ناقل، وكذلك مثل كتاب (إنارة البصائر في أصحاب الشيخ ابن ناصر) الذي يعده الباحثون داخلا في دائرة الضياع، فلا معنى للتنبيه عليه بين [233] المراجع الموجودة حقّا أو المظنونة الوجود، وأمَّا لو كان موجودا؛ فإنه سيكون من أهم المصادر.

إن كل من أمعن نظره في كل ما تقدم مِما جالت فيه أقلام السوسيين يُدرك بادئ ذي بدء أن تاريخ سوس الحقيقي، لا يزال منتظرا من أحد السوسيين الذين لا يَخلو منهم هذا العصر الذي تنبهت فيه الأفكار، وعلت فيه الأنظار، فليت شعري هل أحيا حتى أرى بعض شبابنا الحي يتقدم فيُحصي كل قبيلة قبيلة، يُحصي ما يتعلق بِها جغرافيّا، بِما فيها من المساجد والجوامع والمدارس وبيوتات العلم والرئاسة، وذلك -بفضل الله- من أسهل ما يكون، وقد فتحنا له الباب، فما هي إلا خطوات فإذا به يَجد كل شيء أمامه، فتصبح كل قبائل سوس الحاضرة التي لا تعدو عشرات بينة التاريخ واضحة المعالِم، فلئن تَم ذلك ليكونن الكتاب على نسق كتاب (المغرب) لابن سعيد، ثُم لا يعدو مُجلدات، ولكنه يكون سِجلا لتاريخ ناحية من نواحي هذا القطر العزيز، وعسى أن يكون لكل ناحية من نواحي المغرب كالأطلس ودرعة وسجلماسة والريف، وقبائل الشمال من يقوم بِمثل هذا، فإذا بتاريخ المغرب يَحيا من جديد، وهذه المصادر الجديدة التي كتبت بأيدي الأجانب، تكون لنا خير مُعين، فنصحح خطأها، ونزيد تصحيحا لِما صَحَّ منها، وكلنا يَعلم أنه لَم تبق اليوم ناحية لَم يَجر فيها يراع أجنبي، بل يراعات، حتى اكتظت المكتبات بِها، فقد علمت عن سوس عشرات منها، ألمت بكل ناحية، خصوصا ما يتعلق بالأخلاق والعادات والاجتماع والاقتصاد، فهل فينا من يبرهن أنه يعيش حقيقة في القرن العشرين، وأنه تَملص من سباته العميق الذي كان استولى منذ القرون الوسطى؟

[234]

الفهارس

* أولا: فهرس الأبواب العامة

* ثانيا: فهرس عام

* ثالثا: فهرس القصائد المذكورة في باب الأدب.

* رابعا: فهرس المؤلفين

الفهرس الأول

الموضوع الصفحة

المدخل إلى المقصود يبتدئ من خطبة الكتاب

هل في سوس علم واسع من قبل القرن التاسع؟

تأسيس مدرسة أكلو على يد وجاج (القرن الخامس)

هل ضياع أخبار تلك القرون هو سبب عدم إدراكنا مَجد سوس العلمي إذ ذاك؟

النهضة العلمية السوسية بعد الثامن وأسبابَها

العلوم التي يعتني بِها السوسيون

الأدب العربي في سوس وأطواره الأربعة التي فصل فيها الكلام تفصيلا (وهذا الباب أهم أبواب الكتاب)

الأسر العلمية السوسية (عد منها 158 وقد فصلت تفصيلا وهو بنفسه برنامجها فاكتفى بذلك ولَم نتتبعها في هذا الفهرس)

مدارس سوس العتيقة (عد منها 50 بذكر أماكنها)

الخزائن العلمية السوسية

المؤلفون السوسيون من القرن السادس إلى الآن (رتبوا على حروف المعجم)

مراجع التاريخ السوسي (وهي 112 اكتفى في الفهرس بالتتبع في الأصل)

[235]

الفهرس الثاني

الموضوع الصفحة

صورة المؤلف

الإهداء

كلمة

مفتتح الكتاب في نظرة عابرة على العلم العربي في جَميع المغرب

هل في سوس علم واسع من قبل القرن التاسع؟

تأسيس مدرسة أجلو

هل ضياع أخبار تلك القرون هو سبب عدم إدراكنا مَجد سوس العلمي؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير