تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تقدم القناة برنامجا حواريا أسبوعيا تسميه (صناعة الموت)، لا يتحدث بالطبع عن آلة القتل الأميركية والإسرائيلية، بل صناعة الموت المرتبطة بنا نحن، والمنسوبة إلينا نحن، والتي يريد الغرب وإسرائيل ربطها بأسمائنا وألواننا وجلودنا، وإلصاقها بثقافتنا بوصفها (المفرخة) الوحيدة للقتل والعدمية والانتحار. تقدم البرنامج مذيعة تعاني من مشكلات في النطق، إضافة إلى لحنها المتكرر في اللغة، هي ريما صالحة، ويبدو أنها تتلقى توجيهات مكثفة من رئيسها عبد الرحمن الراشد في اختيار الموضوعات والضيوف. لم يكن تركيز البرنامج على نقد ظاهرة التطرف الديني في العالم العربي والإسلامي وتحليلها، بل سعى إلى خلط الأوراق، ووصم حركات المقاومة للاحتلال الأجنبي بالإرهاب. من ذلك مثلا حلقة (ثقافة الانتحار) التي لم تفرق بين عمليات المقاومة الاستشهادية وعمليات إجرامية وعبثية (27 نيسان/ أبريل 2007)، وقد نشر موقع القناة في سياق عرضه للحلقة عنوانا فرعيا يقول: "إذا جرى تسييس الموت فهو إرهاب". وهكذا هم يستطيعون تسييس كل شيء، لكنهم يحاولون منعنا من تسييس أي شيء حتى الموت!

(العربية) طبعا كشقيقتها (الشرق الأوسط)، تصف ضحايا العدوان الإسرائيلي (بالقتلى)، وترفض إطلاق صفة (الشهداء) عليهم. في العاشر من نيسان (أبريل) 2007 حدثت ثلاثة تفجيرات في الدار البيضاء في المغرب، وكان من الضحايا جندي مغربي وصفته (العربية) بالشهيد.

عندما اشتدت وحشية الغارات الإسرائيلية وطال أمد الحرب غيرت القناة وصف (الهجوم) إلى (العدوان الإسرائيلي على لبنان) لبضع ساعات فقط، ثم خففته وسمته (الاعتداء الإسرائيلي على لبنان) لساعات قليلة أيضا، لكنها عادت بعد ذلك إلى الوصف الذي اختارته أو اختير لها، وهو (الهجوم الإسرائيلي على لبنان). لقد كان ذلك فضيحة أخلاقية وإعلامية مكتملة الأركان، وسيذكر التاريخ أن قناة (العربية) ضالعة في تشويه الحقيقة التي تزعم أنها الأقرب إليها.

تستخدم القناة العبارة الدعائية الأميركية (الحرب على الإرهاب) بوصفها مسلّمة، وتستعير التوصيف الأميركي الإيديولوجي للأحداث دون تمحيص أو تدقيق. وإذا كانت عبارة (الحرب على الإرهاب) نوعا من الموضوعية لا التبعية والعمالة، ومن باب تسمية الأشياء والظواهر بأسمائها، فلماذا لا يوصف الإرهاب الصهيوني في لبنان وفلسطين بالعدوان والإرهاب؟ إن التوصيف الطبيعي لممارسات إسرائيل في لبنان وفلسطين هو (العدوان) و (الإرهاب) على اعتبار أن الإرهاب يعني في المفهوم الدولي قتل المدنيين عمدا من أجل تحقيق أهداف سياسية. بل إن إسرائيل، بحسب التعريف الإسرائيلي نفسه، تعتبر صانعة الإرهاب الأولى بامتياز. يقول رئيس وزراء إسرائيل الأسبق بنيامين نتنياهو إن الإرهاب هو "قتل المدنيين وتشويههم عمدا بقصد إثارة الرعب"، وبذلك تكون الدولة الصهيونية دولة إرهاب فريدة لأنها منذ ميلاد مشروعها قامت على أساس تدمير المجتمع الفلسطيني، من خلال ممارسة العنف ضد المدنيين، وكان المدنيون محور جرائمها من القتل إلى النفي إلى الاعتقال. لكن (العربية) دأبت على تسمية غارات إسرائيل الوحشية على الضفة الغربية وقطاع غزة بأنها "عمليات"، وأن الجيش الإسرائيلي يمارس هناك "عملياته العسكرية"، وربما وصفتها (بالتصعيد)، وقد يكون من حق أي إنسان أن (يصعّد)، ولكن ليس من حقه العدوان والفتك بالأبرياء.

كما تنشر القناة إعلانات عراقية رسمية ذات نفس طائفي أحيانا، وتتناول الأحداث في العراق من منظور طائفي غالبا، مستضيفة الرموز الشيعية والموالية لإيران، ومستبعدة رموز أهل السنة كأعضاء هيئة علماء المسلمين وغيرهم، الذين قلما يظهرون على شاشة القناة. أما مراسل القناة في بغداد فهو شيعي، واسمه ماجد حميد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير