تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عندما دمرت مئذنتا مرقد الإمامين العسكريين في سامراء في 13 من حزيران / يونيو 2007 تناولت القناة الحدث باهتمام، بينما تجاهلت موجة العنف التي تلت التفجير وكان ضحاياها من أهل السنة. تطلق القناة صفة (الشيعي) على أي مسجد للشيعة تتم مهاجمته، بينما تسقط وصف (السني) عن مساجد السنة التي تتعرض للهجوم. في أعقاب تفجير المئذنتين ذكرت القناة أن تفجيرا حدث قرب مسجد الخلاني الشيعي (لاحظ قربه، وليس في المسجد ذاته، واستخدمت القناة صفة الشيعي لتوحي بأن الشيعة هم الضحايا). ولما فجرت الميليشيات الشيعية مسجد طلحة بن عبيد الله (رضي الله عنه) في البصرة، وسوته بالأرض في 15 من حزيران (يونيو)، تجاهلت القناة الحدث في نشراتها، واكتفت بالإشارة إليه في شريطها الإخباري، وأغفلت الهوية السنية للمسجد، بل حذفت كلمة (مسجد) برمتها، واقتصرت على ذكر (مرقد). وحتى اسم الصحابي الجليل حرفته القناة فأصبح (طلحة بن عبد الله). وفي اليوم الذي تلا تفجير مسجد طلحة فجرت الميليشيات مسجد العشرة المبشرة في البصرة، واختارت العربية أن تتجاهل الحدث، لكنها ظلت تذكر في كل نشراتها بحادثة تفجير مئذنتي سامراء!

الحديث عن تحامل قناة العربية وتواطئها مع الأجندة الأميركية والإسرائيلية لا ينتهي. من أطرف ما بثته القناة مثلا عن الأوضاع في العراق نقلها تصريحا للرئيس اليمني علي عبد الله صالح، ألقى فيه باللوم على الاحتلال الأميركي، لكن مذيعة القناة استدركت على الرئيس صالح بقولها: "ما وصفه بالاحتلال" (17 كانون الثاني / يناير 2007). وبعد إيقاف السلطات المغربية عددا من أئمة المساجد، نشرت القناة على صدر شاشتها عبارة: "الرباط: إيقاف أئمة لنشرهم أفكارا متطرفة"، هكذا دون أدنى حد من معايير الموضوعية، التي تتطلب على الأقل وضع كلمة (متطرفة) بين قوسي تنصيص (21 كانون الثاني / يناير 2007). وعشية فوز جماعة الإخوان المسلمين في مصر في انتخابات عام 2006، تحدث مستشار القناة عبد الرحيم علي عن تبعات هذا الفوز ودلالاته، قائلا بتحيز يبعث على الضحك: "أنا على المستوى الشخصي غير سعيد بهذا الفوز". ثم لما جرت بعض الاعتقالات في صفوف الإخوان كتبت القناة على صدر شاشتها: "هل نفد صبر مبارك تجاه الإخوان؟ " (14 كانون الثاني / يناير 2007).

غير أن أبرز ما يؤكد وقوف القناة ضد مصالح الشعوب العربية وقيمها وثقافتها هو تماهيها مع الخطاب الصهيوني، فلم تسقط وصف (الشهداء) عن الضحايا الفلسطينيين فحسب، بل أسقطت صفة (الاحتلال) عن الجيش الإسرائيلي، وهي التي يعرف بها دوليا، وسمته (الجيش الإسرائيلي) أو (القوات الإسرائيلية) أو (قوات الأمن)، ويمكن ملاحظة هذا في نشرات الأخبار أو الشريط الإخباري (معنى هذا أنه حتى أراضي 1967 هي أراض غير محتلة في نظر قناة العربية). كما شرعت القناة مؤخرا في وصف المقاومين الفلسطينيين (بالمسلحين)، ووصف القتلى الإسرائيليين (بالضحايا)، وهما مصطلحان جديدان أزعم أن (العربية) لم تسبق إليهما عربيا (ربما وصفت المقاومين أحيانا بالناشطين، وهو تعبير له مدلول سياسي أو إنساني ولا علاقة واضحة له بالعمل العسكري، كل ذلك لتتفادى القناة مفردات المقاومة). ومن يدري، ربما نصحو يوما على سماع عبارة (الشهداء الإسرائيليين) من أفواه مذيعات القناة "الأقرب إلى الحقيقة". في إطار تناولها عمليات المداهمة والتوغل في الأرض المحتلة تكتب القناة على صدر شاشتها: "الأوضاع الأمنية في فلسطين"، ما يوحي بأن المعركة ليست بين جيش محتل وشعب واقع تحت الاحتلال، بل شأن أمني محلي تعالجه إسرائيل داخل حدود أراض تملكها وتخضع قانونيا لسيادتها. بل خطت القناة خطوة أبعد من ذلك، إذ أشارت إلى إسرائيل باسم (القدس الغربية)، موضحة بذلك أن القدس عاصمة لإسرائيل، وهو ما لم تعترف به حتى الولايات المتحدة الأميركية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير