قال القرطبي – رحمه الله -: "فالصحيح أن الكل يسبح للأخبار الدالة على ذلك، ولو كان ذلك التسبيح تسبيح دلالة فأي تخصيص لداود، وإنما ذلك تسبيح المقال بخلق الحياة والإنطاق بالتسبيح كما ذكرنا. وقد نصت السنة على ما دل عليه ظاهر القرآن من تسبيح كل شيء فالقول به أولى. والله أعلم".أ. هـ.
رابعاً:
يُروَّج بين الناس أن المجتمع الغربي مجتمع بلغ من الحضارة والتقدم ما تحتاج معه الدول العربية إلى سنوات ضوئية للوصول إلى ما وصل إليه! ويبرر بعض أبناء جلدتنا ومَنْ يتكلمون بألسنتنا تقدُّم وحضارة الغرب بأنه تخلى عن الدين! وسخّر الحياة المادية لتقدمه ورفاهية شعوبه بعد تنحية الدين جانباً في جميع أمور دنياه، فأصبح لا يذهب إلى الكنيسة إلا في يوم معلوم.
ومع هذا التقدم الحضاري والصناعي في الغرب إلا أنه استسلم وسلم بالخرافة والكهانة والعرافة التي جُعل الأخطبوط "بول" رمزها، ولم يعد هناك فرق بينه وبين المجتمعات التي يصنفونها بأنها بدائية ومتخلفة بسبب أخذها بالخرافات والشعوذة!
الأعجب والأغرب من ذلك سكوت وسكون أقلام بعض كُتّاب الصحف المفتونين والمهووسين بالحضارة الغربية عن خرافة الأخطبوط "بول"، وأجزم بأنه لو كان الأخطبوط في دولة عربية، وخرجت منه توقعات النتائج لرموه عن قوس واحد، وقالوا إنه تخلف ورجعية، ولكن لأنه جاء من الغرب فأهلاً وسهلاً ومرحباً ألف به ولو صادم العقيدة!
خامساً:
من افتتان الغرب المتحضر بالأخطبوط "بول" أن توقعاته جاءت مطابقة تماماً لنتائج المباريات؛ فتغلغلت الخرافة عند الغرب على أعلى المستويات، إلى درجة أنَّ وسائل الإعلام نقلت أخباراً عن كبار المسؤولين في الدول الأوروبية تطالب بحماية الأخطبوط؛ لأن المشجعين الألمان هددوا بالتخلص منه! بل المضحك أن وزيرة البيئة والثروة السمكية في إسبانيا ستناقش فرض حظر على صيد الأخطبوط "بول" في مجلس الوزراء الأوربي!
وسائل الإعلام العالمية نقلت نقلاً مباشراً لاختيار الأخطبوط "بول" لنتيجة مباراة إسبانيا وهولندا. (صحيفة "الشرق الأوسط" في 28 رجب 1431هـ).
فلنحمد الله على نعمة الإسلام والتوحيد!
عبدالله بن محمد زقيل
[email protected] ([email protected])
منقول (صحيفة سبق الإلكترونية) ( http://www.sabq.org/sabq/user/articles.do?id=239)
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[13 - 07 - 10, 09:39 م]ـ
وهذه إكمال للفائدة، نفع الله بكم:
قال الدكتور محمد السعيدي رئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى في مكة المكرمة إن "أخطبوط الكرة بول" آخر فصول ترنح الحضارة الغربية، مشيراً إلى أن الذين يظهرون تقديس العقل ويتناسون من أجله الخالق, تضعف عقولهم وتنصهر أمام كائن ضعيف رخوي هلامي لم يصنع شيئاً, مضيفاً أن المولى ابتلى بهذا الأخطبوط الناس فألهمه ما يفتن القلوب الضعيفة دون حول منه ولا قوة, كما يفتن سبحانه الناس بالمتشابه من كتابه الحكيم فيتميز المؤمنون من الذين في قلوبهم مرض.
وأشار الدكتور السعيد إلى أن كل ما يتحقق على أيدي الكهان والمنجمين إنما هو من قبيل تهيؤ الله تعالى أسباب الفتنة لخلقه، نسأل الله النجاة فمن استعصم بالإيمان فقد نجى ومن حركته هذه الفتن إلى ظن السوء بالله تعالى أو نسبة بعض صفاته كالقدرة وعلم الغيب إلى شيء من مخلوقاته فقد هلك والله المستعان, مؤكداً أن الله تعالى قد يجري بعض الخوارق على يشاء من خلقه فتنة للناس.
وعن رأيه عن تعلق الغرب بـ"الأخطبوط بول"، قال الدكتور السعيدي: إن المادية الغربية تواصل ترنحها منذ فترة ليست باليسيرة, ولعل حادثة الأخطبوط هي آخر فصول ذلك الترنح حتى الآن, فهؤلاء الذين يظهرون تقديس العقل وينسبون من أجله الخلق للطبيعة ويفسرونه بنظرية دارون ويعملون التجارب المكلفة لإثبات فرضية الانفجار الكوني العظيم, هؤلاء تضعف وتنصهر عقولهم أمام كائن ضعيف رخوي هلامي لم يصنع شيئاً سوى أن المولى ابتلى به الناس فألهمه ما يفتن القلوب الضعيفة دون حول منه ولا قوة, وكل ذلك- إن صح ما نسب إلى هذا الكائن- هو من استدراج الله تعالى وإملائه وكيده المتين, يقول عز وجل: {وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} الأعراف 182 - 183.
¥