وكما تعلمون فهذا كلام كبير يقوله رجل كبير فلابد أن يكون عن رجل كبير.
وأخونا الشيخ علاء الدين البصير ذو خلق عالٍ, وأدب رفيع علمهما كلُّ من خالطه وعايشه ولا نزكيه على الله -تعالى-.
وقلَّما ألَّا تخرج بفائدة علمية من أي مجلس يكون فيه، بل إن من يحسبون أنفسهم على دراية تامة من العلم في دين الشيعة يكونون أمامه كالعوام وقد شاهدت هذا بنفسي، بل علمت أن الكبار الكبار يهاتفونه ليتثبتوا عن معلومة معينة أو يعرضون عليه مؤلفاتهم ليجيزها وإلا أعادوا كتابتها من جديد.
يقول لي أستاذنا علاء الدين البصير بحسرة: ((لوددت أن يعرف عوامُّ الشيعة كم يكذب عليهم علماؤهم، وكم يستغلوا غفلتهم، وكم يتكسبوا من أموالهم بغير حق!!))
ويقول لي: ((أنا قد أفهم اختلاف أبي حنيفة والشافعي ومالك وأحمد، ولكني لا أفهم اختلاف مراجع الشيعة بينهم هذا الاختلاف الصارخ، بل إن أحدهم ليختلف مع نفسه بصورة مضحكة كالطوسي المضطرب القلق في كتبه, أو كالحلي الذي لا تخلو كتبه من طرافة ومزاح فإنه يحرم شيئا في أحد كتبه ويُحِلُّه في آخر ثم يعود ليحرمه في آخر غيره!!))
ويضيف قائلا: ((عندما قرأت مختلف الشيعة للحلي، قلت في نفسي: (هل اطلع أهل السنة على هذا الكتاب؟! أيمكن لمذهب يدعي أنه مُمَيَّز عن غيره باتباعه لأهل البيت المعصومين, ويحرّجُ على من خالفه لإعمالهم الاجتهاد في مقابل النص، ومن ثَمَّ يوجد فيه هذا الاختلاف المضحك المبكي اختلافا يكاد يكون في كل مسألة فقهية!!))
ثم يلتفت إليَّ ويقول بحنق: ((يا أبا العباس إن دين الشيعة من صنع البشر وأراء الرجال فمتى يعي عوام الشيعة هذه الحقيقة متى؟!!))
ويقول لي: ((أهل السنة أهل تسامح ورحمة, ولو علموا ما تبديه قلوب الشيعة وما تخفيه تجاههم لغيَّروا هذه المعاملة.))
ويضيف: ((كنت أتوقع عندما كتبت "أسطورة النص الجلي" أن تأتيني ردود وتعقبات, ولكني لم أرَ إلى الآن ردّاً وهذا ما أثار استغرابي!!.
وعندما رددت على (جعفر السبحاني) , وفضحتُ تزييفه, وذكرت تلبيساته؛ بل كذباته انتفض وراح يشكوني في موقعه, والمصيبة أنه أعاد أسلوبه المعهود في الكذب, وحتى بعد قراءته لكتابي فأيُّ أمانة علمية عند هذا الرجل؟!!))
في حياة شيخنا الكثير الكثير, ولكنه لم يأذن لنسترسل أكثر، ولكن ما يهمني أن أدعو الله –تعالى- أن يصبره ويثبته ويبدله خيراً مما فقد ويرزقه خير الحياة وخير الممات.
بإمكانكم أن تقرؤوا كتبه في موقعنا وفي غيره, وما زال عنده المزيد الكثير عسى أن يوفقه الله–تعالى- لنشرها.
(سأعرض كلام شيخنا الدليمي في حق أستاذنا علاء الدين البصير قريبا)
الثالث: فهو أخونا الأستاذ عبد الملك الشافعي، الذي يتقد حماسا ونشاطا، ويتحرق حسرة على البرود الذي يبديه أهل السنة في تصديهم للشيعة أو الغفلة عن مكرهم وكيدهم، ما يُمَيِّز أستاذنا تمكنه من مناقشة الأدلة العقلية لما يظنه الشيعة أدلة عقلية على الإمامة، وسألته عن هذا فقال لي: ((إن الشيعة يطربون عندما يرَون أهل السنة يناقشون مروياتهم وأسانيدهم!!))
فقلت لماذا؟
قال: ((لأن الشيعة يعلمون كذب واختلاق ما بين أيديهم من متون وأحاديث)) وأضاف: ((إنه لو يُسمح للمتنورين داخل المذهب أن يبحروا في نقد المذهب لجاءتنا عشرات المؤلفات من أمثال (مشرعة البحار لآصف محسني)، ولو لم يضيق على حركة (البهبودي) لألغى كل حديث ينتهي إلى جعفر الصادق في كتب الشيعة!!.))
ويقول لي يا أبا العباس: ((أوَتظن أن (محمد باقر الصدر) يرى في قرارة نفسه صحة ما نسبه الشيعة لأئمة أهل البيت، اقرأ إن شئت نظرية التعارض عنده فسترى خطورة معضلة التعارض، وأنه دون أن يصرِّح يشكك بأساس المذهب الشيعي، ولكنه حاول جاهداً أن يدفع هذا تحت تأثير الأديولوجية التي تسيطر عليه ومن باب: اعتقد ثم استدل.))
ويحدثني عن قصة طريفة حصلتْ له مع المرجع (حسين بحر العلوم) عندما ناقشه في مسألة أبي صالح (المهدي الخرافة) ,وعن جدوى وجوده وإمامته؛ فلم يحرك المرجع إلا بالقول: ((شمس خلف السحاب، آمن آمن يا بني لاتسْأَلْ أكثر, وإلا نزلت عليك نقمته)) ولا يدري أستاذنا عبد الملك الشافعي الضمير في كلمة نقمة يعود على من؟ أعلى الله -تعالى- أم على الشمس خلف السحاب؟!
¥