تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

على أن الشمس خلف السحاب لا ينازع في وجودها أحدٌ بينما صاحبنا (أبو صالح) لم نره ونتعرض لِحرِّه حتى في أقوى أيام الصيف الحارقة, وخاصة نحن أبناء الجزيرة العربية فهل يَعْقِل القوم يا ترى؟!

ويستطرد أستاذنا الشافعي ليقول: ((إن هناك انتقائية لا يقبلها العقل في قضية اللطف الإلهي, وكأن هذا اللطف لم يكن صفة لله إلا على الشيعة دون بقية الخلق!!))

وضرب أمثلة ولكن نسيها أبو العباس -سامحه الله-!

وسألته عن قضية أثارت استغرابه في دين الشيعة فقال: ((كثير ولكن لم أكن أتصور الاتساع الخرافي في قضية التكفير عند الشيعة لمخالفيهم وقد نقلتُ في أحد كتبي كلاما مخزيا عن مرتضى الأنصاري فراجعه -إن شئت-،ونقلتُ كلاما للشريف المرتضى؛ بل هو وثيقة تكفيرية للمرتضى مفادها بأنهم تكفيريون حتى النخاع، بل إنهم أشدُّ الفرق تكفيراً!! , وأخرى للخوئي وللخميني.))

ويضيف: ((إنه قد أثار سؤالا في غاية البساطة عن سبب إدخال الكلينيِّ الشيعةَ في مأزق مالَه مخرج؛ عندما أقحم السَنَد وطوّله في كتابه الكافي!! .. في حين أنه كان يسهل عليه أن يشافه (أبا صالح) ويروي عنه، ومن ثم يقول (للمجسلي): إياك أن تضعف ثلثي الكافي, وكذلك أنت يا (بهبودي)، ولكنه لم يفعل ولا تسألني يا (أبا العباس) عن السبب فإني أنا لا أعرفه وكذلك المرجع (حسين بحر العلوم).))

لا تمل من مجالسة أستاذنا (الشافعي) ولا تنتهي الفوائد التي تحتاج إلى كشكول لكتابتها ..

أسأل الله –تعالى- أن يحفظه ويكلأه بعينه التي لا تنام!

والآن أيها الأحبة قد أخرت ما كان حقه التقديم، إن الأساتذة المذكورين آنفا هم من المهتدين إلى دين الإسلام ..

اهتدوا بعد أن عايش كل واحد منهم أسبابا وحِراكا وصراعا أداهم ليحطوا رحالهم في مذهب أهل السنة التي تركنا عليها نبينا وحبيبنا -صلى الله عليه وسلم- بيضاء نقية.

نسأل الله –تعالى- أن يحفظهم من بين أيديهم, ومن خلفهم, ومن فوقهم ومن تحتهم، وأن يرزقهم الإخلاص في القول والعمل.

وأختم أنا (أبو العباس) لأقول: إن مذهب أهل السنة لا يحتاج إلى تلميع وتزويق كما يفعل الرافضة ..

فإن قيل: فماذا تسمي كلامك اليوم؟!

أقول: كتبت ما كتبت لأمرين:

1 - الحديث عن التلميع والتزويق شيء, والحديث عن التقصير والإهمال شيء آخر، فإن من حق هؤلاء الإخوة أن تنقل تجاربهم ويتخذوا قدوة، ولأننا لسنا كالرافضة ولا هم كالمستبصرين، لم نفرش لهم الأرض ورداً, ولم نطنطن بهم الدنيا, ولم نؤلف لهم المصنفات, ولم نقدمهم على المنابر, ولم نؤسس لهم الجمعيات, ولم نرسلهم إلى دنيا الاغتراب, ولم نودع في أرصدتهم العملة الصعبة, ولم نطلق لشهواتهم المتعوية العنان, ولم ... ولم ... ولم ...

وقد حاولت جاهدا لأقنعهم بضرورة تقديم أنفسهم على أنهم مهتدون فلم يقبلوا إلا بعد لأواء ومدافعة؛ فكان هذا التعريف اليوم، نسأل الله –تعالى- لهم ولنا الثبات!

2 - والسبب الثاني: لكي يعود الشيعة لقراءة كتبهم من جديد ويتفكروا بكل حرف رقموه، لأنه لم يكتب إلا بحرية وانطلاق وكسر لكل أغلال القيود التي يضعها تجار المنابر الحسينية.

فيا (سبحاني) من قال عنك بأنك كذاب مخرف وهو أستاذنا (علاء الدين البصير) نشأ في بيئة تنظر إليك وإلى أمثالك بأنك لا تنطق عن الهوى!!

ويا (سبحاني) من كتبتَ عنه في حديثك (للقرضاوي) أنه أساء إلى قداستك, وعالي مقامك هو أول من يعلم من أين تكتسب هذه القداسة, وهذا المقام العالي, وهو ما زال إلى الآن ينتظرك أن ترد عليه ولو بحرف واحد .. طبعا إذا سمحت قداستك بهذا!!

إن هؤلاء الإخوة يوجهون إلى عوام الشيعة نداءً باختصار: ((إن علماءكم سبب بلائكم، فلا تمكنوهم من عقولكم ولا تسلطوهم على دنياكم وآخرتكم.))

هذا ما أحببت أن أضعه بين إخواني وأخواتي معرِّفا بكوكبة من رجالنا في زمن بات للأقزام فيه موطئ قدم!

ويا إخواني لا تسألوني عن حياتهم وكيف يتكسبون معاشهم؛ فلا أريد أن أدمي قلوبكم، ولو كان (أبو العباس) مرجع تقليد ويقف على نهر من الخمس، لكان في الكلام شيء آخر، ولكنهم أرادوا الله ولم يريدوا الفانية، ولا لبس العمائم السوداء التي تبيض ذهبا أصفر، كـ (التيجاني) وأضاربه من المرتزقة، اللَّاهثين وراء الدولار الأمريكي ذي اللكنة المجوسية.

والحمد لله رب العالمين ..

أبو العباس))

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير