تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[يحيى العدل]ــــــــ[20 - 06 - 02, 06:02 م]ـ

في يوم الخميس التاسع من ربيع الآخر لسنة ثلاث وعشرين وأربعمئة وألف للهجرة الشريفة.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد فنستأنف مجالس التحديث بعون الله تعالى:

ـ المسألةُ العشرُون: معرفة ما يُستغرب ويُشكل من نسب رواته.

1 ـ المَيدُومِي، هو: أبو الفتح مُحمَّد بن مُحمَّد. قال الزَّبيديُّ: ((قرية بمصر من أعمال البهنساوية)).

وهي الآن بمُديرية بني سُويف وهي من القُرى المصرية القديمة اسمُها المصريُّ ((ميراتوم)) والرُّومي ((أزيو)) والقبطيُّ ((ميتوم)) ومنه اسمها العربي ((ميدُوم)).

2 ـ الحرَّاني، هو: عبداللَّطيف بن عبدالمُنعم. نسبةً إلى ((حرَّان)) وهي بلدة من الجزيرة.

3 ـ ابن الجوزي، هو: أبو الفرج عبدالرَّحمن بن علي. عُرف جدُّهم بالجوزي لجوزة كانت في دراهم لم يكن بواسط سواها.

4 ـ الزِّيادي، هو: أبو طاهر مُحمَّد بن مُحمَّد بن محمش. اختلف في سبب نسبته هذه على قولين:

الأول: قال عبدالغافر الفارسي: ((ويُعرف بالزِّيادي؛ لأنه كان يسكن ميدان زياد بن عبد الرَّحمن)).

أما أبو سعد السمعاني، فقال: ((هذه النسبة إلى اسم بعض أجداد المُنتسب إليه)).

وقال أبو عاصم العبادي (458هـ): ((منسُوبٌ إلى بشير بن زياد)).

قال السُّبكيُّ: ((ويشبه أن يكون ما ذكره أبو عاصم تصريحًا، وأبو سعد تلويحًا أصحُّ مما ذكره عبدالغافر)).

قلت: بل هو أعرف بأهل بلده وما ذكره السَّمعاني غير صريحٍ الدَّلالة لأنه ساق تحت هذه النسبة جماعة منهم أبو طاهر هذا.

أما العبَّادي فلم يُتابع على ما ذكر، وهو هرويٌّ فليس من أهل بلده حتى يكون عارفًا به (والأمر مُحتمل).

5 ـ الخشَّاب: هو أبو حامد بن بلال. لكونه يسكن بالخشَّابين بنيسابور.

ويُقال له: البزَّار (بالمُهملة) نسبةً لاستخراج الدهن من البزر وبيعه.

وقع التصريح بهذه النسبة في ((المنح البادية)) لمُحمَّد بن عبدالرَّحمن الفاسي.

كذا وقع في ((ثبت الأمير)) وزاد: ((هكذا الرِّواية المشهورة، وفي رواية لبعض المُحدِّثين البزَّاز بزايين مُعجمتين. والأولى أشهر)).

قلت: كذا وقع البزَّاز (بزايين مُعجمتين) نسبةً إلى بيع البز.

في عدَّة أثبات منها: ((ثبت شيخ الإسلام زكريا الأنصاري))، و ((ثبت الكُزبري))، و ((النفس اليماني)) للأهدل، وثبت الظَّاهري ((حُسْنُ الوَفَا لإخْوان الصَّفا)).

وفي بعض المُسلسلات كما في ((المناهل السَّلسة)) للأيُّوبي.

ـ االمسألةُ الحادية والعشرُون: معرفةُ ما في سند الحديث من نسب على خلاف ظاهرها.

وهذه المسألة داخلة في النَّوع الثامن والخمسين: ((النِّسب التي على خلاف ظاهرها)).

ـ الخشَّاب: ظاهر هذه النسبة أنها لبيع الخشب، وإنَّما نسب بهذه النسبة؛ لأنه كان يسكن الخشَّابين بنيسابور.

وكان يكره هذه النسبة.

ـ المسألةُ الثَّانية والعشرون: معرفةُ ضبط وتقييد ما في سند الحديث من الأسماء المُشكلة.

1 ـ مَحْمِش، هو جدُّ أبي طاهر مُحمَّد بن مُحمَّد الزِّيادي.

قال السبكي: ((مُحمَّد بن مُحمَّد بن محْمش بفتح الميم بعدها حاء مهملة ساكنة، ثم ميم مكسورة، ثم شين مُعجمة)).

2 ـ العاصي كان اسم عبداللَّه بن عمرو في الجاهلية وغيره النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى عبداللَّه.

قال ابن ناصرالدِّين: ((أما العاصي فقال الإمام أبو عَمرو بن الصَّلاح: يقوله كثير من أهل الضَّبط حال الوصل بالياء جريًا على الجادَّة، والمُتداول المشهور حذف الياء، وهو مُشكلٌ على من استطرف من العربية ولم يُوغل، ورُبما أنكروه، ولا وجه لإنكاره، فإنه لُغة بعض العرب، شُبِّه فيها ما فيه الألف واللام بالمُنَّون، لما بينهما من التعاقُب، وبها قرأ عدَّة من القُرَّاء السَّبعة ما في قوله (تعالى): {الكبيرُ المُتعال} وشِبهه. واللَّه أعلم ... )). اهـ.

لكن قال النَّوويُّ: ((الفصيحُ في العاصي إثباتُ الياء، ويجوز حذفُها، وهو الذي يستعمله مُعظم أهل الحديث أو كُلُّهم)).

قال ابن ناصرالدِّين: ((وكلام ابن الصَّلاح أمتن وأبين)).

تم هذا المجلس وإلى اللقاء في المجلس القادم (بإذن الله تعالى).

وكتبه / محبكم يحيى العدل.

ـ[يحيى العدل]ــــــــ[27 - 06 - 02, 06:38 م]ـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير