تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[يحيى العدل]ــــــــ[11 - 09 - 03, 09:17 م]ـ

في يوم الخميس الرابع عشر من رجب لسنة أربع وعشرين وأربعمئة وألف للهجرة الشريفة:

المسألة الأربعون: ذكر ما للحديث من شواهد.

وهذه داخلة تحت النوع الخامس عشر ((معرفة الاعتبار والمتابعات والشواهد)).

قال ابن ناصرالدين: ((للحديث شاهدٌ عن عدة من الصحابة، ذكرتهم في كتاب ((نفحات الأخيار من مُسلسلات الأخبار)): ورويناه من طريق مُنكرة عن ابن عباس (رضي اللَّه عنهما) …)).

وقال (في موضعٍ آخر): ((وللحديث شاهد من حديث أبي بكر، وعمر، وعلي، وعبدالرحمن بن عوف، وعبداللَّه بن مسعود، وجرير بن عبداللَّه، وآخرين (رضي اللَّه تعالى عنهم) ذكرتهم في كتابي ((نفحات الأخيار من مُسلسلات الأخبار)).

وقال (كذلك): ((للحديث شاهدٌ من حديث جماعةٍ من الصحابة، منهم: أبو بكر وعُمر وعلي (رضي اللَّه عنهم))).

وقال أيوب الخلوتي في ((ثبته)): ((له شواهد من حديث: أُسامة بن شريك، وأُسامة بن زيد، وأشعث بن قيس، وجابر بن عبداللَّه، وعُبادة بن الصامت، وعبداللَّه بن عُمر، والمُغيرة بن شُعبة، والنعمان بن بشير، وواثلة بن الأسقع، وأبي أُمامة الباهلي، وأبي الدرداء، وأبي ذر، وأبي سعيد الخُدري، وأبي هريرة، وعبدالرحمن بن عوف، وأبي بكر الصِّديق، وعُمر بن الخطَّاب، وعلي بن أبي طالب (رضي اللَّه عنهم) وهُم ثمانية عشر صحابي، وهذه أسماؤهم)).

قال الشيخ محمد عوامة: كثيرٌ منها واردٌ في مطلق الرحمة، وهو المعنى الذي أراده الحافظ السخاوي في تصنيفه الذي أشار إليه في ((المقاصد)) (88) آخر كلامه على ((ارحموا من في الأرض)): أفردت لأحاديث الرحمة تصنيفًا)). وعليه صنيع ناشر ((المجلس الأول)) من أمالي المصنف في تتمته التي أسماها ((الأمنية في تخريج المُسلسل بالأولية)). اهـ.

وقال العجلوني: ((وهذا الحديث رواه البخاري في الأدب المفرد وأحمد وأبو داود والترمذي وآخرون عن عبدالله بن عمرو بن العاص وقال الترمذي حسن صحيح صححه الحاكم لما له من الشواهد منها ما رواه الشيخان في صحيحيهما عن أسامة بن زيد بلفظ إنما يرحم الله من عباده الرحماء ومنها ما روياه عن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال من لا يرحم لا يرحم وفي هذين الفعلين أربعة أوجه رفعهما وجزمهما ورفع الأول وجزم الثاني وبالعكس ومنها ما رواه أحمد عن جابر بلفظ من لا يرحم لا يرحم ومن لا يغفر لا يغفر له ورواه الطبراني عن جرير بهذا اللفظ وزاد ومن لا يتب لا يتب عليه ومنها ما روياه عن جرير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من لا يرحم الناس لا يرحمه الله ومنها ما رواه الطبراني بإسناد جيد عن ابن جرير مرفوعا من لا يرحم من في الأرض لا يرحمه من في السماء ومن شواهده أيضا ما رواه أحمد وعبد بن حميد في مسنديهما والطبراني وغيرهم بسند جيد عن ابن عمر وأيضا مرفوعا ارحموا ترحموا واغفروا يغفر لكم ويل لأقماع القول ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون وغير ذلك مما ذكره السخاوي في بعض تصانيفه…

والذي يدل عليه كلامهم أن المسلسل بالأولية إنما هو الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء وأما شواهده الواردة بألفاظ مختلفة فليست منه فليراجع)).

وإلى لقاء قريب في المجلس القادم بإذن الله (تعالى)

وكتب/ محبكم يحيى العدل.

ـ[يحيى العدل]ــــــــ[18 - 09 - 03, 10:21 م]ـ

في يوم الخميس الحادي والعشرين من رجب لسنة أربع وعشرين وأربعمئة وألف للهجرة الشريفة

تتمة الكلام على شواهد الحديث:

قلت: فمن شواهد الحديث المسلسل بالأولية اللفظية بتمامه أو لبعض ألفاظه ما يلي:

* هذا اللفظ وقع بتمامه في رواية ابن عباس، وببعضه في رواية جرير البجلي، وابن مسعود.

ــ فأما حديث ابن عباس: فأخرجه الخطيب، ومن طريقه ابن ناصرالدين: من حديث الشاذكوني، عن الحميدي، عن سفيان، عن عمرو، عن أبي قابوس، عن ابن عباس (فذكره).

وهو خطأ سبق الكلام عليه في المسألة (الثالثة والثلاثين).

ــ وأما حديث جرير: فأخرجه مسدد: ثنا أبو الأحوص، عن جرير بن عبداللَّه (رضي اللَّه عنه) قال قال رسول اللَّه (صلى الله عليه وسلم): ((ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء)).

والحديث له طرق أخرى عنه كثيرة.

ــ وأما حديث ابن مسعود: فأخرجه الطيالسي: ثنا سلام بن سليم وقيس بن الربيع، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبداللَّه (رضي اللَّه عنه)، عن النبي (صلى الله عليه وسلم): (مثل حديث جرير).

وأخرجه مسدد: ثنا أبو الأحوص، ثنا أبو إسحاق (فذكره) بلفظ ((من لم يرحم من في الأرض لم يرحمه من في السماء))

وأخرجه أبو يعلى الموصلي: ثنا عبداللَّه بن عمر، ثنا أبو الأحوص (فذكر حديث الطيالسي).

قال البوصيري: ((هذا حديث إسناد صحيح)).

* أما بالمعنى فأشهر شاهد له وأصحه حديث أسامة بن زيد في قصة موت ابن بنت النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: أرسلت ابنة النبي صلى الله عليه وسلم إليه إن ابنا لي قبض فائتنا فأرسل يقريء السلام ويقول إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينها فقام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت ورجال فرفع إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الصبي ونفسه تتقعقع قال حسبته أنه قال كأنها شن ففاضت عيناه فقال سعد يا رسول الله ما هذا فقال هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء.

أخرجه البخاري، ومسلم في ((صحيحيهما)) واللفظ للبخاري.

أما بقية الأحاديث فهي في مطلق الرَّحمة (كما سبق) فلا نتوسع بذكرها.

وقد أوصلها صاحب ((الأُمنية)) إلى (39) مسندًا. و (8) مراسيل.

وإلى لقاء في المجلس القادم بإذن الله (تعالى).

وكتب / محبكم يحيى العدل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير