قال الذَّهبيُّ في ((الميزان)): ((روى عن أبي حامد بن بلال، فذكر الحديثَ المُسلْسَل بالأوَّلية، فزاد تسلسُلهُ إلى مُنتهاه، فطعنُوا فيه لِذَلِكَ)).
وقال الحَافِظُ في ((شرح النُّخبة)): ((ومَنْ رواه مُسلسلاً إلى مُنتهاه فقد وَهِمَ)).
وقال السَّخَاوِيُّ في ((فتح المُغيث)): ((وبعضُ من الرُّواة قد وصلَهُ إلى آخِرِهِ إمَّا غلطًا كما أشار إليه ابن الصَّلاح حيث أورد الحديث في بعض تخَاريجِهِ مُتصل السِّلسِلةِ.
وقال عقبهُ: إنه غَرِيبٌ جدًّا.
وفي مَوضِعٍ آخر: مُنكر.
وأبو طاهر يعني ابن مَحْمِش راويه فمن فَوقهُ لا مطْعَنَ فيهِم، ومَعَ ذَلِكَ فأحسَبُ وأبُتُّ أنَّ هذا سَهوٌ أو خَطأٌ صدرَ منْ بعضِهِم عن قِلَّة مَعْرفَةٍ بهذه الصِّناعة، فليس يصحُّ تسلسُلهُ بكمَالِهِ من وَجْهٍ ما.
وأمَّا كذِبًا كأبي المُظفر مُحمَّد بن عليٍّ الطَّبري الشَّيبانِيِّ حيث وصلَهُ وتواقَحَ فأرَّخ سماع ابن عُيينةَ له من عَمرٍو في سنة ثلاثين ومئة وافتضح، فإنَّ عمرًا مات قبل ذلك إجْمَاعًا، وأرَّخ سماعُ عَمرٍو (أيضًا) له من أبي قَابوسَ سنةَ ثمانِينَ، ولم يُتابع على ذَلِكَ، ولا عَلَى أشْياءَ انْفَردَ بِهَا فيه غير ذَلِكَ، بحَيثُ جزَمَ غيرُ واحِدٍ من الحُفَّاظ باتِّهامِهِ بِهِ، لا سِيمَا وقد رواه ابن عساكر وغيرُهُ عن شيخِهِ فيهِ بدُونِ ما أتى بِهِ، بل كلُّ النَّاس، وقد سلْسَلهُ بعضُهم إلى الصَّحابي فقط، وبعضُهم إلى التَّابعي فقط، وكلُّ ذلك باطلٌ، وقعَ عمدًا من راويهِ أو سهوًا ... )). اهـ.
وجاءَ (كذلك) موصُول التسلْسُل ولا يصحُّ (أيضًا) قال الحَافِظُ أبو المظفَّر عبدالرَّحيم بن أبي سعدٍ عبدالكريم بن السَّمعانيِّ: أنا الإمام أبو طاهر مُحمَّد بن مُحمَّد السِّنجيُّ، ثنا أسعدُ بن مُحمَّد بن حيانَ النَّسوِيُّ، قال: ثنا الشَّيخُ أبو صَالِحٍ أحمدُ بن عبدالملكِ المؤذِّنُ الحَافِظُ، قال: أنا أبو طاهر مُحمَّد بن مُحمَّد بن مَحْمِشٍ الزِّيادي (فذكره) ...
وقال: قال عبداللَّه بن عَمرو: هذا أول حديثٍ سمعتُهُ من رسُول اللَّه (صلى الله عليه وسلم) وذكر بقيَّة التسلسُل.
قال ابن ناصرالدِّين: ((وإسناد الحديث ثقاتٌ إلا أسعد النَّسوِيَّ، فالحملُ في وصل التسَلْسُل عليه واللَّه تعالى أعلم)).
والمُعتمد أنه من النَّاقص: قال ابن الصَّلاح: ((ومن المُسلْسَل ما ينقطِعُ تسَلْسُلهُ في وسَطِ إسْنادِهِ، وذلِكَ نقصٌ فيه، وهُو كالمُسَلْسَلِ بأوَّلِ حَدِيثٍ سمعتُهُ على ما هُو الصَّحِيحُ في ذَلِكَ. واللَّه أعلم)).
ويدخُل في المُسلسَلاتِ من وجهين آخرين:
الوجه الأول: أنه يدخل في المُسلْسَلُ بالكُنى.
وذلِكَ أنَّ فيه أربعةٌ في نسَقٍ كُنيةُ كلُّ واحدٍ منهُم ((أبو مُحمَّد)).
وهم: أبو مُحمَّد عبدالرَّحمن بن بشر بن الحكم، عن أبي مُحمَّد سُفيان بن عُيينة الهلالي، عن أبي مُحمَّد عَمرو بن دينار، عن أبي مُحمَّد عبداللَّه بن عَمرو بن العاص.
ويُشبهه ما أورده أبو مُوسى في مُسلْسَلاتِ الأسماءِ المُسمَّى ((نُزهة الحفَّاظ)) حيثُ ذكر من هذا الجِنْسِ ثَلاثةَ أنْواعٍ:
1 ـ أربعةً يُكنونَ أبا إسْحَاقَ.
2 ـ روايةُ خمسةٍ كلُّ واحدٍ يُكنى أبا بكرٍ بعضُهم عن بعضٍ.
3 ـ ثلاثةٌ يُكنى كلُّ واحدٍ أبا جعفر.
الوجه الثاني: أنه يدخُل في المُسَلْسَل بالمَوالِي.
قال ابن ناصرالدِّين: ((وقعَ في هذا السَّند ثلاثةٌ من المَوالِي على نسَقٍ:
فسُفيان بن عُيينة: جدُّه أبو عِمران، واسمُه ميمُون، مولى لبني هلال.
وشيخه عَمرو والده دينارٌ، مولىً، واختُلف في موالِيهِ، فقيل: هو مولى بني جُمحٍ، وقيل: مولى بني مخزُوم، وقيل: مولى باذان عامِلِ كِسْرى على اليمَنِ.
وشيخُ عَمرو أبو قابوسَ المكِّيُّ، مولى عبداللَّه بن عَمرو بن العاصي)).
تم هذا المجلس وإلى اللقاء في المجلس القادم (بإذن الله تعالى).
وكتبه / محبكم يحيى العدل.
ـ[عبدالله بن جاسم]ــــــــ[08 - 02 - 06, 11:14 ص]ـ
في مشيخة البدر بن جماعة كلام لطيف حول رجال حديث الرحمة المسلسل بالأولية، فلينظره من شاء الاستزادة والله الموفق لا رب سواه، ولا معبود بحق الا اياه 0
ـ[خالد بن عبدالله]ــــــــ[09 - 02 - 06, 12:24 ص]ـ
جزاك الله خيرا