تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فتح رب البريَّة في شرح الحديث المُسلسل بالأوَّلية (المجلس السابع)

ـ[يحيى العدل]ــــــــ[30 - 05 - 02, 06:52 م]ـ

في يوم الخميس الثامن عشر من شهر ربيع الأول لسنة ثلاث وعشرين وأربعمئة وألف للهجرة النبوية الشريفة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فنستأنف مجالس التحديث بعون الله تعالى:

المسألةُ الخامسة عشْرة: معرفةُ أحوال رُواتِهِ جَرْحًا وتعْدِيلاً.

هذه تدخل في النَّوع الثَّالث والعشرين: ((صفةُ من تُقبل روايتُه)).

الحديث مداره في رواياتنا على أبي الفتح المَيدُوميِّ.

فنذكُر على سبيل البيان إسناده من المدار إلى مُنتهاه والكلامُ على رُواتِهِ:

المَيدُوميُّ (عن) الحرَّاني (عن) ابن الجَوْزي (عن) أبي سعد بن المؤذِّن (عن) أبي صالح المؤذِّن (عن) أبي طاهر الزِّيادي (عن) أبي حامد بن بلال (عن) عبدالرَّحمن بن بشر (عن) سُفيان (عن) عَمرو (عن) أبي قابُوسَ (عن) ابن عَمرو (فذكرهُ).

(1) المَيدُوميُّ، هو: صدرالدِّين أبو الفتح مُحمَّد بن مُحمَّد بن إبراهيم بن أبي القاسم بن عنان المَيدُوميُّ، مُسند مصر. ولد في شعبان سنة (664هـ) وبكَّر به أبوه فأسمعه من النَّجيب الحرَّاني، وهو آخِرُ من روى عنه. حدَّث بالكثير بالقاهرة ومصر والقُدس وهو أعلى مشايخ العراقيِّ من المِصْريين (ت754هـ).

(2) الحرَّاني، هو: نجيب الدِّين عبداللَّطيف بن عبدالمُنعم بن الصَّيقل أبو الفخر الحرَّانيُّ الحنبليُّ التَّاجِرُ. مُسند ديارِ مِصْرَ. ولد بحرَّان سنة (587هـ) رحل به أبوهُ فأسمعهُ الكثير من ابن كُليب، وابن المعطُوش، وابن الجَوزيِّ، وابن أبي المجد. وولِيَ مشيخةَ درا الحديث الكامليَّةِ. توفي سنة (672هـ).

(3) ابن الجَوْزيِّ هُو الإمام العلاَّمة الحافظُ عالمُ العراق وواعِظُ الآفاق جمالُ الدِّين أبو الفرج عبدالرَّحمن بن علي القُرشيُّ البكريُّ الصدِّيقيُّ البغدادِيُّ الحنبليُّ الواعِظُ.

صاحِبُ التصانيف السَّائرة في فنُون العلم، ولد سنة (510هـ) أو قبلها.

وسمِعَ في سنة تسع عشرة من ابن الحصين وأبي غالب بن البنَّاء وخلقٍ عدَّتهم سبعةٌ وثمانون نفسًا.

وكتبَ بخطِّه الكثير جدًّا ووعَظَ من سنة عشرين إلى أن مات.

حدَّث عنهُ بالإجازة الفخْرُ عليٌّ وغيرهُ وله ((زاد المسير)) في التفسير، و ((جامع المسانيد))، و ((المُغني)) في علوم القُرآن، و ((تذكرة الأريب)) في اللغة، و ((الوجُوه والنَّظائر))، و ((مُشكل الصِّحاح))، و ((الموضُوعات)) و ((الواهيات))، و ((الضُّعفاء)) و ((تلقيح فهوم الأثر))، و ((المُنتظم)) في التاريخ وأشياء يطول شرحُها وما علمت أحدًا من العُلماء صنَّف ما صنَّف.

وحصل له من الحُظْوة في الوعْظِ ما لم يحصُل لأحدٍ قطُّ قيل: إنَّه حضره في بعض المجالِسِ مئةُ ألفٍ وحضرهُ ملوكٌ ووُزراءٌ وخُلفاءٌ. وقال: كتبتُ بأُصْبُعي ألفي مُجلَّد وتاب على يديَّ مئةُ ألفٍ، وأسلم على يديَّ عُشرونَ ألفًا. مات سنة (597هـ).

(4) أبو سعد بن المؤذِّن، هو الإمامُ الفقيهُ الأوحدُ أبو سعدٍ إسماعيل بن الحافظ المؤذِّن أبي صالح أحمد بن عبدالملك بن علي النيسابُوريِّ الواعِظِ المشهُور بالكَرْمانيِّ لسُكناهُ بها. ولد سنة وُلِدَ سنة (451هـ) أو في التي تليها.

قال أبو سعد السَّمعاني: كان ذا رأيٍ وعقلٍ وعلمٍ، برع في الفقه، وكان له عِزٌّ ووجاهةٌ عند الملوك ... كان وافرَ الجلالةِ كامِلَ الحِشْمةِ. مات سنة (532هـ).

(5) أبو صالح المؤذِّن، هو أحمد بن عبدالملك بن علي بن أحمد بن عبدالصَّمد بن بكر النَّيسابُوريُّ الصُّوفيُّ المؤذِّن. مولده في سنة (388هـ).

قال زاهر الشَّحامي: خرَّج أبو صالحٍ ألفَ حديثٍ عن ألفِ شيخٍ لهُ.

وقال أبو بكر الخطيبُ: قدم أبو صالح علينا في حياة ابن بشران وكتب عنِّي، وكتبتُ عنه وكان ثقةً.

قال عبدُالغافر في ((السِّياق)): أبو صالح المؤذِّن الأمين المُتقن المُحدِّث الصُّوفي نسيجُ وحده في طريقتِهِ وجمْعهِ وإفادتِهِ. ما رأيتُ مثلهُ في حفْظِ القُرآن وجمْعِ الأحادِيثِ. سمِعَ الكثير، وجمع الأبواب والشُّيوخَ وأذَّن سنين حُسْبةً وكان يحثُّني على معْرفةِ الحديث ولم أتمكَّن من جمْعِ هذا الكتاب إلاَّ من مسوَّداته ومجمُوعاته فهي المرجُوع إليها فيما أحتاجُ إلى معرفتِهِ وتخريجِهِ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير