فهذه سبعة مواطن أخبر فيها بأنه سبحانه استوى على العرش، وفي هذه المسألة أدلة من السنة والآثار الصحيحة الكثيرة يطول بذكرها الكتاب! فمن أنكر كونه سبحانه في جهة العلو بعد هذه الآيات والأخبار فقد خالف الكتاب والسنة!
وقد ثبت بالأدلة الصحيحة أن الله خلق سبع سماوات بعضها فوق بعض، وسبع أرضين بعضها أسفل من بعض، بين الأرض العليا والسماء الدنيا مسيرة خمسمائة عام وبين كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة عام والماء فوق السماء العليا السابعة وعرش الرحمن عز وجل فوق الماء والله عز وجل على العرش والكرسي موضع قدميه
:
وهوعلى العرش فوق السماء السابعة دونه حجب من نار ونور وظلمة وما هو أعلم به
:
ومن قال: إن الله ليس في جهة! قيل له: ما تريد بذلك؟ فإن أراد أنه ليس فوق السموات رب يعبد ولا على العرش إله ومحمد لم يعرج به إلى الله والأيدي لا ترفع إلى الله تعالى في الدعاء ولا تتوجه القلوب إليه! فهذا فرعوني معطل جاحد لرب العالمين!
:
ولأهل الجحود والتعطيل في هذا الباب شبهات يعارضون بها كتاب الله وسنة رسوله وما أجمع عليه سلف الأمة وأئمتها وما فطر الله عليه عباده وما دلت عليه الدلائل العقلية فإن هذه الأدلة كلها متفقة على أن الله فوق مخلوقاته عالٍ عليها قد فطر الله على ذلك العجائز والأعراب والصبيان في الكتاب كما فطرهم على الإقرار بالخالق تعالى.
:
قال ابن قتيبة: [ما زالت الأمم عربها وعجمها، في جاهليتها وإسلامها، معترفة بأن الله في السماء]. وقد جمع طائفة من العلماء في هذا الباب مصنفات، منها: كتاب [العلو] للذهبي، وكتاب [النزول] لشيخ الإسلام ابن تيمية، وكتاب [الاستواء] لابن القيم، و [النونية] له، وعقيدة ابن قدامة، ورسالة الشيخ محمد بن ناصر الحازمي، ورسالة محمد فاخر الإله أبادي ثم المكي، ورسالة [إجراء الصفات على ظاهرها] للشوكاني، و [الانتقاد الرجيح] للعبد الفقير، و [الاحتواء] له عفا الله عنه، إلى غير ذلك.
وليس في كتاب الله، ولا سنة رسوله صى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من السلف، لا من الصحابة ولا من التابعين، ولا عن أئمة الدين حرف واحد يخالف ذلك، ولم يقل أحد منهم: إن الله ليس في السماء! أو إنه ليس على العرش! أو إنه في كل مكان، وإنه لا داخل العالم ولا خارجه، ولا متصل به ولا منفصل، وإنه لا تجوز إليه الإشارة الحسية إليه لالأصابع! أو نحو هذا.
ومن ظن أن الصفات لا يعقل معناها، ولا يُدرى ما أراد الله ورسوله منها، وظاهرها تشبيه وتمثيل، واعتقاد ظاهرها كفر وضلال، وإنما هي ألفاظ لا معاني لها، وأن لها تأويلاً وتوجيهاً لا يعلمه إلا الله، وأنها بمنزلة "ألم"، و"كهيعص" وظن أن هذه طريقة السلف، ولم يكونوا يعرفون حقيقة قوله: "والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة"، وقوله: "ما منعك أن تسجد لما خلقت بيديّ"، وقوله: "الرحمن على العرش استوى"، ونحو ذلك، فهذا الظانّ من أجهل الناس بعقيدة السلف وأضلهم عن الهدى، وقد تضمن هذا الظن استجهال السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار وسائر الصحابة، وكبار الذين كانوا أعلم الأمة علماً وأفقههم فهماً، وأحسنهم عملاً، وأتبعهم سنناً، ولازم هذا الظن أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتكلم ذلك ولا يعلم معناه، وهو خطأ جسيم وجسارة قبيحة نعوذ بالله منها.)
وأكتفي بعد هذا بالإحالة إلى كتابه [الانتقاد الرجيح] الذي شرح فيه كتاب ولي الله الدهلوي [الاعتقاد الصحيح] عند قول الشاه: [وهو على العرش]، فقد أطنب الشارح وأطيب في الشرح، ونقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية والذهبي وابن القيم وغيرهم من الأئمة الكثير الكثير، ونقل تفسير الاستواء كما يعتقده أهل السنة من قول مجموعة من علماء الهند وغيرهم.
ولصديق حسن خان عدة آثار سلفية سوى [قطف الثمر] و [الانتقاد الرجيح]، منها: تفسير كبير سلفي اسمه [فتح البيان]، و [الدين الخالص] وكلها مطبوعة.
(شعر (مميز 15 - محمد أمين الواعظ الحنفي السلفي))
قال الألوسي في المسك الأذفر (ص183): [كان سلفي العقيدة لا يميل إلى تأويل، له إنكار تام على من خالف الشرع الشريف].
وقال محمد بهجة الأثري في أعلام العراق (ص62): [العالم السلفي السيد أمين الواعظ].
ـ[الشافعي]ــــــــ[23 - 01 - 03, 10:42 ص]ـ
(شعر (مميز 16 - العلامة المؤرخ عبد الرحمن بن حسن الجبرتي))
¥