ثم انتقد الأخ المذكور ما نقلته من أسانيد مخرجة إلى مسند الإمام أحمد بأن في إسنادها الإجازة العامة، وقد تقدم أن ذكرت بأنني لم أعلم تحري قيد الإجازة الخاصة، وظني أن المطلوب هو العلو المنشود، فنقلت عن أهل العلم ما نقلوه لنا. ومع ذلك، وفي الرواية بالإجازة العامة متانة على ما تقدم من نقول، ومع ذلك لم يسلم إسناد الأخ من انتقاد!!، والمطلوب من الأخ الفاضل تحقيق إثبات التحمل ومن ثمّ نوعه من بدر الدين الحسني عن عبدالقادر الخطيب، حتى والده الشيخ يوسف الحسني يحتاج إلى تحقيق إثباتها عنه، وأثبت ما يكون أن بدر الدين الحسني (1267 - 1354هـ) يروي عن إبراهيم بن حسن السقا (1212 - 1298هـ)، فآمل من الآخ تحقيق هذا؟! أعني رواية بدر الدين الحسني عن عبدالقادر الخطيب أو عن غير السقا مطلقاً.
ـــــــــ
وفي الإسناد (عن أبيه عن جده عن عبدالباقي الحنبلي .. ) والصواب عن: محمد بن عبدالباقي الحنبلي أبي المواهب، صاحب المشيخة المشهورة، وأبوه عبدالباقي بن عبدالباقي الحنبلي البعلي (1005 - 1071) وهو الراوي عن محمد شمس الدين الميداني الشافعي الدمشقي عن شهاب الدين أحمد الطيبي الكبير الدمشقي كما ذكر ذلك في " ثبته " (ل: 7) في المسلسل بالدمشقيين.
والكزبري الكبير ولد سنة (1100 - 1185هـ)، فكيف يروي عبدالباقي الأب الذي مات قبل أن يولد بتسع وعشرين سنة؟!.
وعلى هذا في الإسناد سقط تصويبه ( ... عن أبيه عن جده عن محمد بن عبدالباقي الحنبلي عن أبيه عن الميداني به) فينزل درجة؟!، ويكون بينه وبين الإمام أحمد (19) راويا!.
ـــــــــــ
وقول الأخ – نفع الله بعلمه -: (بين الصفي القشاشي المتوفى سنة1071, والفخر ابن البخاري المتوفى سنة690,فترة زمنية قدرها381 سنة , واستبعد ان يكون بينهما ثلاثة رواة فقط كما في الاسناد المذكور) أقول: الإستبعاد الظني لا يكفي، وهذا أسنده عبدالباقي الهندي نقلته بواسطة تلميذه شيخ مشايخنا أبي بكر الحبشي في ثبته " الدليل المشير " فالعهدة عليه، والقشاشي أحمد بن محمد المقدسي ثم المدني (ت: 1071هـ) من المكثرين قراءة على الشيخ أحمد بن علي بن عبدالقدوس الشناوي (ت: 1028هـ) وبقية السند عن أبي زكريا يحي بن محمد الخطاب عن زين الدين حسين بن أبي بكر المراغي عن الفخر يحتاج إلى إعادة نظر.
ــــــــــ
أما قول الأخ الحبيب: (لا يعرف في الرواة عن الفخر رجل يدعى زين الدين بن حسين بن ابي بكر المراغي , فلعل الشيخ يوقفنا على حقيقة الامر.)، ولو قال الأخ: (لا أعرف) لكان أعدل، وفي كتاب " الشذرات " (7/ 120) زين الدين أبو بكر بن حسين المراغي المولود سنة (728هـ) والمتوفى سنة (816هـ)، فلعله هو، يروي عن أبي العباس ابن الشحنة (ت: 733هـ) وهو آخر من روى عنه في الدنيا، وبلا شك أن بينه وبين الفخر (ت 690) واسطة أو واسطتين. فليحرر.
ـــــــــ
وقال الأخ: (اثبت رواية ابن حجر عن أبي حفص المراغي والصلاح المقدسي , وابن حجر لم يرو عنهما)
أقول: أثبت الرواية له عنهما ولي الله الدهلوي في الإرشاد، أما أبو حفص عمر بن مزيد بن اميلة المراغي فقد ذكره الحافظ في " الدرر الكامنة " (3/ 235)، وقال بأنه أجاز أهل عصره، وخاصة المصريين، وابن حجر منهم، ومثل هذا صنع ابن حجر في ترجمة (الصلاح محمد بن أحمد المقدسي) فقال في " الدرر الكامنة " (3/ 393): (وقد اجاز لمن ادرك حياته خصوصاً المصريين، فدخلت في ذلك، ولم أظفر لي منه بإجازة خاصة مع إمكان ذلك والله المستعان).
فهاهو عمل هنا بالإجازة العامة خاصة عند التخصيص، وعند تعذر السماع، وهذا هو مذهبه كما تقدم نقله في أول ما كتبت من قوله في شرح النخبة (ولكنها في الجملة خير من إيراد الحديث معضلا) [نزهة النظر: 66].
ــــــــــــ
¥