[إعلان بخصوص درس الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي]
ـ[أبو الخطاب الجنوبي]ــــــــ[11 - 08 - 05, 04:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أعلن لنا اليوم الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي حفظه الله بعد درسه في جدة أن دروسه سوف تتوقف مؤقتا وذلك لإنشغاله ببحوث ودراسات ومسائل مهمة سوف تصدر قريبا وبين لنا حفظه الله أن المصلحة في ذلك وسوف يستأنف دروسه مع بداية شهر رمضان الذي أسأل الله أن يبلغنا هذا الشهر وأن يعيننا جميعا على صيامه وقيامه والصبر على طاعته والله الهادي إلى سواء السبيل
أسأل الله أن يحفظ شيخنا الكريم وأن يجزيه عنا وعن طلبته وعن الإسلام خير الجزاء وولله لا أدري كيف نستطيع أن نتحمل غيبته لمدة شهرين بعد أن ودعناه اليوم والعين لا تملك سوى الدموع ولكن ذلك قدر الله والله حكيم عليم
أخوكم
أبو الخطاب
ـ[أبو الخطاب الجنوبي]ــــــــ[11 - 08 - 05, 04:27 ص]ـ
منقول:
أما قبل .. هو درسٌ مبارك .. يعزّ أن تجد مثاله في زمانٍ من الأزمنة ..
حين تلج من باب مسجد الملك سعود بالشرفية .. أول ما يعانق وجهك نسمات هواء باردة منعشة .. تتنسم فيها رائحة العود والعطر والإيمان .. تمشّى بضع خطوات! ترَ صوبك جماعة من المسبوقين يبتدرون السواري يصلّون تحية المسجد .. فإن مضيت إلى القدّام ستلقى حلقة عظيمة في محراب المسجد .. تتسع حتى تملأ الرحبة الوسطى .. وتصل في الموسم إلى طرف الرواق الممتد بين البابين العظيمين! .. هناك في تلك الحلقة .. ستجد شببة متقاربين .. وجوههم لألاءة .. أكنافهم موطأة .. كأنهم الولدان المخلدون .. مستقبلي كرسي الشيخ .. ينتظرون قعوده على كرسي التحديث .. وقد أحضروا كراريسهم ومحابرهم .. يدونون علم الشيخ وفرائده ونكاته ..
يدخل الشيخ من بهو المسجد .. من الباب الصغير الأيمن للناظر تجاه القبلة .. ويركع ركعتين خفيفتين .. فإذا انفتل من صلاته سار إلى مقعده .. وسلم على الناس تسليما خافتا لا يوقظ النائم ويسمع اليقظان .. فيرد الأدنون من الشيخ السلام .. فيسمعهم من وراءهم فيردون السلام .. ويسمعهم من وراءهم فيردون .. وهكذا حتى آخر رجل في الحلقة ..
إن فزت يوما بالحضور .. سترى الشيخ يرتدي عباءة داكنة غليظة الحاشية .. وغترة بيضاء صقيلة .. تحتها كوفية سميكة تبرق بياضا .. لباسٌ بذّ .. لكنه بالغ النظافة .. حسن الكي .. ولا أبالغ إن قلت أن لباس الشيخ أنظف وأنصع لباس في المسجد ..
هناك مشهد آخر من العجب العاجب .. فعند انقضاء صلاة العشاء .. يتطاير جماعة من الطلاب ويتحلقون حول الشيخ في لمح البصر .. أحسب أنه قبل أن يتم تسليمته الثانية .. غالبهم من الناشئة ومحبي أهل العلم والفضل .. وترى الشيخ يترفق بهم ويلين لهم الكلام ويجالسهم ساعة ثم يقوم .. وهم من حوله مكتنفوه ومشيعوه .. ويمشي الشيخ يجيب سائلا ويحل معضلة وينصح ويرشد حتى يخرج من باب المسجد .. والموكب ماضٍٍ في ملازمته .. هناك تبدأ الأسئلة الخاصة .. فيشير الشيخ إلى مشيعيه أن تجافوا قليلا .. فيمتثلون .. ويسأله السائل في أذنه فيرد الشيخ عليه في أذنه .. احتراما ورعاية لخصوصية الموضوع .. وهكذا حتى يمد الشيخ رجله في السيارة ويبقي الأخرى خارجا وهو أثناء ذلك يملي جوابا أو يبذل نصيحة .. ثم يدخل سيارته وينطلق ..
من ستة عشر عاما وهذا دأب الشيخ .. وهذا المشهد لا ينخرم ولا يتبدل ..
إن عرّج بك السيرُ يوم الأربعاء إلى جدة فلا تفوّت عليك الانغماس في قطعة الفردوس هذه! .. وستحس بعد ذلك حقا أن "جدة غير"! ..
عفوا أيها السادة .. اعذروني إن أسهبتُ في وصف المشهد ونسيت الحدث .. أرجو أن لا تلوموني! ..
لا تعذل المشتاق في أشواقهِ **** حتى يكون حشاك في أحشائهِ ..
أما بعد .. فعند انتهاء الدرس أمسِ سئل الشيخ كالعادة سؤالات متنوعة .. منها .. سؤال لطالب يعاني مشكلة مع أستاذه ..
قال في سؤاله .. أنه طالب وكلما أصيب أحد زملائه بإصابة أجبره المعلم أن يغتسل ويعطي غَسوله الطالب المصاب ليغتسل به .. متهما إياه بالعين .. الطريف أن هذا الطالب المنكود يقول: وكلما اغتسل طالبٌ مصاب بفضلة مائي كان ذلك بلا نتيجة ولا يبرأ من سقمه!! ..
أجاب الشيخ قائلا: هذا معلم ظالم .. وعليه أن يتقي الله في أبناء المسلمين .. هذا سوء ظن ينم عن نفس حاقدة .. العين أمر غيبي لا يعلمه إلا الله .. هؤلاء الطلاب فرّغوا أنفسهم لحفظ كتاب الله .. وما هربوا كغيرهم للهو واللعب .. يجب أن نرحمهم ونعاملهم بلطف ومودة .. إن هذا يعد تشهير بالطالب .. سيؤدي إلى نفور زملائه منه .. وسيسبب له متاعب ربما تجعله يترك الحلقة أو الدرس .. لقد أنّب الشيخ هذا المعلم وقرعه تقريعا شديدا .. وأمره بالتوبة .. مع ذلك فالشيخ لم يعمّم .. بل ذكر أن جلّ وكلّ معلمي حلقات التحفيظ ذوي خير وفضل واحتساب .. وأشاد بهم ..
وفي ثنايا الجواب وجّه الشيخ قصة سهل بن حنيف – رضي الله عنه - .. حينما نظر إليه ذلك الصحابي وقال: ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة! .. فلُبط سهل .. أي أغشي عليه .. أن القرينة واضحة هنا .. وهو أنه حينما فرغ الصحابي من كلمته لُبط سهل وقد رآه الصحابة .. فكان واضحا أنه هو العائن .. أما اتهام الناس جزافا بلا قرائن فلا يجوز وهو ظلم وسوء ظن بعباد الله ..
نقلت السؤال والجواب بالمعنى محاولا القرب من الألفاظ كما قيلت .. وللتوثيق هو أول سؤال بعد الأذان من درس أمسِ ..
منقول
كتبه لكم الأخ: الحاج أحمد
¥