3 - حديث الحر بن الصياح عن هنيدة بن خالد عن امرأته قالت: حدثتني بعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم عاشوراء وتسعا من ذي الحجة وثلاثة أيام من الشهر أول اثنين من الشهر وخميسين)
أخرجه النسائي (كتاب الصيام – باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي وذكر اختلاف الناقلين للخبر في ذلك ح 2374 – وباب كيف يصوم ثلاثة أيام من كل شهر وذكر اختلاف الناقلين للخبر في ذلك ح 2418 - 2420) وأبو داود (كتاب الصيام – باب في صوم العشر ح 2437) وفيه (الخميس) من غير ذكر الخميسين. وهوحديث مضطرب سنداً ومتناً.
4 - حديث الحسن عن ابن عباس قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوم عاشوراء يوم العاشر
أخرجه الترمذي (كتاب الصوم – باب ما جاء في عاشوراء أي يوم هو ح 755) وقال: حديث ابن عباس حسن صحيح. وحمل كلام أبي عيسى على حديث ابن عباس المتقدم لهذا وهو حديث الحكم بن الأعرج عن ابن عباس المخرج في الصحيح. والحسن لم يسمع من ابن عباس نصّ عليه ابن المديني في علله وغيره فهو حديث منقطع، ومتنه يخالف ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما في حديث الحكم بن الأعرج المخرج في الصحيح.
فقه الأحاديث رواية:
في هذه أحاديث فوائد جمة أذكرها من غير ترتيب:
1 - أن صوم عاشوراء كان منذ القدم فقد كانت قريش تصومه في الجاهلية (انظر سبب صومهم في فتح البارئ) وكانت اليهود تصومه.
2 - صام النبي صلى الله عليه وسلم عاشوراء قبل الهجرة وبعدها وأمر بصيامه فلما وجد اليهود يصومونه قال: (فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع)
3 - اتفق العلماء أن صوم يوم عاشوراء اليوم ليس بواجب واختلفوا في مبدأ صيامه هل كان واجباً أو مستحباً؟ على قولين ذهب أبو حنيفة ورواية عن أحمد رجحها ابن القيم أن صومه كان واجبا، والجمهور أنه كان مستحبا.
4 - ثبت عن بعض الصحابة رضوان الله عليهم أنهم لا يصومون عاشوراء بعد فرض رمضان منهم ابن مسعود رضي الله عنه وابن عمر رضي الله عنهما فكان لا يصومه إلا أن يوافق صومه. والأحاديث دالة على بقاء استحباب صوم عاشوراء، وقول ابن مسعود رضي الله عنه: " فلما نزل رمضان تُرك " أي وجوبه لا استحبابه.
5 - فيه موالاة المؤمنين فعاشوراء يوم نجّى الله فيه موسى وقومه فصامه موسى شكراً فصامه النبي صلى الله عليه وسلم. وفيه دليل على أن العمل شكر قال تعالى (اعملوا آل داود شكراً) ولا يكون شكراً إلا بموافقة السنة، وقد أورد ابن حجر الهيثمي رحمه الله وتبعه غير واحد في أن صوم النبي صلى الله عليه وسلم لعاشوراء فيه ارتباط بالحوادث العظيمة ففيه دليل على مشروعية الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من غرائب الاستدلال ذكرته للتعجب لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم الاثنين لأنه يوم ولد فيه وبعث فيه وداوم على ذلك فالعجب من مخالفة السنة بالصيام إلى الاحتفال الذي لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا أحد من الصحابة والتابعين ولا أحد من أهل القرون المفضلة. يُنظر (اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم) لأبي العباس ابن تيمية الحفيد فهو كتاب نافع في بابه.
6 - اختلف أهل العلم في عاشوراء هل هو اليوم التاسع أو العاشر؟ وسبب الاختلاف أن قوله صلى الله عليه وسلم (لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع) هل هو نقل لعاشوراء من العاشر إلى التاسع أو المعنى صيام التاسع مع العاشر؟ الأظهر الثاني، وهو قول أكثر أهل العلم أن عاشوراء هو اليوم العاشر وذهب ابن حزم رحمه الله أن عاشوراء هو اليوم التاسع فقال في المحلى: " ونستحب صوم يوم عاشوراء وهو اليوم التاسع فإن صام العاشر فهو حسن " واستدل بحديث الحكم بن الأعرج وقول ابن عباس رضي الله عنهما: اعدد تسعا وأصبح يوم التاسع صائما؛ وتأول قول ابن عباس رضي الله عنهما فقيل أراد بيان السنة فذكر له التاسع لأن العاشر معلوم وقيل هذا مأخوذ من إظماء الإبل فكانوا يوردون اليوم العاشر ويقولون وردنا تسعا وقيل غير ذلك.
7 - عاشوراء على وزن فاعولاء وهذا الوزن قليل في لغة العرب. وكان يوماً تستر فيه الكعبة في الجاهلية. وقد ذكر ابن حجر رحمه الله في الفتح أن الكعبة كانت في زمانه تستر يوم النحر. وفي زماننا اليوم تستر الكعبة يوم عرفة.
¥