تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

8 - صوم الحادي عشر جاء فيه حديث ابن أبي ليلى عن داود بن علي عن أبيه عن جده عبدالله بن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " خالفوا اليهود صوموا يوما قبله أويوما بعده " رواه أحمد وغيره ولا يصح فيه ابن أبي ليلى سيء ضعيف. وصوم التاسع والعاشر والحادي عشر لا أعرف فيه حديثا. والأفضل هو صوم التاسع والعاشر.

9 - ضعف بعض المتأخرين حديث أبي قتادة رضي الله عنه المخرج في صحيح مسلم في فضل صومه وهذا من الغرائب ولا أعرف أحداً من الحفاظ المتقدمين تكلم فيه.

ومن الفوائد مما لها علاقة بالباب مما لم يأت فيما سبق من الأحاديث:

1 - هل يكره إفراد عاشوراء بالصيام؟ فيه خلاف والأظهر أنه لا يكره.

2 - إذا وافق عاشوراء يوم السبت فهل يصام؟ من صحح حديث (لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم .. ) الحديث منع من صيامه، وأكثر الحفاظ والمحدثين على أنه حديث غير صحيح وعليه فلا بأس بصيامه.

3 - جمهور أهل العلم أن تكفير صوم عاشوراء خاص بصغائر الذنوب فإن قيل صوم عرفة يكفر سنتين سنة ماضية وسنة مستقبلة فما فائدة صوم يوم عاشوراء؟ أورد هذا ابن القيم في أوائل كتابه (الجواب الكافي) في سياق حديثه عن المغترين وأجاب عنه فليرجع إليه.

4 - لماذا كان صوم يوم عرفة يكفر سنتين وصوم عاشوراء يكفر سنة؟ قال بعض العلماء لأن صوم عرفة من شريعة محمد صلى الله عليه وسلم وصوم عاشوراء من شريعة موسى عليه السلام.

5 - أحدث الناس في يوم عاشوراء أعمالاً لا أصل لها فمنهم من يحتفل به احتفالا حتى يعرف بـ " يوم زمزم " إذ كل من يرى ذلك اليوم فإنه يرش عليه بالماء رجاء البركة كما يرش على المتاع وغيره كما يحدث في بعض مناطق المغرب وهي في طريقها للاندثار وفي الليل احتفال خاص وعلى النقيض فإن الرافضة جعلوه مأتماً ويقولون أحاديث صوم عاشوراء من وضع بني أمية وهذا من العجائب. ومن نظم بعضهم في أعمال يوم عاشوراء:

صُم صَلِّ صِل زُرْ عالمًا ثم اغتسل ** رأس اليتيم امسح تصدَّق واكتحل

وسِّع على العيال قلم ظفرًا ... وسورة الإخلاص قل ألفًا تَصِل

ولا يصح من هذا الأعمال يوم عاشوراء إلا الصيام نصّ عليه ابن القيم في المنار المنيف.

وأما حديث (من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته) فحديث منكر، وإنما هو بلاغ محمد بن المنتشر عن أبيه.

وهناك مسائل مشكلة في صوم عاشوراء منها أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومونه ومقدمه إنما كان في ربيع الأول فكيف ذلك؟ وحديث ابن عباس " لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع " أنه لم يعلم بصيام اليهود إلا قبل موته بسنة وقد قدم المدينة وهو يصومونه؟ أجاب عن هذه الإشكالات وغيرها ابن القيم في زاد المعاد (2/ 63 - 73)

6 - العلة من صوم عاشوراء هو مخالفة اليهود كما جاء في صحيح مسلم من حديث وكيع عن ابن أبي ذئب عن القاسم بن عباس عن عبدالله بن عمير عن ابن عباس رضي الله عنها، وقد أخرجه ابن ماجه من حديث أحمد يونس عن ابن أبي ذئب به وزاد " مخافة أن يفوته عاشوراء " أي أن العلة من صيام التاسع هو الاحتياط لعاشوراء، وَ وكيع أحفظ من أحمد بن يونس فهذه زيادة شاذة. وهنا مسألة تترتب على هذا وهي أن اليهود اليوم لا يوافق صيام عاشوراء لصيامنا فعاشوراء عندهم يسمونه اليوم الكبير ( Yom Kippur ) وهو اليوم العاشر من شهر تشرى ( Tishra ) وهو الشهر السابع من تقويم اليهود ويوافق صيام عاشوراء بالتقويم الميلادي تارة شهر سبتمبر وتارة شهر أكتوبر وهو يتغير بينهما سنويا فهل يقال بزوال سنية صوم التاسع مع مشروعية صيامه؟ هذا محل بحث وتأمل.

حديث ابو قتادة رضي الله عنه المخرج في صحيح مسلم في فضل صوم يوم عاشوراء يعرف بـ " مسلسل عاشوراء " فهو حديث مسلسل بالتحديث يوم عاشوراء فلا يحدث به مسلسلا بشرطه إلا ذلك اليوم. وقد تكلم في تسلسله وأوله كان في مجلس أملاه المنذري في فضل صوم عاشوراء، وقد طبع ثم تتابع المسلسل إلى يومنا.

وكتبه

أبو عبدالعزيز نايف العتيبي

طالب علم بالأكاديمية الإسلامية المفتوحة

ونحن في رحاب عام 1429 من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم

اقول لكم

كل عام وانتم بالف خير

وكل يوم وانتم في زيادة

بارك الله لكم وعليكم وأمدكم بالصحة والعافية

آمين آمين آمين

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير