ـ[مالك المغربي]ــــــــ[12 - 11 - 09, 01:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول محمد بن الحسن الحجوي:
إن بعض من تساهلوا لهم أسانيد أعلى مما سلف يروونها عن عبد الرحمن شمهروش قاضي الجن يزعمون له صحبة، كما زعموها للمدعو رثن الهندي الذي عمر طويلا عمرا غير معقول.
فأقول: اما رثن فقد كفانا إمام الفن الحافظ ابن حجر في الإصابة أمره، و بين دعواه أو من تخيله و ادعاه، فهو من نوع الإنس الخيالي.
و أما شمهروش فهو أعرق منه وأغرق في الخيال، و لست انكر وجود الجن و لا رؤيتهم، و لكن رأيت هذا الشيخ متناقضا يرد بعضه بعضا، وذلك دليل على بعده عن الحقيقة و قربه من الخيال.
ففي فهرست الزياني التي ذكر فيها شيوخ السلطان مولانا سليمان و نظم بعض اسانيده، ذكر أن شمهروش من جملة من روى عنهم أبو عبد الله التاودي ابن سودة، و أنه صحابي، و خالفه الشيخ ابراهيم التادلي الرباطي في اجازته لزين العابدين بناني الرباطي سنة 1302 هـ، فذكر أنه يروي ثلاثيات البخاري بثلاث وسائط فقط بينه و بين البخاري و هم: محمد بن دح الزموري شيخ الطريقة المختارية عن صاحب الذخيرة عمر بن المكي بن المعطي بن الصالح عن شمهروش عن البخاري و لم يجعله صحابيا، وذكر أنه أجاز به جميع من في الدنيا إذ ذاك حرصا على بقاء السند، وقد دخلت في العموم، فيكون لي في الثلاثيات ثمان وسائط، غير أني لا أحفل بذلك، ففي سلك الدرر للمرادي في ترجمة أحمد بن علي المنيني: ان شمهروش توفي في سنة 1139 هـ، كما أخبر به عبد الغني النابلسي، فقد ذكر التادلي في إجازته لمحمد بن خليفة الأديب المدني أن عمر بن المكي هذا كان ينزل عند جده للأم القاضي الحكماوي بالرباط، و أنه لقيه بنفسه، على أن التادلي أيضا ذكر أن الشيخ التاودي بن سودة أخبر بموت شمهروش، و نادى بذلك و خرج بالناس للمصلى، و صلى عليه صلاة الغائب من غير أن يروا جنازة، و أن التادلي اخبره بعض من حضر للصلاة عليه نقل هذا عن التادلي تلميذه الخاص سيدي المكي البطاوري، و ذكر أنه رآه بخطه في إجازته التي ناوله إياها بيده سنة 1304 هـ، ذكر ذلك في تأليفه: (إرشاد الهائم في معرفة ما يحصل من الغلط للنائم) و بتناقض الروايات يسقط المروي.
و على كل حال الإسناد الذي هو فخر الأمة الإسلامية لا ينبغي فيه التساهل و الاعتماد على الوهم، بل يجب التثبت كما كان سلفنا الصالح، و أن الخيال خبال، و الخيال يغلب الأخيار فيوهمهم سواد الليل بياض النهار.
وذكر صاحب (الابتسام في دولة ابن هشام) أن عمر بن المكي هذا لما مات وجد في تركته خط شمهروش هذا، و لاادري من العدل الذي وقع على هذا الخط العجيب و مارسه حتى عرفه.
و لكنا نطرحها في سلة خرافات المعاينات من الغريب، و الله إن أصحاب الحديث هم فلاسفة التحقيق و التنقيب و التثبت و الإحتياط و لولا فلسفتهم ما وصلتنا إلا مبدلة. ولكن خلف بعدهم متأخرون تسامحوا و تساهلوا فقبلوا صحبة شمهروش، و صحبة أبي سعيد الحبشي، ورثن الهندي وهم يسمعون أخبار النبي صلى الله عليه و سلم بانخرام قرنه بعد مئة سنة في أصح الصحيح فارتكبوا العظائم التي يحاسبهم التاريخ عليها.
و أعظم سبب فيما يظهر حسن الظن بكل من انتسب للعلم أخذا بقول االحنفية (المسلمون كلهم عدول) و الشغف بفكرة علو الإسناد، و إلفات و جوه الناس نحو الدعوى و الولع بسند المعمرين القصير كالإسناد الذي فيه بابا يوسف الهروي الذي تقدم لنا أن بعضهم زعم أنه عمر ثلاثمئة سنة ونيف، وذلك مجازفة و قلة تحر أضف الى ذلك قضية رثن الهندي و شمهروش و الحبشي و محمد الطاهر ابن عبد الله بن حمدان الأصبهاني الذي عمر خمس مئة سنة و مات سنة 1235 هـ و أمثالها كلها لمعة وسخة في وجنة الفهارس، و اثبات من أحسنوا الظن بكل قائل، ولم يتبعوا السلف الصالح في التنقيب و الإحتياط.
ص 70 - 71 - 72 - 73 - 74
مختصر العروة الوثقى في مشيخة أهل العلم و التقى
تأليف العلامة محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي الفاسي (ت 1376)
تحقيق الدكتور محمد بن عزوز
الطبعة الأولى 1424 – 2003
دار ابن حزم + مركز التراث الثقافي المغربي
سلسلة فهارس علماء القرويين بفاس (2)
ـ[نظير صباح الحيالي]ــــــــ[25 - 11 - 09, 12:34 م]ـ
هذه الرواي معضلة لأن الراوي اسقط منها جنيين وهما الجني التابعي والجني الصحابي ... نسأل العافية واذا اردنا الوصول الى حل هذه المعضلة يتوجب علينا مراجعة كتب الرواية للجن الازرق .. هههههههه
نسأل الله العافية من هذه الترهات ونسأل الله ان يثبت علينا العقل والدين آمين.