هذا والله أعلم، قلت ما قلت فما كان فيه من صواب فمن الله عزّ وجلّ وما كان فيه من خطأ فمن نفسي ومن الشيطان. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
المداخلات العلميّة
تعليق لفضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري (مدير الندوة):
نود حقيقة أن نستزيد من الفوائد العلمية التي أعدها صاحبا الفضيلة، لكن ـ الحقيقة ـ الوقت نحن ملتزمون به تمام الالتزام.
والمداخلات كثيرة جداً منها مداخلات أتتنا من الداخل هنا ما بين مكتوبة وبين ما يلقى مشافهة، ومنها مداخلات إلكترونية عن طريق الإنترنت والشيخ عبدالرحمن الشهري هو يرصد هذه المداخلات الخارجية ويرسلها لنا تباعاً وقد صلت إلى (53) مداخلة حتى الآن، وهذا هو الذي ألجئنا إلى إلزام المحاضرَين جزاهما الله خيراً على الالتزام بالوقت، ونحن نشكرهم على هذا لأن هنالك أشياء حيوية تحتاج إلى مناقشة، وإن كان ما قالا فيه أيضاً حيوية ومهم لكن الحضور لهم حقهم أيضاً في الاستفتاء وفي المناقشة والمشاركة.
هنالك أسئلة وصلت من مصر ومن الجزائر ومن مواقع أخرى أيضاً على الإنترنت، وسنرجئها ونبدأ بمن حضر.
رئيس مجلس إدارة الجمعية وعميد كلية أصول الدين، له كلمة بهذه المناسبة ومشاركة، نرجو منه أن يتفضل مشكوراً بإلقائها.
فضيلة الدكتور عبدالله بن عبد الرحمن الشتري
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
أثني على ما ذكره إخوتي أصحاب الفضيلة أعضاء الندوة من الترحيب بمعالي مدير الجامعة، وفَّقه الله تعالى لكل خير على حضوره وتشريفه لهذا الملتقى العلمي للجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه، ولاشك أن هذا يعطينا دافعاً إلى الأمام في تحقيق أهداف هذه الجمعية، وما زيارته وتشريفه لنا في هذا اللقاء إلا متابعة لأعمال هذه الجامعة -الأعمال العلمية والأعمال الإدارية -وفيما علمت من خلال التواصل واللقاءات أنه يتابع أعمال الجامعة سواء كان في مدينة الجامعة أو في خارجها أو في خارج المملكة للفروع التي تتبع الجامعة، فهو يتابعها أولاً بأول ليطلع على ما يجري من أعمال تؤدى في هذا المجال، ونحن في هذه الكلية ولله الحمد حينما نتقدم للجامعة سواء كان لهذه الجمعية أو الكلية بطلب يعيننا على أداء رسالتنا فيها فإن لا يتوانى في تحقيق مطالبنا ولله الحمد، فجزاه الله تعالى خيراً وسدد خطاه، وشكر الله تعالى لأصحاب الفضيلة أعضاء الندوة والضيوف الذين حضروا وشاركونا من أصحاب الفضيلة الأساتذة والقراء الذين معنا، ونشكر كل من شارك معنا عن بعد في مواقع متعددة وفي بلاد متباعدة، كذلك نرحب بهم لأننا نلتقي على مائدة ا!
لقرآن العظيم الذي نسأل الله تعالى أن ينفعنا ويرفعنا به.
وأما المداخلة فهي يسيرة أيها الإخوة حول الإجازات عند القراء وهو إتمام لما ذكره أصحاب الفضيلة بعد هذا العرض الموسَّع، فأقول إنَّ إجازات القراء كما سمعنا أن الأصل في الإجازات هو لأهل الحديث، أنا أقول إن الأصل في الإجازات هو لأهل القراءات لأن لهذا أصل في القرآن وفي السنة، أما الأصل الذي في القرآن فهو قوله تعالى (لا تحرك به لسانك لتعجل به، إن علينا جمعه وقرآنه، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه)، وأما في السنة فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أجاز شفهياً بعض أصحابه حينما قال لأبي: \"أقرؤكم أبيّ\" وحينما استمع لقراءة عبدالله بن قيس أبو موسى الأشعري وأثنى عليه في قراءته وهذه إجازة شفهية، وكذلك لعبدالله بن مسعود، وكذلك لغيرهم من القراء الذين اشتهروا في زمن الصحابة.
والأسانيد في القراءات هي مبثوثة في كتب أهل العلم، حتى إن من أهل الحديث من كان متقدماً في الإسناد في القراءات ثم الحديث، وكذلك الفقهاء كانوا كذلك ومن اطلع على كتب القراءات وكتب تراجم القراء مثل غاية النهاية وطبقات القراء للإمام الذهبي وغيرهم فإنه سيجد الكمَّ الهائل من علماء الحديث وعلماء اللغة وعلماء الفقه كانوا أهل إقراء وكانوا يجيزون حينما أخذوا هذه الإجازات، فالإجازات والإسناد أمرها كبير وشأنها عظيم، ولكنها في الأزمان المتأخرة خبت أو خفيت عن كثير من الناس حتى جاء هذا الوقت بحمد الله تعالى وأحيا هذا العلم، ونتطلع أن يكون لهذه الجمعية إن شاء الله تعالى بمساعدة أعضائها وتكاتفهم في الأعمال أن
¥