تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قرة عين الإسكندرية0 شيخ المعمرين وحافظ الحفاظ مسند الدنيا الوفي "أبوطاهر السلفي"]

ـ[الشيخ رضوان]ــــــــ[23 - 07 - 05, 01:51 ص]ـ

مع قرة عين الثغر المحروس، والقطر المأنوس، العجيبة الشأن، الأصلية البنيان، بها ماشئت من تحسين وتحصين، ومآثر دنيا ودين، كرمت مغانيها، ولطفت معانيها، وجمعت بين الضخامة والإحكام مبانيها، فهي الفريدة في تجلي سناها، والغريدة تجلي في جلاها،، الزاهية بجمالها المغرب، الجامعة لمفترق المحاسن لتوسطها بين المشرق والمغرب، فكل بديعة بها اختلاؤها، وكل طريفة فاليهاانتهاؤها، وصفتها وما رأيتها، وذكرتها وما زرتها، أوردت مزاهيها وما عشت فيها، وصفها الأحباب فأطنبوا، وصنفوا في عجائبها فأغربوا، الدرة البهية، الزهية الغنية، ثغر الإسكندرية

ويكفي، أنها ضمت بين ثراها النقي - بركة وقته وزمانه - التقي النقي المسند الوفي " أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم أبو طاهر السلفي "

بكسر السين نسبة إلى جدة أي الثلات شفاة - احد شفتيه مشقوقة وأصلها سلبة0 قال ابن الصلاح في طبقات الفقهاء 1\ 358 ونقله النووي في مختصره\338: الحافظ الأوحد أبو طاهر الأصبهاني السلفي 0 نزيل الإسكندرية 0 كان رحمه الله أوحدا جامعا بين علم الحديث والفقه والأدب، بديع الفضيلة، قديم الرحلة والطلب، لقي أكابر الناس وهو حدث مستعد للإقتباس، فملأ بين محاسن علم الرواية حقائبه وامتاز مع ذلك بدارية أصفت مشاربه، وله في شيوخه معاجم ثلاثة تشعر بأنه كان شيخا جليلا، فاضلا، قد أدرك أهل الجلالة يقول في أول أحدها: عزمت على أن أجمع كتابا أضمنه معرفة روايتي ومقدار عنايتي لأخلد فيه ذكر من لقيت من الفقهاء، وأخذت عنه من العلماء، وقرأت عليه من القراء، واختلفت إليه من الأدباء، في علم الفرائض والحساب والإعراب وضروب الآداب

قال بن عبد الهادي في طبقات علم الحدث \72: الحافظ العلامة شيخ الإسلام 0سمع ما لايوصف كثرة، كان متقنا ضابطا ناقدا وله ثلاث معاجم

كان أوحد زمانه في علم الحديث، وأعرفهم بقوانين الرواية والتحديث، جمع بين علو الإسناد وعلو الآنتقاد، وبذلك تفرد عن أبناء جنسه

وقال الذهبي في السير 21\ 5: هو الإمام العلامة، المحدث الفاضل، المفتي شيخ الإسلام، شرف المعمرين، ارتحل لطلب الحديث وله أقل من عشرين سنة، وارتحل إليه خلق كثير،

كان جيد الضبط، كثير البحث عما يشكل عليه، قال الحافظ بن نقطة: كان السلفي جوالا في الآفاق حافظا ثقة متقنا سمع منه أشياخه وأقرانه 0

قال العماد الكاتب: سكن الاسكندرية 0 وسارت إليه الرجال، وتبرك بزيارته الملوك والأقيال، له شعر ورسائل ومصنفات 0

قال ابن النجار: عمر (تشديد الميم) السلفي حتى ألحق الصغار بالكبار0

قال الحسن بن أحمد الأوقى: كانوا يأتون السلفي ويطلبون منه دعاء عسر الولادة فيكتب لمن يقصده0 قال فلما كثر ذلك نظرت فما كتب فوجدته يكتب " اللهم إنهم قد أحسنوا ظنهم فلا تخيب ظنهم في "

وقال الكتاني في فهرس الفهارس 2\ 994: نزيل الاسكندرية مسند الدنيا وشيخ الأرض الإمام المكثر روى العالي والنازل ولقي الكبار والصغار

طاف الدنيا ولقي الشيوخ وكان يمشي حافيا لطلب الحديث ورحمة الله على الإمام السخاوي إذ قال كلاما يكتب بماغء الذهب: وحيث رحلت فبادر للقاء من يخشي فوته بموته ولا تتوان فتندم واقتد بالحافظ السلفي الأصبهاني فإنه ساعة وصوله إلى بغداد لم يكن له شغل إلا المضي الى ابن البطر - هذا مع علته بدمامل كانت في مقعدته - بحيث صار يقرأ عليه وهو متكئ خوفا من فقده لكونه كان المرحول إليه من الآفاق في الإسناد

نزل الاسكنرية سنة 511 هجرية0 وما كان ينوي الإقامة فيه إنما للسماع من أبي عبدالله بن الخطاب الرازي وفي نيته تركها الى بلاد المغرب والأندلس للأخذ من أصحاب بن عبد البرثم العودة إلى بلده أصبهان فشغله أهل الإسكندرية - كعادتهم - ولا أدري كيف حالهم حديثا- لحبهم للعلم وأهله - بالسماع منه والإحسان إليه0

قال ابن السمعاني: أقام في الإسكندرية أربع وستون سنة معلما ومحدثا ومطالعا ما خرج إلى بستان ولا فرجه بل كان عامة دهره ملازما مدرسته وما كنا نكاد ندخل عليه إلا نراه مطالعا في شئ 0 وهو بنفسه قال ما رأيت هده المناره إلا من خلال هذه الطاقة0كان حليما متحملا كفاء للغرباء0

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير