تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[التنبيه إلى عدم صحة سند مهلهل مزلزل مسلسل بالسلفيين.]

ـ[العاصمي]ــــــــ[14 - 08 - 05, 02:52 م]ـ

لا ريب أن النفس تسر، و القلب ينشرح، باتصال سند بالسلفيين، أئمة السنة و الأثر، بيد أنه قد انتشر في هذه الأزمان المتأخرة سند فرح به كثير من إخواننا و طاروا به كل مطار، و رأيت كثيرا منهم يتبجح به، لكنه لا يثبت على محك النقد، و علم الله أنني قد تبينت عدم صحته منذ نحو من اثنتي عشرة سنة، و لما لم أقف – في حدود قصر باعي، و قلة اطلاعي - على من كشف علله؛ استعنت بالله على القيام بذلك.

و أول من رأيته أذاعه و أشاعه، شيخ شيوخنا الشيخ أبو محمد عبد الحق بن عبد الواحد بن محمد بن الهاشم الهندي ثم المكي، الأثري السلفي، عليه رحمات الله تترى، بروايته إياه في ثبته المختصر المترجم بإجازة الرواية؛ فقد أجاز به غير واحد من شيوخنا الأفاضل؛ منهم الشيخ حماد الأنصاري – رحمه الله تعالى -، و ابنه الشيخ عبد الوكيل – حفظه الله تعالى -، و قد ناولاني الثبت، و أجازاني به، جزاهما الله خيرا، و أجازني به – أيضا – غيرهما، كشيخنا الفاضل يحيى بن عثمان المدرس، حفظه الله تعالى، و أرويه – أيضا – من طريق الشيوخ الأفاضل بديع الدين الراشدي، و عمر بن محمد الفلاني، و عبد الله آد الجكني؛ كلهم عن الشيخ عبد الحق، رحمهم الله أجمعين، فلو حابيت؛ لتحاميت و تحاشيت كشف علله؛ لما يبدو للناظر من جلالة رواته، و رسوخ قدمهم في السنة.

و وجوه الكلام على هذا السند كثيرة، سأكتفي بذكر ما يؤكد للبيب عدم صحته.

1 - أسنده من طريق موسى الحجازي (كذا، و صوابه الحجاوي)، عن أحمد الشويكي، عن العسكري، عن الحافظ ابن رجب ...

وهذا معضل، و بين العسكري و ابن رجب، فياف و مفاوز تنقطع دونها المطي، و العسكري لم يدرك ابن رجب؛ فقد توفي سنة 910، و بين وفاتيهما 115 سنة، و إنما يروي العسكري عن علي بن سليمان المرداوي، عن أبي بكر إبراهيم بن قندس البعلي الحنبلي، عن علي بن العباس البعلي الشهير بابن اللحام، عن ابن رجب.

و بهذا السند تروى كتب شيخ الاسلام ابن تيمية، و تلميذه الإمام الهمام ابن قيم الجوزية ... رحم الله الجميع.

فظهر إعضال السند، و سقوط ثلاثة أئمة بين العسكري و ابن رجب.

2 - و ثمة إعضال ثان في هذا السند بين الفخر ابن البخاري و أبي ذر الهروي؛ فانه لم يدركه يقينا، و بين وفاتيهما نحو من 256 سنة.

و قد رأيت بعضهم حاول ترقيع هذا السند المهلهل – الذي اتسع الخرق على راقعه -؛ فأسنده من طريق ابن البخاري، عن أبي مكتوم عيسى بن أبي ذر الهروي، عن أبيه ...

ومع هذا الترقيع الرقيع، يبقى معضلا، مهلهلا، مزلزلا؛ لأن ابن البخاري لم يدرك أبا مكتوم، و بين وفاتيهما قريب من قرنين، و حسبك أن أبا طاهر السلفي المعمر – الذي هو أعلى أهل عصره إسنادا -، و هو شيخ شيوخ ابن البخاري، لم يتسن له السماع من أبي مكتوم؛ فقد ذكر في الوجيز ص 122 أن محمود بن الفضل الأصبهاني تولى أخذ الإجازة له من أبي مكتوم، و ذكر ص 124 – 125 أن اجتمع به في عرفات سنة 97 – يعني 497 - و أرجأ السماع منه إلى وقت دخوله مكة، لكن أبا مكتوم تعجل، و رحل مع النفر الأول ...

و كان هذا آخر العهد بأبي مكتوم، و بعده بنحو قرن، ولد ابن البخاري؛ و لا ريب إدراكه إياه ضرب من المحال، الذي لا يدور في الخيال، حتى على مذهب أهل الخطوة و الحظوة – و العياذ بالله -، و لا يمكنه إدراكه، إلا لو ثبت أن أبا مكتوم بعث من قبره قبل يوم البعث.

ـ[العاصمي]ــــــــ[14 - 08 - 05, 03:35 م]ـ

لا ريب أنه توجد أسانيد أخرى مسلسلة بالسلفيين، و لكني قصدت التنبيه على ذاك السند المهلهل.

ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[14 - 08 - 05, 04:50 م]ـ

جزاك الله خيرا أخانا العاصمي

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5621&highlight=%C8%C7%E1%D3%E1%DD%ED%ED%E4

ـ[العاصمي]ــــــــ[14 - 08 - 05, 05:20 م]ـ

و أنت أخي خالد، جزاك ربي أفضل الجزاء و أجزله.

ـ[المقدادي]ــــــــ[14 - 08 - 05, 08:32 م]ـ

اخي الكريم العاصمي – وفقه الله-

لم افهم وجه الاعتراض؟؟

فقد ذُكر في موضوع سند الشيخ ابن باز

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير