تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وغيرهم كثير، وقد وصفه الشيخ عبد الفتاح أبو غدة الحلبي في (فقهاء معاصرون) بقوله: " كان الشيخ (أمة) في جسد رجل، وكان مسجده (جامعة) في قلب نجد، ملأت بلاد نجد وغيرها علمًا، وأنارتها بعلوم الشريعة، قبل أن تبنى مدارس التعليم والمعاهد والكليات والجامعات، التي هي أثر من آثار نهضة الشيخ العلمية رحمه الله تعالى وجزاه عن العلم والدين والإسلام خيرًا.

وكانت علوم الشيخ عيونًا صافية متدفقة، أروت الظماء، وأنشأت العلماء، وأسس الشيخ بجهوده المخلصة لنهضة علمية كبرى، فقد تخرج به أعداد كبيرة لا تحصى من العلماء والمحصلين، وحسبك أن تعلم أن جل أكابر علماء المملكة اليوم هم من تلاميذه، وهم الذين يشغلون أعلى المناصب العلمية والدينية، ويملأون مناصب القضاء والافتاء والتدريس والوعظ والإرشاد والدعوة إلى الله تعالى " اهـ.

? أخلاقه وشمائله:

وصف شيئًا من شمائله وأخلاقه الشيخ محمد بن قاسم فأجمل ما ذكر في الآتي:

1 – الحافظة النادرة: كان يحفظ المتن للقراءة الثالثة، وربما الثانية، وكانت المعاملة الطويلة التي تبلغ (300 صفحة) تقرأ عليه ثم يملي ما يرى مستحضرًا كل ما مر فيها من الجزئيات، ولم يكن غريبًا أن يدل القارئين على مواضع الأبحاث في كتبها، ذاكرًا رقم الصفحة أحيانًا.

2 – رزق الذكاء و (الفراسة): فكان يدرك حقيقة ما يعرض عليه من المشكلات فيكشف ما وراءها من الدوافع ببصيرته الفذة، ولم يكن ينطلي عليه كيد أو احتيال، وحياته كلها أمثلة من هذا النوع فلسنا بحاجة إلى ضرب الأمثلة لها؛ فأكثر العارفين له يدركون ذلك.

3 – الإخلاص في العمل، فلم يكن طالب شهرة، ولا باحثًا عن سمعة، ولم يعرف عنه أنه تحدث عن أعماله على جلالتها وكثرتها.

4 – طهارة قلبه، فكان لا يحمل ضغينة على من أساء إليه، ولا ينتقم من أحد ناله بأذى، وله في ذلك أحوال عجيبة.

5 – كان شجاعًا قويّ الشكيمة، لا يتردد في إعلان الحق أيًا كان المخاطب به.

6 – كان يكره المتملقين والمتزلفين وله في ذلك مواقف يحفظها التاريخ.

7 – كانت له الهيبة العظيمة في نفوس الناس، يحسب محدثه الحساب الدقيق حتى لا يزل في كلمة أو يخطئ في فكر، ومع ذلك كان أنيسًا عند مخالطته، ألوفًا لمعاشريه، لا يتصف بشيء من الفظاظة أو الغلظة.

8 – كان متنزهًا عن الغيبة: عرف بذلك منذ حداثة سنه حتى فارق الدنيا، ولم يكن يسمح لأحد أن يتحدث في مجالسه بمثالب الآخرين أو تنقصهم، بل كان يزجر من حاول ذلك.

9 – ومما لا يعرفه كثيرون عنه ما يتصف به رحمه الله من العفة والتورع عن أخذ ما ليس له أو ما يرى فيه شبهة، فكان حريصًا على أن لا يدخل نفسه في مداخل مشتبهة.

10 – كان من أهل الخشية، كثيرًا ما يلهج بذكر الله والاستغفار، وتغرورق عيناه بالدموع حين يكون مناجيًا لله، أو يسمع بعض ما يحرك القلوب، ولقد كان ذلك يتجلى كثيرًا فيما يحييه من الليل بالصلاة التي كان يواظب عليها في إقامته وسفره، وقد صحبته – القائل هو ابن قاسم – زمنًا طويلاً وهو يقوم ما يقرب من ساعة ونصف آخر الليل لا يترك ذلك.

? مؤلفاته:

أملى الشيخ رحمه الله كتبًا ورسائل وفتاوى متنوعة، وكانت حياته مليئة بالتعليم والدعوة والمهمات الكبار التي أنيطت به من فتوى ومتابعة القضاء، وتمييز الأحكام، ومع هذا فقد كان له آثارٌ علمية منها:

1 – فتاواه التي طبعت مع رسائله في ثلاثة عشر جزءًا قام بجمعها وإعدادها للطبع وترتيبها الشيخ محمد بن قاسم أثابه الله، قمتُ بتحقيقها والتعليق عليها، يسَّر الله طبعها.

2 – رسائل متنوعة طبعت في حياته ثم أدرجت مع مجموع فتاواه ورسائله، ومنها:

1 – الجواب الواضح المستقيم في التحقيق في كيفية إنزال القرآن الكريم.

2 – تحكيم القوانين.

3 – نصيحة الإخوان في الرد على الشيخ ابن حمدان.

4 – الجواب المستقيم في نقل مقام إبراهيم.

3 – كتاب تحفة الحفاظ ومرجع القضاة والمفتين والوعاظ: وهو كتاب في الحديث، جمع فيه المفتي رحمه الله ما يقرب من ألف حديث، قال رحمه الله في (مقدمته):

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير