تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كانت نية صالحة أنشأتها، ورغبة في تحصيل العلم الصحيح، بعيدًا عن الرياء والسمعة، فما أعظم أثرها، رحم الله الإمام عبد العزيز والإمام محمدًا.

وكانت رئاسة المعاهد للشيخ محمد، وبعد المعهد افتتحت كلية الشريعة بالرياض سنة 1373هـ، وكان نائب الرئيس هو الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم رحمه الله.

2 – احتيج إلى إنشاء رئاسة للقضاة يَرجعون إليها في وظائفهم، ومطالبهم، وتنظيم المعاملات حتى يكون القضاء في بنيته التنظيمية في أعلى المراتب الإدارية.

فأنشأت رئاسة القضاة سنة 1376هـ، وتولى الشيخ رئاستها بأمر من الملك سعود رحمه الله، وكان الشيخ رئيسًا للقضاة في مناطق: نجد والشرقية والشمالية، وأما المنطقة الغربية فكان يرأس القضاة سماحة الشيخ عبد الله بن حسن رحمه الله.

وبعد وفاة الشيخ عبد الله سنة 1378هـ ضمت قضاة المنطقة الغربية إلى رئاسة القضاة في نجد، فصار الشيخ رئيسًا للقضاة في المملكة.

ومما يتصل بذلك جهود الشيخ رحمه الله في تمييز الأحكام الصادرة من القضاة فكان هو المرجع في تمييز الأحكام والصكوك من وقت الملك عبد العزيز، وكان للشيخ الأثر الكبير في تنمية (التمييز) وتقويته حتى وصل إلى ما وصل إليه.

3 – دار الإفتاء:

لأجل تنظيم الفتاوى، وترتيب الاستفتاءات الموجهة إلى الشيخ، وتنظيم ذلك فيما يتصل بالداخل والخارج أنشأت دار الإفتاء، وذلك لما لم يعد مكتب الشيخ المنزلي كافيًا في متابعة كل الرسائل والاستفتاءات والبحوث المستجدة.

وقد أنشأت الدار سنة 1373هـ.

وكان من الأعمال المنوطة بها: إصدار الفتاوى، الدعوة في الداخل والخارج، توزيع الكتب وإمداد طلبة العلم بما يحتاجونه، إعداد البحوث الخاصة بمسائل نازلة، أو ردود على مخالفين للسنة ونحو ذلك.

وقد أدخل الشيخ عددًا من طلبته المشايخ ليساعدوه، ولكي يكونوا من أهل الخبرة في الفتوى والإجابة، لأنها تحتاج إلى دربة وتعلم.

? منهجه في الإفتاء:

1 – كان الشيخ رحمه الله ملتزمًا في الفتوى بما عليه الراجح من الأقوال عن الإمام أحمد رحمه الله، وسواء كان هذا مذهبًا للمتأخرين أم لا، إلا أنه في الغالب يوافق ما عليه المتأخرون، وكثيرًا ما يرجح اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم رحمهما الله، وما عليه الترجيح عند أئمة هذه الدعوة من الإمام محمد بن عبد الوهاب وأبنائه وتلامذتهم.

وهذا يجعل الناس على منهج متحد، وفي فتاوى غير متضاربة، وجمع الناس وعدم اختلافهم مصلحة عظمى، خاصة إذا علم أن البلاد مسرح للأهواء، فالاختلاف في الفتوى سيتبعه تفرق في أنواع شتى.

2 – لم يكن يسمح لكل أحد من واعظ وخطيب وإمام ومتخرج في الفتوى، بل الفتوى منحصرة في الشيخ رحمه الله ومن كان معه، والقضاة في البلاد، ومن كان معروفًا بسعة العلم ممن لم يكن قاضيًا.

وقد كان يعاقب ويعزر بعض المتجرئين على الفتوى، أو المخالفين لمشهور الفتوى.

? جهاد الشيخ في الدعوة إلى الله:

1 – لقد ابتدأ الشيخ حياة الداعية شابًا، وذلك حينما أرسله الملك عبد العزيز رحمه الله إلى (الغطغط)، وكانت مجمعًا للإخوان الذين جاهدوا مع الملك، صار عندهم اجتهادات خالفوا فيها العلماء، ونظرات تجاوزوا فيها، فكان من الحق الذي لهم أن يبعث إليهم عالم داعية، يحسن الدعوة وقدمه راسخة في العلم، لعل الحجة تنفع، ولعلّ الدعوة تنجع.

كانت رحلته دعوية، إرشادية، قضائية، وذلك سنة 1345هـ، فمكث ستة أشهر وصاحبه فيها أخوه الأصغر الشيخ عبد الملك بن إبراهيم رحمه الله كاتبًا ومرافقًا وحمل معه كتبًا للمطالعة والمراجعة، فشرح للإخوان أصول التوحيد وضوابط التكفير، وبيّن لهم عبارات أئمة الدعوة وفسرها، واحتج بالنصوص الشرعية، وقعّد ودلّل، وشرح لهم الآيات والأحاديث فأفادهم علمًا وعقلاً.

لكن – ولله الأمر – بُثَّت فيهم روح الشقاق، وعدم القناعة بكلام أهل العلم، فبلغ الشيخ أنهم يكيدون له، فأمر بتجهيز مطيته، وحمل عليها كتبه ليلاً وما خف من متاعه ثم تركهم عائدًا إلى الرياض.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير