تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أخي في الله إياك والتدليس ... ؟؟؟]

ـ[حسام الدين الكيلاني]ــــــــ[21 - 08 - 05, 05:34 ص]ـ

[أخي في الله إياك والتدليس ... ؟؟؟]

الحمد لله و كفى و صلاةً و سلاماً على عباده الذين اصطفى، و بعد:

فإنّ الله تعالى أبى العصمةَ إلا لكتابه الذي (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ و لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)، و لنبيّه صلى الله عليه و سلّم في تبليغ الرسالة، و ذلك مقتضى حفظ دينه، و إقامة حجّته على خلقه.

و اصطفى الله تعالى لحمل العلم من كلّ خلفٍ عدولَه و خصّهم بالفهم و الاستنباط السليم، فسخّروا ما آتاهم الله من فضله في إقامة الحجّة و بيان المحجّة.

هذا ولما كنا في آخر الزمان الذي أخبر عنه الصادق المصدوق فيما روى الإمام أحمد بسند صحيح عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تقوم الساعة حتى يأخذ الله شريطته من أهل الأرض – (شريطته أي أهل الخير والدين) – فيبقى فيها عجاجة – (وهم الأراذل الذين لا خير فيهم) – لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً)).

ومعنى الحديث أن الله يأخذ أهل الخير والدين، ويبقى غوغاء الناس وأراذلهم ومن لا خير فيهم، وتأمل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ربط القضية بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. وروى الإمام أحمد أيضاً بسند صحيح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يأتي على الناس زمان، يُغربلون فيه غربلةً، يبقى منهم حثالة – (والحثالة الردئ من كل شيء) – قد مرِجت – (أي اختلطت) – عهودهم وأماناتهم واختلفوا، فكانوا هكذا، وشبك بين أصابعه)).

وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنها ستأتي على الناس سنون خدّاعة، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل وما الرويبضة؟ قال: السفيه يتكلم في أمر العامة)) وهذا من أشراط الساعة وعلاماتها.

واعلم أخي في الله هداني الله وإياك إلى كل خير أن هذه الشبكة العنكبوتية الألكترونية (الإنترنت) ينشر فيها كل غث وسمين، كل صالح وطالح فعلى المسلم أن يكون ذا فطنة عالية فالمسلم كيِّس فطن، لا يَخدع ولا يُخدع، فإذا ما مرَّ على صفحاتها عرف من خلال المقروء مصداقيته من عدمها.

ولكن والحال أن الذين ينشرون كتبهم أو مقالاتهم أو بحوثهم، منهم الثقات ومنهم غير ذلك، بل ربما عرف البعض منهم عن نفسه بتعاريف موهمة وتحتمل التأويل، فيقول عن نفسه (الدكتور فلان) وهو قد كتب بحثاً فقهياً، وعند النظر والتأمل والفحص عنه تجده طبيباً أو مخبرياً يحمل شهادة دكتوراه في اختصاصه ولا يشق له غبار في مضمار اختصاصه إلا أنه لا يفقه شيئاً في اختصاص الآخرين، فهو صادق بما قال عن الدكتوراه إلا أنه أوهم غيره بعدم تقييد العبارة بأنه يحمل شهادة بالعلوم الشرعية، فيقع الناس بالتدليس عليهم والتلبيس فيأخذون مقالته على أنها من نفائس البحوث الفقهية وعلى الثقة بمحتواها فيقعون في المحظور.

وآخر يعرف عن نفسه أيضاً بـ (الدكتور فلان) وبعد التمحيص والسؤال عنه تبين أن الدكتوراه التي يحملها دكتوراه فخرية ... أو قد اشتراها من إحدى الجامعات الهندية أو الباكستانية ... وهكذا.

وآخر عرف عن نفسه أنه عمل في كبريات المستشفيات العالمية .... فتظن أنه طبيب جراح ممارس ومشارك وبعد الفحص والسؤال عن عمله يتبين أنه عمل ممرضاً أو عامل تنظيفات في هذه المستشفيات ...

وقد يشترك أكثر من اثنين في تدليس وتلبيس المعلومات وهذا ما أجده غالباً في كتب بعض ناظمي شعر التفعيلة فتجد أنه يصدر قصيدته بمقولة لشاعر كبير من الشعراء الفحول أو بعبارة لأحد الكتاب والأدباء كإقبال أو الرافعي ثم عقب ذلك مباشرة يقول لك: (ويقول الأستاذ فلان بن علان كذا وكذا) فتظن أنت بمقتضى التعقيب والالتصاق أن هذا الأستاذ فلان بن علان له شأن كبير وباع طويل في الشعر والأدب والبلاغة وهو لا يساوي شيئاً من حيث الأدب والبلاغة والشعر أو حتى التفعيلة، وكم تعبنا من خلال هذه الفهوم، وبعد الفحص والتمحيص تجد أن فلان بن علان صديق لهذا الشويعر المغمور الذي أحب أن يشهر اسمه واسم صديقه، وبالمقابل تجد أيضاً كلاً

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير