تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عندما تتأزم الأمور, يصبح المتلاعبون بالمعلومات أشد غلظة. وإذا فشلوا في الصمود أمام الموقف, أو إذا كان الخصم أفضل منهم, فإنهم يتجاهلون الموضوع ويشرعون في إلقاء الوحل على الطرف الآخر.

رابعاً ــ كشف "النقاشات المثيرة للمشاعر":

إن المتلاعبين بالمعلومات خبراء أيضاً في إثارة المشاعر بهدف تعبئتك في صالح قضية ما أو ضد قضية ما. إن الكلمات لا تنقل الحقائق فقط. بل تنقل المشاعر أيضاً. إن أحداً لا يقبل أن يطلق عليه لفظ "غبي" حيث يثير ذلك مشاعر الغضب لديه. كذلك فأن كلمات مثل "طفل مصاب" من المرجح أن تثير مشاعر عارمة لدي معظم الناس. فإذا أراد أحدهم أن يسلبك ملكاتك المتميزة، فإنك ستفقد نقاطاُ مهمة في منافستك معهم، وسيقومون بنشر ما يريدون قوله في حرية محملاً بالمضامين المثيرة للعواطف. فعندما تسمع قوله مثل " وهذه المسألة لا يقولها إلا غبي ...... " فإنه كفيل بإثارة قدر ضخم من الاضطراب مما يدفعك إلى عدم القول بهذه المسألة وإن كانت صحيحة. ولكن هل هذا حقيقي، أم أن الشخص الذي يوجه الاتهامات يحاول التغطية على مغالطاته؟ وغير ذلك من الأمثلة.

خامساً ــ كشف "الاستشهاد بأصحاب الشهرة ":

يهوى المتلاعبون بالمعلومات إبهارك بمقتطفات عن المشاهير والخبراء. فمثلا يقول أحدهم إن فلان رحمه الله وهو العلامة في علم كذا وكذا قال كذا وكذا، فتأخذ هذا الكلام على علاته، وربما هذا القول لا يصح عنه ولم ينقل عنه، بل ربما هو قول مبتور عن أصله ومغاير للحقيقة.

أو يأخذون بعضاً من كلام فلان وفلان ولا يتمون كلامه بقصد الاستشهاد لآرائهم المغلوطة ولو بتروا أقوال الآخرين، بل إنهم قد يفهمون عكس ما يقصد هؤلاء تماما في أحيان أخرى.

سادساً ــ كشف النتائج الخاطئة "المؤسسة على حجج واهية":

إن ما يسعى هؤلاء المتلاعبون بالمعلومات إلى تحقيقه من وراء كل ذلك هو الوصول إلى نتائج زائفة تأسيسا على حقائق خاطئة ومناقشات واهية.

هدف التدليس والتلبيس وإعطاء المعلومات الزائفة والمختلطة:

وتهدف الفكرة كلها إلى تشتيتك كليا عن اختراق نقاط الضعف في مواقفهم وأقوالهم وآرائهم عن طريق النقاط الست السابقة الذكر، ويعتبر ذلك من الاستراتيجيات الشائعة في عوالم التسويق والسياسة والإعلانات التجارية والصحافة والمناظرات غير العلمية والمقابلات الفنية وغير الفنية، إلى غير ذلك مما يشمل جوانب الحياة العصرية الحديثة اليوم.

فإذا تشككت فتحقق من كل ما تسمع أو تقرأ!

إن عصر المعلومات قد يفرض بعض المتطلبات, غير أنه يتيح أيضاً العديد من الفرص. ونظراً لأن الأدوات والقدرات اللازمة لإدارات المعلومات المتدفقة إلى حيث أنت كماً ونوعاً أصبحت رهن إشارتك. فأنت حر في استعمالها, كمعاونة قوية لنفس أجهزة الحاسبات الآلية, والهواتف التصويرية (فاكس) , وقنوات الكابلات, وأجهزة القياس (مودم) , وغيرها من الأدوات التي كانت تهددك في يوم ما بالسيطرة عليك. وتتدفق قنوات المعلومات الأسطورية الجديدة هذه في اتجاهين ـ (منك وإليك). وإذا ما استفدت منها جيداً فسيكون بوسعك الحصول حرفيا على المعلومات التي تريدها تحديداً, في الوقت الذي ترغبه, جاهزة عند أطراف أصابعك.

الخاتمة:

وقد سبق أن قلنا أن الشافعي أثبت أصل التدليس بمرة واحدة، وقول ابن الصلاح: والحكم بأنه لا يقبل من المدلس حتى يبين.

فالمدلس ما دلس وما زيّف وما لبّس إلا لكي يقبل كلامه، فكان لزاماً رد كلامه وقوله وحديثه حتى نرى ونتبين، وذلك كي تكون العقوبة من جنس العمل.

أسأل اللهَ العظيم رب العرش العظيم أن ينفع بهذه المقالة طلبة العلم وإياي أيضاً إنه هو السميع العليم، وأن يجعلها في قلوبنا, وأن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

وكتبه أفقر الورى

حسام الدين بن سليم الكيلاني

و أفوّض أمري إلى الله، إنّ الله بصير بالعباد.

و الحمد لله ربّ العالمين.

ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[21 - 08 - 05, 08:03 ص]ـ

بارك الله فيك اخى الكريم

الهم ارزقنا الاخلاص فى القول و العمل

ـ[محمد محمود الحنبلي]ــــــــ[21 - 08 - 05, 08:22 ص]ـ

بارك الله فيك, موضوع هام جدا.

جزاك الله خيرا.

ـ[أبو تميم المصري]ــــــــ[21 - 08 - 05, 03:19 م]ـ

مرحباً بالشيخ حسام الدين بن سليم الكيلاني

في الحقيقة كلامك هذا مما يثلج الصدور.

فبارك الله فيك .. ولا تبخل علينا بمشاركاتك.

ـ[حسام الدين الكيلاني]ــــــــ[22 - 08 - 05, 02:25 ص]ـ

أشكر لكم مروركم السريع على ما ذكر وأدعو الله تعالى أن يوفقكم وإيانا لما يحبه ويرضاه.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير