[الرحلة البيروتية وفوائد من لقاء المحدث العلامة الشيخ زهير الشاويش]
ـ[عبد اللطيف الحسيني]ــــــــ[21 - 08 - 05, 11:13 م]ـ
الحمد لله العلي الأعلى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى، وآله وصحبه ومن سار على دربه ولسنته اقتفى، أما بعد؛
فقد يسر الله عز وجل لي الرحلة إلى الديار اللبنانية، واللقاء بالمحقق الموسوعي العلامة الشيخ زهير الشاويش حفظه الله، وأحببت أن أشارك إخواني في المنتدى ببعض الفوائد التي استفدتها من تلك الرحلة.
التقيت بالشيخ المسند زهير الشاويش مرتين في منزله العامر بحازمية بيروت، ولقيت منه من الإكرام ما هو به جدير، والشيخ -جزاه الله خيراً- لطيف المعشر، حسن المقابلة، جواد كريم في أمره كله، وقد بلغ من إكرامه -بارك الله فيه- أن أصر على إيصالي إلى بيتي بسيارته الخاصة مع مدير مكتبه الفاضل الأخ أبو البراء، وحفيده عمرو –من أوائل اللاعبين بالشطرنج، وعمره أقل من عشر سنوات-، وقد نصحني بمتابعة الدراسة للحصول على درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية من كلية الإمام الأوزاعي في بيروت، وأطلعني على بعض أحياء المدينة التي تجددت بعد الحرب الأليمة.
وقد جددت معه وشائج قديمة كانت تربطه ببعض العلماء من أقاربي في فلسطين. كما وأطمئنكم بأن الشيخ بصحة جيدة بالجملة، وهمة عالية،، وذاكرة متقدة نسال الله أن يحفظها عليه، وأن يمتعنا ببقائه عملاً بما دعى به سيدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلم:
" ... ، ومتعنا] اللهم [بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، ... " -رواه ابن عمر رضي الله عنهما، حديث حسن، انظر صحيح الجامع الصغير وزيادته الفتح الكبير تأليف: الشيخ محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله، إشراف الشيخ زهير الشاويش، طبع المكتب الإسلامي-.
وقد تفضل الشيخ -حفظه الله- بإجازتي بمروياته ومسموعاته، وكتبه، ومذاعاته، كما تفضل وناولني بعض كتبه التي حققها، ومنها الرد الوافر لابن ناصر الدين الدمشقي، من طبعته الرابعة يوم صدورها، وكتب لي على طرته إهداء بخطه أعتزّ به، فجزاه الله عني خير الجزاء.
ومن الفوائد التي استفدتها من الشيخ ما يلي:
أولاً: أن للشيخ زهير حفظه الله- إجازة من الشيخ يوسف النبهاني، وهو تلميذ صغير السن في المدرسة الأموية، حيث كان الشيخ النبهاني، يزور المدارس مفتشاً متطوعاً، ثم يجيز التلاميذ، وقد كان معلم الشيخ في المدرسة واسمه الشيخ محمد سعيد الحافظ مهتماً بهذا الأمر، فكان يكتب أسماء التلاميذ المجازين.
والشيخ النبهاني ذكر في بعض كتبه إجازته لأبناء عصره، ولفت نظري أن الشيخ النبهاني دفن في مقبرة الباشورة وسط بيروت خلافاً لمن ذكر غير ذلك، وعنده صور لقبره.
ثانياً: وقد أخبرني كذلك أنه وبناء على إلحاح من الشيخ حسين عسيران -رحمه الله- فقد أجاز كل منهما الآخر.
وذكر لي أيضا إجازته من المحدث الأكبر الشيخ بدر الدين محمد بن محمد يوسف الحسني، والشيخ محمد أمين سويد، والشيخ أنس العجلوني وغيرهم.
ثالثاً: كما ذكر لي الشيخ طرفاً من إجازاته، ومنها تلك عن الشيخ إبراهيم الراوي العراقي، حيث إن والده هو من استجاز له من الشيخ الراوي وكان عمره خمسة عشر سنة. والمعروف أن الشيخ إبرهيم الراوي العراقي يروي عن داوود بن جرجيس، الذي رد عليه علماء الدعوة السلفية ومنهم الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن صاحب منهاج التأسيس والتقديس والشيخ عبد الرحمن بن حسن، والشيخ عبد الله بن عبدالرحمن أبا بطين صاحب تأسيس التقديس في الرد على داود بن جرجيس -رحمهم الله جميعاً-. ويستفاد من هذا علو إسناد الشيخ زهير –حفظه الله-، وهو من أعلى الناس إسناداً في الوقت الحاضر.
كما وتوفي خلال وجودي في بيروت الشيخ المسند حسين بن أحمد عسيران رحمه الله، وقد توفي عن ولدين وعدة بنات، يوم الثلاثاء ليلاً في السادس من جمادى الآخرة الموافق الثاني عشر من تموز 2005 عن عمر ناهز الرابعة والتسعين، وقد عمل في تحفيظ القرآن والحديث الذي يرويه بأسانيد عالية عن الشيخ يوسف النبهاني، وعن المحدث السيد محمد العربي العزوزي أمين الفتوى الأسبق في بيروت رحمهما الله، وقد نعته دار الفتوى في لبنان، وذكرت أنه كان من أركان الطريقة النقشبندية دون انفكاك عن علوم الشريعة، والله أعلم. وقد كنت في بيروت وقتها، وزرت ابنه محمد في مكتبته في شارع فردان وقمت بتعزيته، وقد صلى عليه في مسجد الخاشقجي بعد صلاة العصر ثم دفن في مقبرة الشهداء الجديدة، وذكر الشيخ زهير الشاويش أنه قد دفن فيها قبله الأستاذ هشام السيد، وكان الدفن يوم الأربعاء 7 جمادى الآخرة 1426هـ الموافق 13/ 7/2005م، وقد أفضى إلى ما عمل، ونسأل الله أن يتجاوز عنا وعنه وأن يرحم جميع المسلمين.
وقد شاهدت المكتب الإسلامي للطباعة والنشر الذي ضرب به المثل، والذي أصدر المئات من كتب التراث المحققة من القرآن وعلومه، والحديث الشريف، والفقه، والتاريخ، والأدب وغيرها.
وكذلك زرت متحف الشيخ زهير من الخطوط والنوادر ... ، وسجلت كلمة في السجل الذهبي عن تلك الزيارة، كما اجتمعت إلى ولديه الأستاذ بلال، والمهندس علي، وأتمنى أن يهيئ الله لي تكرار الزيارة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ملاحظة: عرضت هذه المشاركة قبل نشرها على الشيخ زهير وأضاف إليها إضافات يسيرة.
¥