ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[22 - 01 - 06, 09:38 م]ـ
أخشى أن يجفّ قلمي المتداعي، وأترك الكتابة ضربة لازب؛ من جرّاء ما أراه من انتشار الهنبثات المتناسلات!
"
انتشار ذلك أدعى إلى الإكثار من الكتابة وأحرى بأن يدفع أهل الاتقان إلى عرض بعض بضاعتهم في هذه السوق التي كثر فيها الزائف والدخيل.
أخي الحبيب ارفق بإخوانك فأظن أن قول مثلك (أخشى أن يجف----) يؤذيهم، وأنا أعلم أنك لا ترغب في أن تؤذيهم أو تؤذي غيرهم من المسلمين.
وأذكّرك - غيرَ معلَّمٍ -بأنه لم يزل بين الناس الكثير ممن يحسن التمييز بين الحق والباطل والأصيل والدخيل، ويعلم حقيقة مهمات الأمور، ولكنه يسكت حكمة أو إيثاراً لجانب السلامة.
ولنعد الاستماع - معاً - إلى ما قاله العلامة المعلمي رحمه الله رداً على تشكيك أبي رية في قدرة نقاد الحديث على تمييز صحيحه من سقيمه بسبب كثرة الوضع والغلط، لعل ذلك يسرّي عنا، ويفرج عنا بعض الذي أحدثته فينا كلماتك، وفقك الله، فلقد قال رحمه الله في المقام المشار إليه ما لفظه:
(أقول: نقل عبارات في هذا المعنى، وهو واقع في الجملة، ولكن المستشرقين والمنحرفين عن السنة يطوّلون في هذا ويهولون ويهملون ما يقابله، ومثلهم مثل من يحاول منع الناس من طلب الحقيقي الخالص من الأقوات والسمن والعسل والعقاقير والحرير والصوف والذهب والفضة واللؤلؤ والمسك والعنبر وغير ذلك بذكر ما وقع من التزوير والتلبيس والتدليس والغش في هذه الأشياء، ويطيل في ذلك.
والعاقل يعلم أن الحقيقي الخالص من هذه الأشياء لم يرفع من الأرض، وأن في أصحابها وتجارها أهل صدق وأمانة، وأن في الناس أهل خبرة ومهرة يميزون الحقيقي الخالص من غيره فلا يكاد يدخل الضرر إلا على من لا يرجع إلى أهل الخبرة من جاهل ومقصر ومن لا يبالي ما أخذ، والمؤمن يعلم أن هذه ثمرة عناية الله عزوجل بعباده في دنياهم، فما الظن بعنايته بدينهم؟ لابد أن تكون أتم وأبلغ، ومن تتبع الواقع وتدبره وأنعم النظر تبين له ذلك غاية البيان).
الشاهد من كلامه فِقْرته الأخيرة الخطيرة الحمراء.
لا زلتَ للحقِّ قوالاً، ولا زال قلمك بنصرته سيالاً.
"
ـ[السنافي]ــــــــ[22 - 01 - 06, 09:52 م]ـ
جزاكم الله خيراً شيخنا العاصمي ... ففوائدكم النفيسة خيرُ باعثٍ على الاصطبار و خير معينٍ على التسلّي .. في عصر الفتن العلمّية و العمليّة.
فبارك الله فيكم، و أصلح لكم دينكم و دنياكم و آخرتكم، و جعلكم من الفائزين.
ـ[العاصمي]ــــــــ[22 - 01 - 06, 10:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
نقل موفق - إن شاء الله.
وقد رأينا من مثل هذا - بل أشد - ما يخشى معه ضياع العلم، وانحراف طريقه.
ووالله قد رأيت من يحصي المئات في مشيخته، وقد جمع له من ذلك ثبتا ضخما، ويحليه مريدوه بالمسند، بل بالعلامة؛ وهو لا يستحق مرتبة طالب العلم، فضلا عن مرتبة العالم.
والله المستعان.
وأنت جزاك ربّي خير الجزاء وأوفاه، وبارك فيك وعليك ...
ما أشرت إليه - أيّها الفاضل الكريم - قد طار شرره، وتعاظم خطره؛ من جرّاء ما استشرى من إطراء المهنبثين المجازفين بعضهم بعضا، وقد سمعت ورأيت من ذلك ما يسدّ النفس، ويغثي القلب، ويصيب الروح بالحمّى؛ من رثاثة وغثاثة تجلب الغثيان، مع زهْو و كِبْر وتعاظم تكاد الأرض منه تعجّ وتضجّ ... وهذا - كلّه - لا تخطئه عين المستبصر المتدبّر ...
وديدن كثير من هؤلاء وهجّيراهم - لا كثّرهم الله -: ما أشار إليه المشير قبل قرون مضت، وأزمان خلت:
يزكّي بعضهم بعضا - - - ليدفع معور عن معور
أسأل الله العافية والسلامة والستر لي ولكلّ مؤمن يخاف يوم الحساب ...
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[22 - 01 - 06, 10:25 م]ـ
الشيخ الفاضل: العاصمي وفقه الله
بارك الله في جهودك، ونفع بك، وزادك الله علماً وعملاً ...
ولأخيك الصغير طلب - أرجو أن لايرد -: لا تحرمنا فوائدك.
ـ[العاصمي]ــــــــ[22 - 01 - 06, 10:33 م]ـ
أخي الحبيب ارفق بإخوانك فأظن أن قول مثلك (أخشى أن يجف----) يؤذيهم، وأنا أعلم أنك لا ترغب في أن تؤذيهم أو تؤذي غيرهم من المسلمين.
أخي الفاضل الحبيب، أنا على يقين تامّ لا تنتابه مرية ولا مثنوية: أنّ في الناس بقايا، وأنّ في الزوايا خبايا، بل في هذا الملتقى المبارك - إن شاء الله تعالى - من المحقّقين والمدقّقين = من لا أصلح أن أعدّ من جملتهم، بل لا يسوغ أن أذكر في ساقتهم ... ولو لا كرههم أن يذكروا؛ لشنّفت الأسماع بسرد أساميهم ...
وأعرف من الأشياخ والعلماء أولي التحقيق والتدقيق: من ملأ أريج روض علومهم أرجاء البلاد، وهم يعدّون - بحقّ - جمال ذي الأرض في الحياة ...
ومعاذ الله أن أؤذي إخواني الذين أوثر رضاهم، وأتقصّد التنفيس عمّا غمّهم وأهمّهم، وأنت - أيّها الفاضل النبيل - من أقربهم إلى روحي، وأحبّهم إلى قلبي، ولا تجمل الحياة إلاّ بمذاكرتكم ومشامّتكم ... أدامكم الله لي إخوان وفاء، وخلاّن صفاء، وأبعد عنّا شرّ الثقلاء البعداء ...
وما نقلته عن الإمام المعلّميّ - عليه رحمات الله تترى - دستور أتمثّله، وأصل أفيء إليه ... عند غثيان النفس؛ أسلّيها به، ويجعلني أسلو وأتناسى ما يحيط بي من الأخلاط المتراكمة، والفتن المدلهمّة ...
وما لحظته من مرّ شكواي، وأليم بثّي لحزني؛ فأنا فيه - إن شاء الله تعالى - معذور، وكلّ ما سطرته نفثة مصدور ...
ولا يشكّ مؤمن يرجو اليوم الآخر: أنّه لن يزال في أرض الله من يقيم الحجّة، ويوضح المحجّة ...
اللّهمّ يا وليّ الإسلام وأهله، مسّكنا بدينك حتّى نلقاك ...
¥