تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إخواني الكرام: زرت مكتبة الشيخ ابن جندان القريبة من جاكرتا، وطالعت أصول كتبه، وصورت جملة منها، وذلك لأقطع في نفسي الاختلاف حول الرجل، لأن له أعداء ومخالفين، فتأكد لديّ -بما رأيته من خطه- أن الرجل أكذب من اشتغل بالرواية في القرن الماضي، وربما لقرون قبله، ولا يبالي بالكذب الواضح، واختراع الناس، واختراع المرويات والتفصيلات لهم بما يحيله التاريخ والواقع والوثائق، وما أكثر هذا، فمثلاً: يقول: كتب لي أحمد شاكر بأن فلانا وفلانا أجازوه ممن توفوا قبل ولادته! وفلان لقي فلانا وفلانا سنة كذا في مكان كذا وقرأ عليه كذا وبالتفاصيل المملة؛ والواقع أنهما لم يتعاصرا أصلاً! وكلها إمعان في الكذب من كيسه، وكان يبيض ويفرّخ في مكان لا يكشفه فيه أحد، ولا يوجد من يشتغل في الحديث، حتى من يقرؤه (للبركة) ما أقلهم هناك، وساعده سعة اطلاعه وضحامة مكتبته، بل إن هذا الرجل أحد من تسبب ببلية غيره من المشهورين بالرواية، والحمد لله أن جل كتبه ما تزال مخطوطة، فلم ينتشر كذبه كغيره، وحال الرجل فوق مجرد الدعوى وتركيب المشيخات، فهو يضع الحديث ولا سيما المسلسلات (السمجة) التي لم توجد قبله، وصورت له جزئين وأكثر من أجزاء حديثية هو زوّرها بخطه وركّب أحاديثها، منها أشياء نسبها لأجداده، كالعريضي وغيره، ولا يشك من له أدنى اطلاع على كتب الحديث وطبقات الرجال في تزويرها.

وأما قضايا الأنساب وسواها فالأمر فيها كما ذكر الإخوان وزيادة، مع القول بأنه شخصية عجيبة غريبة تحتاج لدراسة، وله إنتاج بعضه مفيد، ولكنه ممن خلط عملا صالحا وآخر سيئا، نسأل الله العافية.

ومن العجائب أنه ألّف كتابا اسمه: ضجيج الكون من لبس البنطلون، ثم كان هو متبنطلا! وله رسالة مطبوعة في الرد على الرافضة، وله أقوال جيدة في بعض مسائل السنة والرد على البدع، وأخرى على النقيض، ومواقف جيدة في جهاد اليابانيين لما استولوا على بلاده، ومما أعجبني من كلامه لما رد على الزنديق مدعي النبوة مرزا غلام القادياني: إن الأنبياء تُدفن حيث تٌقبض، فلماذا لم يُدفن القادياني في الحش الذي مات فيه؟

وعلى كل حال من أحب التوسع في حاله فليسأل مثل الشيخ الفاضل أحمد عاشور، فإن أطاق الكلام عن كذب الرجل فتسمع عجباً.

ـ[أبو مريم الأندلسي]ــــــــ[21 - 12 - 10, 08:57 ص]ـ

إخواني الكرام: زرت مكتبة الشيخ ابن جندان القريبة من جاكرتا، وطالعت أصول كتبه، وصورت جملة منها، وذلك لأقطع في نفسي الاختلاف حول الرجل، لأن له أعداء ومخالفين، فتأكد لديّ -بما رأيته من خطه- أن الرجل أكذب من اشتغل بالرواية في القرن الماضي، وربما لقرون قبله، ولا يبالي بالكذب الواضح، واختراع الناس، واختراع المرويات والتفصيلات لهم بما يحيله التاريخ والواقع والوثائق، وما أكثر هذا، فمثلاً: يقول: كتب لي أحمد شاكر بأن فلانا وفلانا أجازوه ممن توفوا قبل ولادته! وفلان لقي فلانا وفلانا سنة كذا في مكان كذا وقرأ عليه كذا وبالتفاصيل المملة؛ والواقع أنهما لم يتعاصرا أصلاً! وكلها إمعان في الكذب من كيسه، وكان يبيض ويفرّخ في مكان لا يكشفه فيه أحد، ولا يوجد من يشتغل في الحديث، حتى من يقرؤه (للبركة) ما أقلهم هناك، وساعده سعة اطلاعه وضحامة مكتبته، بل إن هذا الرجل أحد من تسبب ببلية غيره من المشهورين بالرواية، والحمد لله أن جل كتبه ما تزال مخطوطة، فلم ينتشر كذبه كغيره، وحال الرجل فوق مجرد الدعوى وتركيب المشيخات، فهو يضع الحديث ولا سيما المسلسلات (السمجة) التي لم توجد قبله، وصورت له جزئين وأكثر من أجزاء حديثية هو زوّرها بخطه وركّب أحاديثها، منها أشياء نسبها لأجداده، كالعريضي وغيره، ولا يشك من له أدنى اطلاع على كتب الحديث وطبقات الرجال في تزويرها.

وأما قضايا الأنساب وسواها فالأمر فيها كما ذكر الإخوان وزيادة، مع القول بأنه شخصية عجيبة غريبة تحتاج لدراسة، وله إنتاج بعضه مفيد، ولكنه ممن خلط عملا صالحا وآخر سيئا، نسأل الله العافية.

ومن العجائب أنه ألّف كتابا اسمه: ضجيج الكون من لبس البنطلون، ثم كان هو متبنطلا! وله رسالة مطبوعة في الرد على الرافضة، وله أقوال جيدة في بعض مسائل السنة والرد على البدع، وأخرى على النقيض، ومواقف جيدة في جهاد اليابانيين لما استولوا على بلاده، ومما أعجبني من كلامه لما رد على الزنديق مدعي النبوة مرزا غلام القادياني: إن الأنبياء تُدفن حيث تٌقبض، فلماذا لم يُدفن القادياني في الحش الذي مات فيه؟

وعلى كل حال من أحب التوسع في حاله فليسأل مثل الشيخ الفاضل أحمد عاشور، فإن أطاق الكلام عن كذب الرجل فتسمع عجباً.

ليس من رأى كمن سمع

ليس العيان كالخبر

جزاكم الله خيرا ونفع بكم شيخي الحبيب المكرم محمد زياد التكلة

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير