[الإجازة والاسناد بين التساهل والتشديد (عند القراء)]
ـ[أبو معاذ الفاتح]ــــــــ[22 - 02 - 06, 08:24 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن الله ـ نعالى ـ قد يسر القرآن لتاليه، وأجزل الأجر لقاريه، فإن تلا وأحسن تشرف بمرافقة السفرة الكرام البررة وإن تلعثم وتتعتع حصل له الأجر مرتين، والله يضاعف لمن يشاء، وأنت ـ أخي القارئ ـ تجد ذلك واضحا ً في قوله تعالى ((ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)).
وعطفاً لما سبق فإن الأجدر لطالب العلم أن يجتهد في التحصيل، ويواظب حتى يكون ماهراً بقراءة التنزيل، وليس من طريق قويم، ومنهج مستقيم لتحصيل الثواب العظيم إلا بدخول البيوت من أبوابها، ولزوم صاحب فن متقن لها.
ومع كثرة الصوارف، وبعد المفاوز، أصبح شاقاً على طالب العلم تحصيل إجازة في الإقراء من أهلها الذين ـ وفقهم الله ـ لنيلها على أساتذتهم.
وقد تياينت طرق الأداء لطالبي الإسناد والاقراء حسب الشيخ المقرئ فمنهم المتساهل الذي همه الإنجاز بالدرجة الأولى حتى إني قد لاحظت على بعضهم من الذين أجيزوا يقعون في بعض الأغلاط التي لا تقبل حتى من صبي وعلى النقيض من ذلك فمنهم المتشدد الذي يبقى الطالب عند سنوات طويلة بل بعضهم يفرط في ذلك فيبقي بعض طلابه في الفاتحة ما يربو على ثلاثة الأشهر وهذا لعمري من التكلف الذي نهينا عنه ((قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين)).
أرجو من الإخوة الأعضاء والضيوف الكرام عند قراءة هذا المقال أن يعلقوا عليه، وأن يقترحوا بعض الحلول الناجعة التي تحصل بها الفائدة ويتم من خلالها النفع، والله من وراء القصد.
ـ[طالبةالشريعة]ــــــــ[23 - 02 - 06, 03:03 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا التنبيه الطيب الذي غفل الكثير عنها، ونحن والله قد شعرنا بذلك وتألمنا لهذا الواقع، ويا حبذا لو تداركت هذه الثغرة واصلحت.
وفقك الله لما يحب ويرضا
ـ[يوسف بن عواد البردي]ــــــــ[25 - 02 - 06, 04:44 م]ـ
التوسط في ذلك _والله أعلم_ أن يختم القران الكريم كله على الشيخ المقري.
ـ[ابو الحسن الشرقي]ــــــــ[17 - 03 - 06, 09:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله.
أخي الكريم: لا شك أن الحصول على إجازة في القراءة من شيخ متمكن، أمر صعب المنال. ولكنه يستحق ذلك فأخلص النية وتوكل على الله.
واعلم رحمني الله وإياك أن التباين موجود في الطالب كما هو في الشيخ المقرئ، ولا ينبغي التعجل على الحكم بما ذكرته بقولك: فمنهم المتشدد الذي يبقى الطالب عند سنوات طويلة بل بعضهم يفرط في ذلك فيبقي بعض طلابه في الفاتحة ما يربو على ثلاثة الأشهر وهذا لعمري من التكلف الذي نهينا عنه ((قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين)). أقول: لا ينبغي الحكم والتسرع بالقول أن هذا من التكلف إلا بعد أن ترى حال الطالب .. فبعضهم من يكون همه الحصول على الإجازة ولم يسلك الطريق الصحيح ..
فعلى سبيل المثال الطالب الذي لا يعرف في التجويد شيأً ولا يحسن إخراج الحرف من مخرجه كيف سيتعامل معه الشيخ .. بعضهم لا تكفيه حتى الأشهر الثلاثة!! إذ أن إعطاء الإجازة أمانة .. ولا شك أن الناس بين وسط وطرفين .. فالله المستعان.
أحب أن أضيف هنا نقاطاً تعين طالب العلم على تحسين قراءته وقبل انضمامه إلى شيخ متمكن للحصول على الإجازة عليه ما يلي:
1 - ينبغي اختيار الشيخ المجيد المتمكن والذي يوافق برنامجه برنامج الطالب حتى لا يصعب الاستمرار .. ولا شك أنك مقدم على عرض القرآن كاملاً حفظاً أو نظراً حسب طريقة الشيخ. فهناك من لا يعطي الإجازة إلا حفظاً.
2 - عليك أخي الطالب التمكن التام من علم التجويد نظرياً وتطبيقياً .. وعليك إجادة دقائقه ومعرفة مخارج الحروف، وأنواع الوقوف ومعرفة الروم والإشمام ومتى يكون .. إلى آخر علم التجويد. إذ أنك مقدم على إجازة لا على دروس تجويد. ومن العبث أن تحاول عرض القرآن للحصول على الإجازة وأنت لا تجيد التلاوة.
3 - من يقرر إمكانية حصولك على الإجازة من عدمها هو الشيخ وذلك بعد أن يسمع قراءتك ويوافق على برنامج البدء للعرض.
4 - عليك التحلي بالصبر فالوقت سيطول، وهذه أمانة إذ أنك بعد الإجازة تكون مخولاً لإعطاءها وتحميلها لغيرك بعد تحمّلها.
5 - اتفق مع الجهة المخولة - كجماعة التحفيظ - أو الشيخ نفسه. على المبلغ الذي ستدفعه بوضوح وغير مجاملة إذ أن الشخ سيقضي معك أوقاتا طويلة قد تطول إلى ستة أشهر أقل أو أكثر حسب الجدول المخصص كما أنه قد يأخذ معك بمعدل عشرين ساعة في الأسبوع وهذا جهد كبير من الشيخ.