ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[01 - 03 - 06, 02:51 م]ـ
انظر ترديه المتزايد في مسائل الصحابة، حتى وصل الأمر إلى تطاوله على أبي بكر وعمر وعائشة رضوان الله عليهم، وأنت لا توافقه على ذلك مطلقا، بل دفاعك عن الصحابة جميعا معلوم ومشكور، ولعلك لم تطلع على أخباره الأخيرة في ذلك وتحكم عليه من خلال ماضيه فقط، ولذلك أعيد نشر رسالة نشرها بعض القريبين منه والعارفين به، لترى كيف تغيّر الرجل عما عهدته
الأخ الكريم الشيخ زياد التكلة أعزكم الله، وأشكركم على إنصافكم وغيرتكم على الدين، والظن بالفقير بما نسأل الله تحقيقه، أما الواقع فهو بخلاف ما ظننتم، هدانا الله لأقوم السبل بمنه وكرمه.
وبخصوص الشيخ محمود وكلامه في الصحابة، فأنا على بال منه، وحدثت بيننا مباحثات طويلة في الموضوع، وهو لم يُغرق فيه إلا لأمرين: الأول: لشدة تعلقه بالسادة الغمارية رحمهم الله. الثاني: لشراسة الهجمة التي تعرض لها، والتي أوجبت الإسهاب في دفاعه عن أفكاره، وكثيرا ما يؤدي الإسهاب إلى الغلو كما لا يخفى، من كلا الطرفين، فمن أسهب وتوغل في الصحابة بدون ضابط وقع في آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله. ومن أسهب في آل البيت وتوغل بدون ضابط وقع في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله.
والإنصاف هو أن ننزل كل طائفة حيث أنزلها نبينا صلى الله عليه وسلم، لا نزيد عن ذلك ولا ننقص، وإن كان نزاع بينهما، فنوكله إلى الله تعالى مع تقرير الحق مع من إن توجب، ولا يكون ذلك سببا في التنقيص من أحد.
والحاصل؛ فإن منهج السلف رضوان الله عليهم أن لا يتحدثوا إلا فيما ينبني عليه عمل، فإن كان الشيخ محمود وغيره يرون إجحافا في الرواية عن آل البيت سلام الله عليهم، وعدم الإنصاف في الأخذ بفهوماتهم وفقههم، فليعملوا على إحياء كتبهم، وفقههم، واستخراجه من بطون المصنفات المعتمدة المنقحة، كالسنن والمسانيد والمصنفات والمجاميع، وهي كثيرة جدا، وليأخذوا من كتب متقدمي الزيدية مما ثبتت نسبته وصح سنده، فسيكونون أسدوا للأمة دينا يبقى لهم فضله ما بقي الملوان. وهذا كان اقتراحنا عليهم. أما الدخول في المماحكات والشجارات و"العلك المصدي" من كلا الطرفين، فهو مراء ولجاج غير محمودين، ولا نتيجة منهما سوى الفرقة.
أما التفضيل بين الصحابة، فنعرف النقول في ذلك، واحاصلها أنها لم تستقر سوى في القرن الثالث، عند أهل الحديث خاصة، ومعروف الخلاف في تفضيل الأربعة، وتفضيل الحسنيين، وتفضيل فاطمة، وتفضيل خديجة، وتفضيل عائشة الصديقة وغير ذلك، ونحن وإن كنا نعتقد اعتقاد السلف وهو التسلسل في الخلفاء الأربعة، فإننا نرى أن الخلاف كان قديما منذ عصر الصحابة والتابعين كما لا يخفى، ولذلك فلا ولاء ولا براء ولا وقوع في الأعراض بسببه، وهو في العموم لغو إن لم ينبن عليه الطعن في خلافة الشيخين وذي النورين، فإن انبنى على ذلك ذلك حينئذ يكون الأمر آخر، ولن نعدم له جوابا.
وأما ردوده على الشيخ ناصر الألباني؛ فالشيخ ناصر شيخنا، ونحبه ونقدره، ولكن ما زال العلماء يرد هذا على هذا، وذاك على ذاك، فكان ماذا؟، نعم؛ القسوة في الردود والتعريض لا يقبله أحد، ولكن ما دام في إطار علمي فالرد والتعقيب محمودان، ولا ينتج عنهما سوى العلم والبحث.
أما قضية ما نقص من مصنف عبد الرزاق؛ فهي قضية كبيرة لا سكوت عليها لأن النبي صلى الله عليه وسلم عندنا أعلى من كل شيء بعد الله تعالى، ولا نحابي ولا نتساهل في جنبه، وما نازعتم فيه الشيخ محمود سعيد هو أمر عظيم، يستوجب التوقف، ويجب فتح المجال له للدلو بدلوه، فالقاضي - كما يقال - يسمع الاثنين، المتهَم والضنين، فلا يجوز في أمر كهذا أن نقول قولنا ونجعله الحق المطلق، لأنه يقتضي نبذ من تسببوا فيه بالكلية، وهم ليسوا محلا لأن نظن بهم الوضع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أقصد الشيخ محمود، فقد جالسته وأعرف ما له وما عليه، وهو في نهاية المطاف قد جاوز الخمسين، فهو عاقل، ومتدين يخاف الله تعالى، فلا نظن به سوى الخير وإن كنا نختلف معه في كثير من الآراء، وهو عالم صلب التكوين، يمكن الاستفادة من علمه كثيرا وإفادة الأمة إذا كتب فيما يبني ولا يهدم. وكما قال جدنا علي بن أبي طالب عليه السلام: "من لك بأخيك كله".
وأظن أن الأخوة في هذا الملتقى وغيره يعرفون أنني لا أحابي في الحق، ولا أداهن في أفكاري، ولا أتنازل عنها مهما بدا لي الحق معها، فإن تبين خلافه فأنا أسرع المتنازلين عن رأيي، وأعلم أنه سيأتي من يتهمني بكذا وكذا على عادة البعض، ويتخذ عرضي ألعوبة يأكل بها لحمنا، ولكن ما قلته عندي هو الصواب، وما سواه هو الباطل، والله يهدي للحق ويرشد إلى سواء السبيل. وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين.
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[01 - 03 - 06, 03:21 م]ـ
أوجبت الإسهاب في دفاعه عن أفكاره، وكثيرا ما يؤدي الإسهاب إلى الغلو كما لا يخفى، من كلا الطرفين،
فمن أسهب وتوغل في الصحابة بدون ضابط وقع في آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله. ومن أسهب في آل البيت وتوغل بدون ضابط وقع في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله.
.
عفوا هل هناك مثال تضربه لنا على الكلام الملون اعلاه
فهو غير واضح من دون المثال!
¥