تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والذي اعرفه واراه في باب الرواية عن المعمرين: أن يكون لهم نوع إدراك للعالم المراد الاتصال به ولو من وجه ضعيف كحضور أو شبهة إجازة، كما حصل للمتقدمين مع أبي طالب الحجار ابن الشحنة، الذي وجد اسمه في محضر سماع عن الحافظ الزبيدي، مما هو معروف بين المطلعين والباحثين.

وما ذكرته من عدم اللقاء بك كان أمرا مقدرا، كما أني خطأي في تعيين شخصية الشريفة علوية المجيزة كان باجتهاد مني، ولا شك أن هناك فائدة حصلت بهذا البحث،

تحقيق سن الشريفة علوية التي عرفتها أنت:

وأما الشريفة التي ذكرتها وسميتها، وكنت أحب لو أنك رفعت نسبها كاملا، بما أنك قد دونته في مذكرة رحلتك، وعلى كل حال .. فأنا أرى أن تحقيق سنها أمر لم يتم بعد، وأنا شحصيا لا أكتفي باقوال الأبناء أو بأقوال المعمرين أنفسهم في تحديد أعمارهم، ولي في ذلك تجارب لن أطيل هنا بذكرها.

وأقصى ما أوردته بشأن سنها وتحديده: أن أحد أبنائها وهو السيد أبوبكر ولد سنة 1358، فحتى لو فرضنا أن أخاه الأكبر ولد سنة 1350، وكان ابنها البكر، فهذا يعني أن عمرها كان على الأقل 15 سنة، فيكون مولدها على هذا: سنة 1335 .. وربما كان قبل أو بعد، أي قبل سنة 1324 كما هو المطلوب لصحة روايتها وتحملها، هذا كله ظن اخي العزيز، وليس فيه أي تحديد أو جزم، ولايكفي حضور فلان أو علان لتثبيت السن أو التعمير.

وقد جربت أناسا كثيرا كانوا يجازفون في تطويل أعمارهم أو أعمار غيرهم، ثم بعد السبر والتحقيق تبين لي خلاف قولهم، فمن كان ابن تسعين تبين أنه ابن سبعين، ونحو ذلك .. !! فلا بد من التحقق لاسيما والأمر يتعلق بالنساء اللواتي يغلب عليهن النسيان وعدم الضبط، فنحب أن تذكر لنا ولو بعض الشبه أو الأحوال التي استدللت بها على طول عمرها، وليس فقط بمجرد قولها أو حضور بعض السادة الذين ذكرتهم في بيانك السابق، فمهما كان الأمر، إن في علوية التي ذكرتها أنا أو التي ذكرتها أنت، فالخطب واحد.

وأرجو أن أتوصل الى الحقيقة أو بعضها عندما أزور الوطن في الأيام المقبلة، وعلى هذا، فالبحث لا يزال جاريا حسبما أرى في تحقيق التعمير والسن المطلوب للشريفة علوية.

وما ذكرته من استغراب لعدم سؤالي الأخ محمد بن علي الحبشي وعدم تحققي من الأمر بواسطته، فجوابه: إن الأخ محمد المذكور أخ عزيز وكريم ابن أعزاء كرام، وهو صهر الحبيب عمر بن حفيظ رعاه الله، وقد تشرفت بحضوره لبعض دروسي عندما عينت معيدا لفترة بسيطة في معهد الحداد الثانوي الشرعي التابع لجامعة الأحقاف، قبل إغلاقه وإلغائه من قبل الجامعة نفسها، وكانت ولا تزال بيننا المودة والمحبة ولله الحمد، وأنا لم أهتم بأمر زيارتكم للشريفة في حينه، واعتبرت الأمر يسيرا، لأن تريم بالذات ثم سيون وغيرها من بلدان الوادي تستقبل أعدادا غفيرة من طلاب العلم من اقاصي الأرض وأدانيها، من السوريين وغيرهم، ثم أنا قد تخرجت عقب زيارتكم، وكان الأخ محمد الحبشي قد سافر الى مصر لإكمال دراسته هناك في الأزهر، ولم يعد بيني وبينه أي اتصال .. فأردت أن أجتهد في البحث، فتحصلت على ما كتبته سابقا .. وعلي أي حال فالأمر متدارك.

وأما قولك في آخر الرسالة: (ولكن يبقى العتب الأخوي على عدم التثبت كما ينبغي، ولا سيما وأنك تعرف جماعة يعرفونني، ولا أظن الاتصال بي صعب للتحقق من بعض ما يشكل، وكان ذلك أولى من الرد العلني في مكان عام).

فيا أخي الكريم: قد ابنت لك اني اجتهدت في الأمر، وبحثت وأبنت ما أداني إليه اجتهادي، والبحث لا يزال جاريا كما سبق لي القول .. ولم أر حقيقة أن في الاتصال ما يبرره، ولأني لم اكن مستشكلا الأمر، إنما أردت توضيح ماتوفر عندي من معلومات، ولأن الثبت قد طبع وسارت به الركبان، فالإيضاح المعلن أمر مطلوب، وهو ليس ردا أخي الكريم كما عبرت، إنما هو إيضاح، كما أن مقالك أو رسالتك السابقة لي ليست ردا إنما هي إيضاح .. وثق اخي أن ليس في النفوس إلا كل مودة واحترام، وصديقك من صدقك لا من صدقك ..

عودة الى تحقيق نص إجازة الخطيب للمفتي الحبشي:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير