أعود هنا الى نص إجازة أبي النصر الخطيب وهي قول الشيخ عبدالستار الدهلوي في ترجمته له: (قد أجاز آل السيد الحبشي وأولاده، وأولاد أولادهم، الموجودين ومن لم يوجدوا .. )، فليس في هذا النص أي تعميم لكافة آل الحبشي، وتخصيص السيد الحبشي بالذكر المعني به المفتي وآله، وليس كل آل الحبشي، إذ أن جد آل الحبشي الجامع لهم قد مات سنة 980 هجرية .. والإجازة لا تزال برأيي محصورة في السيد حسين بن محمد وآله أي أبناءه وأبناءهم، فهو تخصيص بعد تعميم .. وابحثوا أيها القراء والباحثون المهتمون بهذا الأمر معنا، وأفيدونا ولكم الشكر الجزيل.
استطراد حول رواية الشيخ ابن عقيل عن شيخنا المخزومي رحمه الله:
هاهنا وقفة معك أخي الكريم حول رواية الشيخ ابن عقيل حفظه الله عن فضيلة العلامة المسند الجليل الشيخ محمد تيسير المخزومي، شيخنا ومجيزنا الذي استفدنا منه وزرناه في خلوته بالمدينة المنورة مرات وأخذنا عنه وحدثنا كثيرا عن شيوخه، والذي كانت وفاته منتصف ليلة الأربعاء الحادي والعشرين من محرم الحرام عام 1426هـ، أي العام المنصرم، رحمه الله تعالى.
فقد قلت أخي في مداخلتك السابقة: (وكذلك استجاز غيري لشيخنا من غيرها، وهو اقر بعضا مثل السيدة علوية والسيد محضار، ورفض بعضا مثل الشيخ المخزومي، هذا كل ما في الأمر .. الخ).
حقيقة: لم أعرف لماذا ذكرت هذا الكلام هنا، وما الداعي له؟؟ فأنا لم اتطرق أبدا لذكر من استجاز لفضيلة الشيخ، ولا أدري لماذا حرصت على الاستجازة له ممن ذكرتهم في الثبت، لأنه لديه من العلو في الرواية من طريق شيخه أبو وادي ما يغني عن غيره، وهو سند قوي متين، عال جدا، فبينه وبين شيخ علماء الهند السيد نذير حسين واسطة واحدة، ومثل هذا يرحل إليه في ذلك العصر، فكيف في عصرنا هذا.
وأما إقحام الشيخ العلامة المسند شيخنا محمد تيسير المخزومي فليس له أي مبرر يا أخي الكريم لا في الكتاب ولا في المداخلة من باب أولى .. لأنني وكافة القراء ليس لدينا أي علم أو خبر حول هذا الأمر، ونفيك لشيء مجهول مدعاة للاستغراب ومثير للتساؤل؟؟
وهذا ما دعاني للاتصال هاتفيا يوم أمس الثلاثاء بفضيلة الدكتور الفاضل ابي الطيب توفيق ابن شيخنا محمد تيسير المخزومي، وسالته عن حقيقة الأمر، فأجابني بالجواب التالي، واسوق كلامه وقصته كما سمعتها منه مباشرة في المكالمة الهاتفية:
أخبرني الدكتور أبوالطيب توفيق المخزومي: أنه في إحدى السنوات (لعلها سنة 1420 - 1999م) كان في الرياض وسمع بمكانة ومنزلة فضيلة العلامة الشيخ ابن عقيل وعلو سنده، فذهب مع بعض طلبة العلم لزيارة الشيخ واستجازته، فامتنع الشيخ من الإجازة بادئ الأمر، ثم لما عرف منزلة والده –أي الشيخ تيسير رحمه الله – وأنه عالم مسند اجازهم، واشترط عليه أن يستجيز له من والده، فوعده بذلك، ثم لما عاد الى وطنه سوريا أخذها من أبيه ثم أرسلها لشيخ.
هذا ما سمعته من الدكتور المخزومي بالأمس، وبناء على هذا الخبر الذي أخبرني به من حضر وعاين، يكون فضيلة العلامة الشيخ ابن عقيل هو الذي طلب الإجازة من الشيخ تيسير ولم يكن هذا الأمر غائبا عنه أن بدون علمه كما ذكرت في تعليقك في ص 351 الهامش (3)، ثم في المداخلة.
وقد كنت سمعت من أبيه شيخنا تيسير رحمه الله، أن لديه نصوص إجازات من شيوخه الكبار، مثل الشيخ ابي الخير الميداني، والشيخ أحمد البنا الساعاتي، وهذه الأخيرة إجازة نادرة عزيزة يرحل إلى أمثالها، وقد وعدني الدكتور بتصويرها وقال إنه يعد ثبتا موسعا لوالده سيدرجها فيه، وهي بخطوط اصحابها، وليست إجازات شفهية!!.
المهم في الموضوع: أني بعد سماعي هذه القصة من الدكتور، عجبت مما حصل، ولم أدر ما الذي منعكم من إدراج الشيخ تيسير مع أنه تدبج مع الشيخ ابن عقيل، وهو أولى من غيره، لأنه عالم مسند فاضل، فما الذي غبّر أو عكّر على هذه الرواية؟؟ أرجو منكم التوضيح وإظهار الحقيقة.
ثم لماذا رفض فضيلة الشيخ هذه الإجازة كما عبرتم في المداخلة، أو بتعبيركم في الثبت أنه استجيز له منه بدون إذنه؟ فمن الذي استجاز له منه؟ الذي نعرفه أنك أنت الذي أعددت الثبت ولم يشاركك أو يساعدك فيه غيرك .. ننتظر الإيضاح.
¥