(و خف هجمة لا تقبل العثا ... ر و تطوي الورود علىالمصدر)
(و مثل لنفسك أي الرعيل ... يضمك في حلبة المحشر)
ـ[أبو تميم المصري]ــــــــ[29 - 08 - 05, 03:14 ص]ـ
فصل: كمال العقل
من علامة كمال العقل: علو الهمة! و الراضي بالدون دنيء!!
(و لم أر في عيوب الناس عيبا ... كنقص القادرين على التمام).
فصل: قدماء العلماء و همتهم العالية
كانت همم القدماء من العلماء عالية تدل عليها تصانيفهم التي هي زبدة أعمارهم
إلا أن أكثر تصانيفهم دثرت لأن همم الطلاب ضعفت فصاروا يطلبون المختصرات و لا ينشطون للمطولات
ثم إقتصروا على ما يدرسون به من بعضها فدثرت الكتب و لم تنسخ
فسبيل طالب الكمال في طلب العلم الإطلاع على الكتب التي قد تخلفت من المصنفات فليكثر من المطالعة فإنه يرى من علوم القوم و علو هممهم ما يشحذ خاطره و يحرك عزيمته للجد و ما يخلو كتاب من فائدة
و أعوذ بالله من سير هؤلاء الذين نعاشرهم لا نرى فيهم ذا همة عالية فيقتدي بها المبتدي و لا صاحب ورع فيستفيد منه الزاهد
فالله الله و عليكم بملاحظة سير السلف و مطالعة تصانيفهم و أخبارهم فالاستكثار من مطالعة كتبهم رؤية لهم كما قال:
(فاتني أن أرى الديار بطرفي ... فلعلي أرى الديار بسمعي) و إني أخبر عن حالي ما أشبع من مطالعة الكتب و إذا رأيت كتابا لم أره فكأني وقعت على كنز
و لقد نظرت في ثبت الكتب الموقوفة في المدرسة النظامية فإذا به يحتوي على نحو ستة آلاف مجلد و في ثبت كتب أبي حنيفة و كتب الحميدي و كتب شيخنا عبد الوهاب و ابن ناصر و كتب أبي محمد بن الخشاب و كانت أحمالا و غير ذلك من كل كتاب أقدر عليه
و لو قلت أني طالعت عشرين ألف مجلد كان أكثر و أنا بعد في الطلب
فاستفدت بالنظر فيها من ملاحظة سير القوم و قدر هممهم و حفظهم و عباداتهم و غرائب علومهم ما لا يعرفه من لم يطالع
فصرت أستزري ما الناس فيه و أحتقر همم الطلاب و لله الحمد.
ـ[أبو تميم المصري]ــــــــ[30 - 08 - 05, 02:40 ص]ـ
فصل: لا يخفى على الله شيء
نظرت في الأدلة على الحق سبحانه و تعالى فوجدتها أكثر من الرمل و رأيت من أعجبها أن الإنسان قد يخفي ما لا يرضاه الله عز و جل فيظهره الله سبحانه عليه وحده و لو بعد حين و تنطق الألسنة به و إن لم يشاهده الناس
و ربما أوقع صاحبه في آفة يفضحه بها بين الخلق فيكون جوابا لكل ما أخفى من الذنوب و ذلك ليعلم الناس أن هنالك من يجازي على الزلل و لا ينفع من قدره وقدرته حجاب ولا استتار و لا يصاغ لديه عمل
و كذلك يخفي الإنسان الطاعة فتظهر عليه و يتحدث الناس بها و بأكثر منها حتى إنهم لا يعرفون له ذنبا و لا يذكرونه إلا بالمحاسن ليعلم أن هنالك ربا لا يضيع عمل عامل
و إن قلوب الناس لتعرف حال الشخص و تحبه أو تأباه و تذمه أو تمدحه وفق ما يتحقق بينه و بين الله تعالى فإنه يكفيه كل هم و يدفع عنه كل شر
و ما أصلح عبد ما بينه و بين الخلق دون أن ينظر الحق إلا انعكس مقصوده وعد حامده ذاما
ـ[أبو تميم المصري]ــــــــ[01 - 09 - 05, 03:20 ص]ـ
فصل: لكل بدعة أصل
تأملت الدخل الذي دخل في ديننا من ناحيتي العلم و العمل فرأيته من طريقين قد تقدما هذا الدين و أنس الناس بهما
فأما أصل الدخل في العلم و الاعتقاد فمن الفلسفة.
و هو أن خلقا من العلماء في ديننا لم يقنعوا بما قنع به رسول الله صلى الله عليه و سلم من الإنعكاف على الكتاب و السنة فأوغلوا في النظر في مذاهب أهل الفلسفة وخاضوا في الكلام الذي حملهم على مذاهب رديئة أفسدوا بها العقائد
و أما أصل الدخل في باب العمل فمن الرهبانية.
فإن خلقا من المتزهدين أخذوا عن الرهبان طريق التقشف و لم ينظروا في سيرة نبينا صلى الله عليه و سلم و أصحابه و سمعوا ذم الدنيا و ما فهموا المقصود فاجتمع لهم الإعراض عن علم شرعنا مع سوء الفهم للمقصود فحدثت منهم بدع قبيحة.
فأول ما ابتدأ به إبليس أنه أمرهم بالإعراض عن العلم فدفنوا كتبهم و غسلوها و ألزمهم زاوية التعبد فيما زعم و أظهر لهم من الخزعبلات ما أوجب إقبال العوام عليهم فجعل إلههم هواهم و لو علموا أنهم منذ دفنوا كتبهم و فارقوا العلم انطفأ مصباحهم ما فعلوا. لكن إبليس كان دقيق المكر يوم جعل علمهم في دفين تحت الأرض
و بالعلم يعلم فساد الطريقين و يهتدي إلى الأصوب ..
نسأل الله عز وجل ألا يحرمنا إياه فإنه النور في الظلمة و الأنيس في الوحدة و الوزير عند الحادثة. اهـ
آمين
ـ[أبو تميم المصري]ــــــــ[02 - 09 - 05, 03:06 ص]ـ
هذا الصيد من كتاب حلية طالب العلم.
التصدر قبل التأهل:
احذر التصدر قبل التأهل، هو آفة في العلم والعمل.
وقد قيل: من تصدر قبل أوانه، فقد تصدى لهوانه.
التنمر بالعلم:
احذر ما يتسلى به المفلسون من العلم، يراجع مسألة أو مسألتين، فإذا كان في مجلس فيه من يشار إليه، أثار البحث فيهما، ليظهر علمه! وكم في هذا من سوءة، أقلها أن يعلم أن الناس يعلمون حقيقته.
وقد بينت هذه مع أخوات لها في كتاب ”التعالم”، والحمد لله رب العالمين. اهـ