تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وممن أبطلها من أهل الحديث: الإمام إبراهيم بن، أسحق الحربي، وأبو محمد عبد الله بن محمد الأصبهاني الملقب بأبي الشيخ، والحافظ أبو نصر الوايلي السجزي. وحكى أبو نصر فسادها عن بعض من لقيه. قال أبو نصر: وسمعت جماعة من أهل العلم يقولون: قول المحدث " قد أجزت لك أن تروي عني " تقديره " قد أجزت لك ما لا يجوز في الشرع " لأن الشرع لا يبيح رواية من لم يسمع. قلت: ويشبه هذا ما حكاه أبو بكر محمد بن ثابت الخجندى، أحد من أبطل الإجازة من الشافعية، عن أبى طاهر الدباس أحد أئمة الحنفية قال: من قال لغيره " أجزت لك أن تروي عني ما لم تسمع " فكأنه يقول " أجزت لك أن تكذب علي ".

ثم أن الذي استقر عليه العمل، وقال به جماهير أهل العلم من أهل الحديث وغيره: القول بتجويز الإجازة، وإباحة الرواية بها، وفي الاحتجاج لذلك غموض. ويتجه أن نقول: إذا أجاز له أن يروي عنه مرويات، وقد أخبره بها جملة، فهو كما لو أخبره تفصيلات وإخباره بها غير متوقف على التصريح نطقأ، كما في القراءة على الشيخ كما سبق، وإنما الغرض حصول للإفهام والفهم، وذلك يحصل بالإجازة المفهمة، والله أعلم.

ثم أنه كما تجوز الرواية بالإجازة يجب العمل بالمروي بها: خلافاً لمن قال من أهل الظاهر ومن تابعهم: إنه لا جب العمل به، وأنه جار مجرى المرسل. وهذا باطل، لأنه ليس في الإجازة ما يقدح في اتصال المنقول بها وفي الثقة به، والله أعلم.

النوع الثانى من أنواع الإجازة: أن يجيز لمعين. في غير معين، مثل أن يقول: " أجزت لك - أو: لكم - جميع مسموعاتي، أو: جميع مروياتي " وما أشبه ذلك. فالخلاف في هذا النوع أقوى وأكثر. والجمهور من العلماء من المحدثين والفقهاء وغيرهم على تجويز الرواية بها أيضا، وعلى إيجاب العمل بما روي بها بشرطه، والله أعلم.

النوع الثالث من أنواع الإجازة: أن يجيز لغير معين بوصف العموم، مثل أن يقول أجزت للمسلمين، أو: أجزت لكل أحد، أو: أجزت لمن أدرك زماني " وما أشبه ذلك، فهذا نوع تكلم فيه المتأخر ون ممن جوز أصل الإجازة، واختلفوا في جوازه: فإن كان ذلك مقيداً بوصف حاصر أو نحوه فهو إلى الجواز أقرب.

4 ــ إلى غير ذلك ـــ من أجل عدم الإطالة ... ـــ مثل المناولة والمكاتبة والإعلام والوصية والوجادة ....

والذي أريد أن أشير إليه هنا: هو ما يخطئ البعض في فهمه ونقله .. وهو أن يقول البعض إن النوع الفلاني من أنواع التحمل هو أوثق من النوع العلاني وغير ذلك ... بل ينبغي عليه أن يتقيد بهذا العلم إن كان يدعي معرفة به ... فالذي يقرأ على الشيخ هو في أعلى أنواع التحمل ... لأن تحمله أوعى .. والإجازة نوع من أنواع التحمل ولا ترقى أن تكون مثل العرض والقراءة على الشيخ .. لكنها تبقى نوعاً من التحمل .. وهكذا ــ لأجل التقيد باصطلاح أهل المصطلح ــ .. والله تعالى أعلم.

والحمد لله رب العالمين.

وكتبه

حسام الدين

ـ[حمادى محمد بوزيد]ــــــــ[15 - 03 - 06, 02:14 م]ـ

جزاك الله كل خير

ـ[أبو البشائر]ــــــــ[16 - 03 - 06, 10:36 ص]ـ

كلام جميل يا شيخ حمزة شكر الله لك.

ـ[عبدالله بن جاسم]ــــــــ[06 - 04 - 06, 04:14 م]ـ

الاجازة العامة لاهل العصر فيها نوع من التساهل، فليحرر.

وان فعله كثير من المتاخرين كما تراه مسطورا في المكتوب اللطيف للمحدث الشريف.

ـ[أبو الحجاج علاوي]ــــــــ[31 - 08 - 09, 04:46 م]ـ

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1110360#post1110360

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير