وليت الغضا ماش الركاب لياليا
وقاع بولان معروف بطريق الحج بالقرب من الربيعة حاليا .. وقد ابعد النجعة من قال ان «الغضا» في قصيدة مالك بن الريب هو في شمال غرب المملكة وغير «غضا» عنيزة فعنيزة مشهورة بالغضا وبكثافة اشجاره في «الخبيبة» والغميس .. وقد كان مالك بن الريب يقيم في القصيم يقطع الطريق على الحاج ومعه بعض اشرار العرب.
وقال النابغة الجعدي يصف سحاباً:
فأصبح بالقمري يجر «عفاءه»
بهيماً لكون الليل اسود داجيا
فلما دنا للخرج خرج عنيزة
وذي بقرأ لقى بهن المراسيا
والقمري «هو خر ما وخريمان» حاليا
وذي بقر هو وادي بقر حاليا
وتقع عنيزة بين هذين الموضعين:
وقال جرير:
هل تذكرين زماننا «بعنيزة»
والابرقين وذاك مالا يرجع
وقال الجاحظ الاسدي:
وكأن ارحلنا بجو محصب
بلوى «عنيزة» من مقيل الترمس
في حيث خالطت الخزامى عرفجاً
يأتيك قابس اهله لم يقبس
ومن أشهر الاشعار الحديثة في «عنيزة» قصيدة «العنيزية» للاستاذ الشاعر عبدالعزيز بن محمد القاضي من اهالي عنيزة .. قال من قصيدة طويلة يذكر فيها تاريخ «عنيزة»:
سلوا عن بلادي رائد الشعراء
وقس اياد سيد الخطباء
سلوه امرأ القيس بن حجر وطرفة
وعنترة اربى على البلغاء
زهيراً وعمراً، او لبيداً وحارثاً
وحاتم من عفى على الكرماء
وذا الاصبع المبسوط في الناس حكمه
له الفضل معروف لدى الحكماء
ويوم خزازى سائلوا فيه رأسه
كليباً واوفى حقه المتنائي
الى ان قال:
سلوهم بما قالوا وعرفوا به
من الشعر ان الشعر غير خفاء
سلوهم لقد كانت بلادي مرتعاً
لهم وبلادي مرتع العظماء
بنو اسد كانت قديماً منازلاً
لهم، وربوعاً او طنت برعاء
والقصيدة «العنيزية» طويلة .. وفي عنيزة من الشعر مالا يحصى في الشعر القديم والحديث ودواوين الشعراء تشهد بذلك.
اماكن تاريخية وجغرافية في عنيزة
اشتهرت عنيزة بوجودها بالقرب من اماكن تاريخية مشهورة في الشعر العربي الجاهلي والاسلامي مثل «الغميس» وكان يسمى رمال «عجلز» وهو كثبان رملية تقع جنوب وغرب عنيزة .. ويشتهر هذا النفوذ بنبات «الغضا» الذي ينمو بكثافة بعد حماية من التعدي الجائر وخصوصاً في «الخبيبة و «المصفز» و «الجراحية» التي تعتبر منتزهات رائعة وجميلة .. وفي فصل الربيع تنمو فيها زهور الاقحوان والخزامى الفواحة والنباتات ذات الرائحة العطرية الجميلة. كما توجد الى الشمال من عنيزة وعلى ضفاف وادي الرمة .. آثار منزل العسكرة او العيارية التي كانت تسمى قديما «القريتين» وهي اثار دراسة لمنزل طريق الحاج البصري الذي يمر قبلها بالعوسجية والانياج «الاسياح» وبعدها برامة وهو المنزل رقم 12 من البصرة الى مكة. وفي عنيزة نفسها مبان قديمة مبنية من اللبن والطين تعتبر من التراث الاثري لهذه المدينة العريقة التي حافظت على اصالتها وتراثها.
عنيزة مدينة العلماء والوزراء
اشتهر اهل عنيزة بحبهم للعلم .. والتجارة وخدمة الوطن في كافة المجالات فتخرج من عنيزة الرجال والمسؤولون ورجال الاعمال الذين خدموا ويخدمون وطنهم بكل اخلاص .. كما اشتهر اهالي عنيزة بحبهم للغريب واريحيتهم ولطف معشرهم وكرمهم .. الذي جبل عليه العرب في جزيرتهم .. واشتهروا بالتجارة خارج حدود الوطن .. فقد كانوا يذهبون للتجارة عبر الصحاري والبحار .. واشتهرت عوائل منهم بذلك مثل البسام والذكير .. والشبيلي والزامل وغيرهم ..
وبرز منها علماء اجلاء في علوم الشريعة والفقه مثل الشيخ ابن سعدي في القرن الماضي .. والشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - فهو علم في رأسه نار واشتهر بغزارة علمه ودقته في فتاويه واشتهرت عوائل كذلك بالعلم الشرعي وعلوم اللغة والقضاء مثل عائلة «القاضي» والذين تولوا قضاء عنيزة ومنهم الشيخ صالح العثمان القاضي والشيخ محمد العثمان القاضي وهو عالم تاريخ وانساب.
ومن ابناء عنيزة عدد كبير جداً من الوزراء وكبار المسؤولين لايدانيه اي مدينة او بلدة في المملكة ومن هؤلاء:
1 - معالي الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء حاليا واشتهر باخلاصه ونزاهته وحرصه الشديد على المصلحة العامة.
2 - معالي الاستاذ عبدالله العلي النعيم امين مدينة الرياض سابقاً.
3 - الوزير عبدالله السليمان وهو مجموعة وزراء في وزير واحد في عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله حيث تولى وزارة المالية في بداية تأسيسها وكانت مسؤولة عن جل امور الدولة.
4 - معالي الشيخ محمد الحمد الشبيلي، رحمه الله - سفير المملكة سابقاً في ماليزيا، والعراق، والهند وهو يعتبر اسطورة في الكرم .. حتى ان بعض قصص الكرم الحاتمي التي تروى عنه لا تصدق. 5 - معالي الدكتور سليمان السليم وزير التجارة سابقاً.
6 - الاستاذ مساعد السناني وزير العمل والشؤون الاجتماعية سابقاً.
7 - الدكتور عبدالرحمن بن صالح الشبيلي وكيل وزارة الاعلام.
8 - الاستاذ عبدالعزيز البسام وكيل وزارة المالية والاقتصاد الوطني.
9 - المهندس سليمان عبدالله القاضي رئيس مجلس ادارة الشركة السعودية للكهرباء.
وغير هؤلاء يوجد عدد كبير جداً من المسؤولين في اجهزة الدولة المختلفة من وزراء وعسكريين وسفراء واعلاميين ومثقفين واطباء ومهندسين .. فعنيزة تعتبر بحق وبدون منازع مدينة العلماء والوزراء.
م. عبدالعزيز بن محمد السحيباني
القصيم - البدائع
¥