تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والله إن العلم لنقمة من نقم الله على بعض الأشقياء الذين لا يزدادون به خشية لله ومراقبة له وتعظيما لحملته والدعاة له, بل لا يزيدون به إلا تجهيلا للناس وتهجما عليه ونكرانا للجميل لمن سبقهم في هذا المجال المبارك قال الله (إنما يخشى الله من عباده العلماء)

وما أبعد الخشية عن قوم لا يتورع قائلهم عن السب والشتم والوقيعة في أعراض الناس بل ويزيد ذلك قبحا بمجاهرته به على الملإ (فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون)

ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[12 - 03 - 06, 05:13 م]ـ

الذي نرى - والله أعلم - أن نشر هواتف العلماء، والتعريف بهم، وفتح القوائم لاستجازتهم أمور محمودة، وإن كثر الطالبون، فهم كثر في الخير لا في الشر، والشيوخ ليسو ملزمين بإجازتهم، ثم إن الإجازة مفخرة للمجيز والمجاز على حد سواء، فكم من مغمور لم تعرف به سوى روايته، وكم من مهمل لم تشهره سوى إجازته ...

ومن أراد أن يتذمر من السؤال عن الإجازة، فبالأحرى يتذمر في نشر العلم، وفي الفتيا، لأنها تأتي في أوقات ليست مناسبة بالضرورة، ومن لا همة له في نشر العلم حتى بقوله: "أجزتك بما رويته عن فلا وفلان"، فهو لما أعظم منه أضيع، لأنه لن يخسر شيئا بذلك.

والإسناد ميزة تميز بها المسلمون -بل أهل السنة على الخصوص - على غيرهم من الملل، فإشهار هذه الميزة، وإبرازها، والوصول بالإسناد إلى الشيوخ والأعلام، وكتبهم وعلومهم أمر محمود، وليس فيه لا إضاعة وقت، ولا شيء من ذلك ... بل هو علم من أعز العلوم، تجتمع فيه علوم: الببليوغرافيا، والتراجم، والجرح والتعديل، والتاريخ، والسير، ... إلخ، ولولاه لما عرفنا لا ناخبي، ولا فاداني، ولا سالك، ولا غيرهم ممن شاب بهم الدهر، وانقلبوا إلأى خريف العمر، أو من غيرهم ممن طوتهم صفحات الإهمال، لأي سبب من الأسباب، سواء المذهبية، أو السياسية، أو أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر نفر الناس منهم في شبابهم، أو شدة ورعهم وعبادتهم، حتى إذا شابوا، وذهب ما كان سببا في النفور عنهم، التف عليهم طلبة العلم من أجل استجازتهم، فاكتشفوا أن لهم من المزايا والمرامي والمناقب ما لا يمكن إهماله، وأصبحوا يدعى لهم بالمغفرة والرحمة في المجالس العامة والخاصة، بأن يقال: "اللهم اغفر لنا، ولمشايخنا، ولمعلمينا، ولمشايخ مشايخنا، ولمن لهم الفضل علينا" ...

فهاهو محمد البقالي، حافظ من حفاظ الحديث، وإمام من أئمة الفقه دعته الظروف للانزواء عن الناس، حتى إذا سمعوا تفرده بالرواية عن عبد الله السنوسي انكبوا عليه من المشارق والمغارب، فأخرجوه من وهدته، وعرفوا بمناقبه.

وها هو محمد بن الحسن الفزازي، جاوز الثمانين، ومنعت شدته وصلابته في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، اقتبال طلبة العلم عليه، حتى إذا رأى الناس طول رحلته، وتصنيفه في الفقه كتابا يربو عن أربعين مجلدا، نقحه وصححه بالكتاب والسنة وفتاوى الصحابة والتابعين، حتى عرفوه انكبوا على الرواية عنه، فعرفوا فضله.

وها هو محمد بن محمد السالك، آخر من بقي في الدنيا يروي عن أحمد بن الشمس الشنقيطي، وهو علامة داعية خطيب، غير أن ذكره صار هملا، فحتى عرفت روايته، انكب الناس عليه، فنشرت محاسنه ومزاياه ...

وقد كان جدنا الإمام محمد المنتصر الكتاني رحمه الله تعالى، انقلب به خريف العمر إلى أدناه، وقاسى من شدائد المرض ما أبعده وما أدناه، حتى انقطت إفادته للعلم واستفادته، وجهله طلبة العلم وقل من سأل عنه، حتى انتشرت الإجازات، فعرف بعد فتور، وسئل عنه بعد دثور، وكنت لا أرى التوكيل في الإجازة، ووكلني بالإجازة باسمه من أرادها، فامتنعت عن ذلك إلى أن بقيت أسابيع على وفاته، فحينئذ خشيت ضياع إسناده، وعرفت الحقيقة من مراده، فأجزت بهذا الوكيل، فعم بذلك الفضل الجزيل ..

وهكذا، والأمر لا يحتاج إلى ضرب أمثلة، ولذلك فنشر عناوين المشايخ وأرقام هواتفهم - حسبما أراه - وفتح النوافذ لاستجازتهم، أمر محمود، وعمل مرشود، وسبيل إلى الحق غير مردود .. والله أعلم.

ـ[أبو عمر]ــــــــ[12 - 03 - 06, 05:43 م]ـ

جزاكم الله خيرا

ولو ابتعد الجميع عن الشدة والألفاظ الجارحة فهو الحري بطلبة العلم فضلا عن أعلام الإسناد في عصرنا أولئك الذين درسوا طلب العلم وآدابه فضلا عن طول معاشرة الشيوخ

وأسأل الله أن يصلح بين الشيوخ الأفاضل ويجمعهم على ما يحبه ويرضاه

ـ[المخلافي]ــــــــ[12 - 03 - 06, 06:15 م]ـ

جزى الله الجميع خيرا وغفر لي ولهم الزلات ومحى عنى وعنهم السيئات وجعلني وإياهم إخوانا على سرر متقابلين

ـ[أبو هاشم]ــــــــ[12 - 03 - 06, 11:21 م]ـ

الإخوة المشايخ الكرام:

الشيخ باذيب كان حريصا على أوقات العلماء ومراعاة ظروفهم فجزاه الله خيرا على هذا.

كما وإني مع الشيخ حمزة فيما ذهب إليه وهذا رأي صواب فلابد من معرفة الكبار الأفاضل وكم ذهب منهم ولم يعرفوا وأنا أضرب لكم مثلا:

بلدتي

فيها مشايخ وعلماء ومن الأوائل ممن مات أو هو حي لكنه مغمور وله اسناد عالي كالشيخ حسين الأزهري رحمه لله تعالى كاد أن يكون شيخاً للأزهر.

فجزاكم الله خيرا جميعا وكلكم يريد الحق فوفقكم الله ونفع بكم المسلمين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير