[معالم تربوية لطالبي أسنى الولايات الشرعية]
ـ[أبو حفص الأزدي]ــــــــ[25 - 08 - 05, 11:37 م]ـ
الحمدلله وكفى وصلاة وسلام على النبي المصطفى
من منا لايعرف عالم المدينة وعلامتها المتفنن في علوم الشريعة الشيخ محمد بن محمد المختار
فهو أشهر من أن يعرف والشيخ حفظه الله من المربين الناصحين المشفقين ولا أدل على ذلك من سمت وأخلاق طلابه واذا تكلم الشيخ عن العلم وأهله فحسبك به
وقد قام أحد طلبة العلم بجمع وتهذيب ماقاله الشيخ في محاضراته ودروسه فظهرت في هذ الحلة
فجزاه الله خيرا والله أسأل أن ينفعنا بها وأن تذكر جاهلنا وتثبت عالمنا وتزيده يقينا.
معالم تربوية
لطالبي أسنى الولايات الشرعية
لصاحب الفضيلة الدكتور
محمد بن محمد المختار الشنقيطي
الأستاذ المساعد بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
والمدرس بالمسجد النبوي الشريف
جمعها واعتنى بها ورتبها
أحد طلاب العلم
تم عرضها على فضيلة الشيخ/ محمد واستحسن ما فيها
الإهداء
إلى طلاب العلم ([1]) ...
إلى خلَفِ الأئمة .. فإنه لا زال الخير فيهم .. فإن أئمة هذا الدين وعلماءه حين خرجوا من هذه الدنيا، خلّفوا وراءهم أمماً تشابههم، وطلاب علم يسيرون على نهجهم، خرجوا من الدنيا وارتحلوا، وقد بلّغوا أماناتهم ومسؤولياتهم لطلاب العلم.
يا طلاب العلم .. ما أعظم الأمانة التي حُمّلتموها من العلم والعمل، هذه الأمانة العظيمة التي تنتظركم بها أمم لا يعلمها إلا الله، ينتظركم الضالّ بإذن الله أن تهدوه، والحائر بإذن الله أن ترشدوه، تنتظركم أمم بفارغ الصبر ..
فأنتم معقد الأمل بعد الله عز وجل في حمل الرسالة المحمدية وتبليغ الدعوة النبوية، أنتم خلفاء العلماء الأئمة الدعاة والهداة إلى الله، لذلك أحبتي في الله .. ما أعظم المسؤولية التي يحملها طالب العلم، وما أجلّها عند الله عز وجل.
إذا وافقت رجلاً حكيماً، صالحاً براً مستقيماً، يعي حقوق الله وحقوق عباده، فحملها بحقها، وأدّاها قربة لله عز وجل على وجهها، فنِعْمَ -والله- الطالب، ونِعْمَ -والله- الراغب، لذلك فإن طالب العلم الصادق في طلبه يحتاج في كل زمان ومكان إلى من يذكره بأمانة العلم، إلى من يذكره بمسؤولية وحق هذا العلم، الذي إذا أعطي حقه كان سبباً في عفو الله ومرضاة الله، لذلك فإن خير ما ينتظره طالب العلم، كلمة تَدُلُّه، ونصيحة تقدم له فالله الله يا طلاب العلم في هذه الرسالة العظيمة التي حمَّلتموها من الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
حمداً لله، وصلاةً وسلاماً دائمين على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، وترسم خطاه إلى يوم نلقاه ... وبعد:
لا غرابة اليوم في كثرة المتحدثين عن آداب الطلب وطالب العلم، ولا غضاضة في كثرة ما تقذفه لنا المطابع من مؤلفات في هذا الموضوع.
ففي ظلال هذه الصحوة المباركة، راجت بضاعة العلم الشرعي بعد كسادها، وتلهفت على طلبه نفوس بعد خمولها، ولم نزل نرى –ولله الحمد- إقبالاً متزايداً من شباب الأمة وكهولها عليه.
وكثرة الكتب والأشرطة فيه ظاهرة صحية -كما يقولون-، وكثرة اختلاف وجهات نظر المتحدثين حول قضاياه من اختلاف التنوع المحمود.
بَيْدَ أن الحديث عن العلم وآدابه يحلو ويزدان، ويَلَذّ سماعه حينما يكون من أهله الذين بذلوا كليتهم له، وحينما تسمعه من عالم رباني يسّر الله له الأخذ بمجامع القلوب، ألا وهو الشيخ محمد بن الشيخ محمد المختار.
وليست النائحة الثكلى كالمستأجرة.
لا يعرف الشوق إلا من يكابده ولا الصَّبَابة إلا من يُعانيها
ولما كان الشيخ محمد كثيراً ما يتناول آداب الطلب وطالب العلم ما أتت له مناسبة، أو عند استهلال واستئناف دروسه، وتأتي توجيهاته ووصاياه مسددةً موفقة تَطْرَبُ لها الأسماع، أدركت أهمية ما يرمي إليه من توجيهات ومعالم وآداب يتربى عليها طلاب العلم، تهذب أخلاقهم، وتنفي زغل العلم عن طباعهم.
فخطر ببالي أن لو جُمِعَتْ هذه التوجيهات والمعالم المتناثرة من ثنايا أشرطة الدروس والمحاضرات، لانتظمت منها قطعة أدبية بليغة، وموعظة روحانية رقيقة، فعرضت الأمر على الشيخ عام (1414هـ)، فدعا وبرّك، فكانت الخطوات التالية:
أولاً: فرغت من الأشرطة جميع المحاضرات التي خصصها الشيخ للحديث عن آداب طلب العلم وقضاياه، وعدتها ثمان محاضرات أُلقيت في سنوات متفاوتة، وأماكن متفرقة.
¥