تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو الحسين بن بنان]ــــــــ[06 - 04 - 06, 07:30 م]ـ

أخي أبا الوفاء حفظك الله وزادك توفيقاً ...

أشكرك على تثنيتك الكريمة على نصيحتي للأخ محمد باذيب، لكن أقول لك وأنت الباحث الذي عرف المنتدى نشاطه ومشاركاته الدائمة، لا ينبغي أن نخاطب الأخ باذيب بقولنا: (المدعو)، لا أرى هذا لائقاً بأخلاقنا نحن طلبة العلم، خصوصاً من كان في مكانتك يا أخي أبا الوفاء ... والإغلاظ لا يأتي بخير في هذا المحل، وقد أُمرنا بالجدال بالتي هي أحسن مع أهل الكتاب فكيف مع أهل ملتنا؟ وكيف مع باحث كباذيب ـ مع ما وقع منه ـ إلا أنّ أحداً لا يملك إنكار مشاركته العلمية الفاضلة في مجال تاريخ بلاده الحضرمية وتراجم رجالها، وخدمته لعددٍ من كتب الفقه النافعة كـ"الأنوار اللامعة" للعلامة عبد الله باسودان، و"تحفة الإخوان" للعلامة الشيخ عبد الرحمن باصهي، وقد أخرج للعلامة الحنبلي الجليل مرعي بن يوسف الكرمي "القولَ المعروف" إخراجاً حسناً، وساهم في خدمة تاريخ مكة المكرمة بتحقيقه لـ"نشر ألوية التعريف" لابن علان المكي، ولا تخفاك أخي أبا الوفاء ـ وأنت الباحث المدقق ـ بحوثُ باذيب الجيّدة في ترجمته للشيخ وصفي المسدِّي في كتابه "العرف الوردي"، أمّا "المحاسن المجتمعة" فقد حشاه بالفوائد التاريخية والإسنادية ونحوها ... فليست بحوثه دائرةً على إخراج كتب الطرقية فحسب كما تفضَّلتَ وذكرتَ ... زدْ أنه ندَّ عن أهل بلاده بالعناية بالحديث وعلومه وتخريجه، والاشتغال بالسنة، ولا يخفاك أنّ ذاك من أحسن السبل التي يُرتَجى بها الهدى والفكرُ القويم ...

أنا يا أخي أبا الوفاء أتكلّم عن أعمال باذيب عن تأمُّلٍ لها ونظرٍ فيها، فكلامي أعلاه ليس إعجاباً فارغاً، أو حماساً للرجل، ولكن الإنصاف يملي علينا جميعاً أن نضع الأمور في نصابها، وألا نغمط ذا الحق حقه، وأن نقول للمحسن أحسنتَ وللمسيئ أسأتَ، وقد أساء باذيب في أمور بيَّنها إخوانُنا الأفاضل في هذا الملتقى، فلِمَ لا نذكر إحسانَه ـ وليس هو بالقليل ـ لنكون بذلك أهلاً للإنصاف الذي هو أساسٌ في معاملتنا مع عباد الله؟!

ثم يا أخي أبا الوفاء ـ زادك الله وفاءً وحفظك في عافية ـ إخراجُ "منحة الإله" ـ على ما فيه ـ كان عملاً علمياً مشكوراً، فإنّ الكتاب حوى تراجمَ نادرةً تغطي فترةً من تاريخ ذلك الإقليم قلّت المصادرُ التاريخية فيها، فالنفع بذلك الكتاب كبير، وأمّا ما فيه من كدَر وأمور لا تُرتضى فنتركها وننتفع بالمعلومات التاريخية الهامة التي حواها الكتاب والوفيات التي قيدها إلى غير ذلك من الفوائد ... لكن لعله كان ينبغي للأخ محمد باذيب أن يُبِينَ عن منهجه في التعامل مع تلك الأمور التي وردت في "المنحة" وغيرها، ويشرح موقفه منها بوضوح في مقدمات تحقيقاته ...

ولعلك يا أخي أبا الوفاء لم تتيسر لك فرصة مطالعة أعمال باذيب، لذا وقع في خلَدك أنه خاوٍ، ولكنْ إنصافاً أقول: هو طالبُ علمٍ جيّد، وباحثٌ يُحتَرَم، ودع عنك مشرَبَه، فمثل هذا الخلاف قديم، ولن نرفعه أنا ولا أنت، ولعلَّ الحوار العلمي الهادىء يقرِّب القاصي ويصحح من أفكار باذيب وغيره، فإنه ليس أنفع من الرفق والسكينة والنصَفة في نداء العقول إلى الصواب ..

والله يتولاني وإياك بعنايته ورعايته ..

واسلَم أبا الوفاء لأخيك ومحبِّك

أبي الحسين ابن بنان

ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[07 - 04 - 06, 01:47 ص]ـ

جزيت خيرا يا أبا الحسين , وزادك علما ورفعة وفضلا.

ونسأل الله سبحانه أن يهدي الجميع الى ما فيه خير الدنيا والاخرة , وأن يتجاوز عنا وعنهم.

ودمتم بخير.

ـ[أبو الحسين بن بنان]ــــــــ[07 - 04 - 06, 04:15 م]ـ

كم أسعدتني يا أخي أبا الوفاء بجوابك الدَّمِث وكلماتك الصادقة، وهذا ـ والله ـ الظنُّ بمثلك والمأمول، زادك الله من فضله نصَفةً ورفع في الصالحين قدرَك، وأدام النفعَ بك، وأنا على دعائك الآنف من المؤمِّنين ... اللهم آمين ...

أخوك أبو الحسين

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير