تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[حسام الدين الكيلاني]ــــــــ[29 - 11 - 06, 05:22 ص]ـ

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه وأزواجه والتابعين بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

اعلم هداني الله وإياك إلى كل خير، أن الإجازة من حيث مصطلح الحديث جائزة، وقد تحدث عنها العلماء في كتب المصطلح بشكل مطوَّل، لكن الخلف من هذه الأمة حوروها عن مقصدها وتوسعوا فيها توسعاً كبيراً وزادوا فيها بل وأدخلوا فيها ما ليس منها.

فترى اليوم من جمع كتاباً في الأسانيد والمسلسلات المتصلة بعلماء الحديث وكتب الحديث وغيرها بأسانيد عن رجال ربما فيهم المجاهيل، وربما في السند انقطاع وغيره، ومع ذلك فهو لا يدري ولا يعرف شيئاً من مصطلح الحديث بل ولا يحفظ بعضاً من أحاديث رسول الله اللهم إلا المسلسل بالأولية.

لكنني إن كتبتُ هذا فلا يعني أبداً أن العيب في هذه الإجازة أو في أنواعها، بل العيب كل العيب في طالب هذه الإجازة وهو جاهل بمضمونها و لا يدري أي أمانة قد أُنيطت بكاهله، ولا يحفظ شيئاً من حديث رسول الله، ومع ذلك يقول (أنا مجاز بالحديث الشريف).

بل والعجب العجاب من مجاز بصحيح البخاري وهو لا يدري شروطه، أو مجاز بصحيح مسلم وهو لا يدري شرطه، أو مجاز بأحاديث الترمذي وهو لا يدري مصطلحات الإمام، أو مجاز بالموطأ وهو لا يدري مراسيله، أو .... إلخ.

فأي فضل لهذا المجاز المسكين, وأي صدق في دعواه.

لذلك نهيب بطالب الإجازة، أن يرجع أولاً لكتاب الله تعالى، ثم لأحاديث رسول الله، فيحفظهما ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، فإن تشبع من ذلك، نال هذه الإجازة عن جدارة وأمانة.

هذا وأصلي وأسلم على سيدي رسول الله وعلى آله أجمعين.

ـ[حسام الدين الكيلاني]ــــــــ[29 - 11 - 06, 05:27 ص]ـ

سلسلة طالب العلم (10) الرِّحلة يا طالب العلم؟؟؟

الحمد لله على إِحسانه، والشّكرُ له عَلى توفيقِه وامتنانه، وأشهَد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهَد أنّ نبيّنا محمّدًا عبدُه ورسوله، صلّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابه.

ثم أمَّا بعد:

فإنَّ خير الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمَّد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

كنت قد بدأت هذه السلسلة المباركة بمقالة حول (السند وطالب العلم اليوم) وتحدثت ببعض أسطرها عن رحلة العلماء لأجل تحصيل حديث أو حديثين، وأحببت الآن في هذه المقالة أن أفصِّل المقال في حال المرتحلين من الرجالِ وطلب الإسناد العالي.

فلقد عُرِفَ علماء المسلمين بحبهم للرحلة في طلب العلم والإسناد العالي، فنرى أحدهم يسافر من بلد إلى بلد ليجلس بين يدي أحد العلماء الكبار ليأخذ عنه حديثاً أو حديثين لا يجدهما عند غيره من العلماء، واقرأ كتاب (الرحلة في طلب الحديث) [يقول الشيخ أبو غدة رحمه الله تعالى عنه: وكتاب الرحلة للخطيب كتاب نافع مهماز للمتخلفين عن الرحلة، فاقرأه لعلك ترحل.] وهو كتاب رفيع القدر للإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت المعروف بالخطيب البغدادي ترى العجب العجاب من أمر علماء المسلمين، وشدّة حرصهم على العلم والإسناد العالي في الحديث الشريف.

ورحم الله أبا الفضل العباس بن محمد الخراساني إذ ينشد فيقول:

رحلتُ أطلبُ أصل العلمِ مجتهداً وزينة المرءِ في الدنيا الأحاديثُ

لا يطلب العلم إلا باذلٌ ذكرٌ وليسَ يُبغضُهُ إلا المخانيثُ

لا تُعجَبَنَّ بمالٍ، سوف تتركُه فإنما هذه الدنيا مواريثُ

اعلم أنَّ علوم الإسلام العظيمة لم تُدَوَّن على ضفاف الأنهار، وتحت ظلال الأشجار والأثمار، وإنما دونت باللحم والدم، وظمأ الهواجر، وسهر الليالي على السراج الذي لا يكاد يضيء نفسه، وفي ظل العرى والجوع وبيع الثياب، وانقطاع النفقة في بلد الاغتراب، والرحلة المتواصلة الملاحقة، والمشاق الناصبة المتعانقة، والصبر على أهوال الأسفار، وملاقاة الخطوب والأخطار، والتيه في البيد، والغرق في البحار، ولفقد الكتب العزيزة الغالية والأسفار، وحلول الأمراض والأسقام، مع البعد عن الأهل والزوجة والأولاد والدار، ومع فرقة الأقارب والأحباب والأصحاب وفقد الاستقرار، فما أثر كل ذلك في أمانة علم أهلها، وما نقص من متانة دينهم، وما وهن من قوة شكيمتهم، وما خضعتهم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير