نقول في الثناء على رئيس المحدّثين في عصره شيخ الكل نذير حُسين رحمه الله تعالى
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[19 - 03 - 06, 09:33 ص]ـ
هذه شذرات من أقوال كبار العلماء في محدّث الدنيا في عصره الشيخ محمد نذير حُسين الدِّهْلَوي رحمه الله تعالى (1220 - 1320)، أهديها لإخواني في الملتقى، تجاوباً لطلب غير واحد من الأحباب حول تراجم المحدثين في الهند، وأداءً لبعض حق هذا الإمام الذي له منّة ومباشرة وغير مباشرة على أهل الحديث في عصرنا، ولا سيما في شبه القارة الهندية، فضلا عن أنه مجمع الإسناد العالي لسماع أمّات كتب الحديث.
فقال عنه تِلميذُهُ مُحَدِّثُ نَجْد الشيخُ سَعْدُ بنُ حَمَد بنِ عَتيق، رحمه الله تعالى: «وممَّنْ حَضَرْتُ عليهم؛ وسمعتُ منهم؛ وأخذتُ عنهم مِنَ العُلَماءِ الأعْلامِ المحُدِّثينَ الكِرامِ: الشيخُ الفاضِلُ النِّحْرير، والعالِمُ الكاملُ الشَّهير، حامِلُ لِواءِ أَهْلِ الحَديثِ بلا نِزاع، وحِلْيَةُ أهلِ الدِّرايةِ والرِّوايةِ والسَّماع: السَّيِّدُ نَذير حُسَين الدِّهْلَوي، رَفَعَ الله دَرَجاتِه، وبارَكَ في حَسَناتِه». (إجازة الشيخ سعد بن عَتيق للشيخ عبد الله العَنْقَري ص74 - بتحقيقي- وعنه إتحافُ النُّبَلاء بالرِّوايَةِ عَنِ الأَعْلامِ الفُضَلاء ص5)
وقال ابن عتيق أيضاً: «العالِمُ النِّحْرير، الَّذي ليس له في عَصْرِهِ نَظير، السَّيِّد محمد نَذير». (إجازة لعبد العزيز بن عبدالله بن عبدالوهاب، المذكورة في مقدمة المجموع المُفيد من رسائل وفتاوى الشيخ سعد بن حَمَد بن عَتيق ص15)
وقال العَلّامَةُ القاضي المُؤَرِّخُ أحمدُ بن إبراهيم بن عيسى النَّجْدِي -رحمه الله تعالى- في رِسالَةٍ بتاريخ 5 ربيع الأول 1312: «حَضْرَةُ العالِمِ العَلّامَة، المُحَدِّثِ الفَهّامَة، قُدْوَةِ أَهْلِ الاسْتِقامَة: السَّيِّد محمد نَذير حُسين». (الحياة بعد الممات 298)
وقال العَلّامَةُ المُتَفَنِّنِ صِدِّيقِ حَسَن خان القَنُّوجي: «شَيْخُ الإسلامِ، ومَرْكَزُ عُلومِ الاسْتِجازَةِ والإجازَة، والعالِمُ الخَبيرُ حَقيقةَ ذلك ومَجازَه، ومِنَ المَثَلِ السائر: لا يُفْتَى ومالِكٌ في المَدينَة، ولا يُسْنَدُ والحاكِمُ ببَغْداد». (الحياة بعد الممات 303)
وقال العَلّامةُ المُحَدِّثُ حُسينُ بنُ مُحْسِنِ الأَنْصاري اليَماني: «إنَّ الَّذي أَعْلَمُهُ وأَعْتَقِدُهُ وأَتَحَقَّقُهُ في مَوْلانا السَّيِّدِ الإمام، والفَرْدِ الهُمام: نَذير حُسين الدِّهْلَوي أنَّه فَرْدُ زَمانِه، ومُسْنِدُ وَقْتِهِ وأَوانِه، ومِنْ أَجَلِّ عُلَماءِ العَصْر، بَلْ لا ثانيَ له في إقْليمِ الهِنْدِ في عِلْمِهِ وحِلْمِهِ وتَقْواه، وأنَّه مِن الهادينَ والمُرْشدينَ إلى العَمَلِ بالكِتابِ والسُّنَّةِ والمُعَلِّمينَ لهما، بَلْ أَجَلُّ عُلَماءِ هذا العَصْرِ المُحَقِّقينَ في أَرْضِ الهِنْدِ أَكثرُهم مِنْ تَلاميذِه، وعَقيدتُهُ مُوافِقَةٌ لعَقيدةِ السَّلَفِ؛ المُوافِقَةِ للكتابِ والسُّنَّة، وفي رُؤيةِ الشَّمْسِ ما يُغْنيكَ عن زُحَل» .. الخ. (الحياة بعد الممات 310)
وقال المُحَدِّث العلّامَةُ شمسُ الحَقِّ العَظيم آبادي عن نَذير حُسَين في غاية المَقْصود شرح سُنن أبي داود (1/ 54): «وإنِّي صاحَبْتُهُ ولازَمْتُهُ قريباً مِنْ ثلاثِ سنين، واسْتَفَضْتُ مِنْهُ فُيوضاً كثيرةً، ووَجَدْتُهُ إماماً في التَّفسيرِ والحديثِ والفِقْهِ، عامِلاً بما فيها، حَسَنَ العَقيدَةِ، مُلازِماً لتَدْريسِ القُرآنِ والحَديثِ ليلاً ونهاراً .. »
وقال العَظيم آبادي (1/ 57): «قال بعضُ أفاضلِ العَصْرِ وأماثِلِ الدَّهْرِ [في الحاشية: هو المَولوي وَحيدُ الزَّمان] في ترجمتِهِ للعَقِيدةِ الصّابُونِيَّةِ: (إنَّ مِنْ عَلاماتِ أهلِ السُّنَّةِ أنْ يُحِبَّ أهلَ الحديثِ وناصِريهم، كالأئمَّةِ السِّتَّةِ، والأئمَّةِ الأربعَةِ، وغيرِهم من مُتَقَدِّمِيهِمْ ومُتَأَخِّريهِمْ -وعَدَّ أسماءَ بَعْضِهِمْ، وقال في آخِره-: ومنهمْ شيخُ الهِنْدِ حَضْرَةُ سَيِّدي مولانا نَذير حُسَين الدِّهْلَوي)، فَوَالله نِعْمَ ما قالَ هذا الفاضِلُ الصّالِحُ، وإنِّي أقولُ: إنَّ حُبَّهُ مِنْ عَلاماتِ أهْلِ السُّنَّةِ، وإنَّه لا يُبْغِضُهُ إلا مُبْتَدِعٌ مُعانِدٌ للحَقِّ».
وترجمته في هذا الكتاب حافلة (1/ 51 - 67)
¥