ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[30 - 03 - 06, 10:43 ص]ـ
من رسائل الإمام الكوثري للعلامة البنوري
محمد آل رشيد
- عضو
11/ 02/2006 - 16:34 مشاركة #1
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبي الخلق أجمعين وآله الطاهرين وصحبه الغر الميامين
أما بعد،، فإنَّ للرسائل المتبادلة بينَ العلماء أهمية بالغة لما يكمنُ فيها من فوائدَ مهمة، وأدب جم متبادل
وهذا ولله الحمد سيراه القاريء عند الإمام المحقق محمد زاهد الكوثري ـ طيب الله ثراه ـ في نماذج من
رسائله لتلميذه وصديقه العلامة السيد يوسف البنوري ـ رحمه الله تعالى ـ ثم إن هذه الرسائل في الأصل
شخصية يبدي كاتبها شيئاً لايبديه في العلن، ولكن القاريء سيجد فيها أن الإمام الكوثري قد كان واضحاً
في كل ماكتبه.
وعدد هذه الرسائل خمس وأربعون رسالة موجهة من الإمام الكوثري إلى السيد البنوري، أول رسالة كانت
بتاريخ 5/ ربيع الأول / 1358 وآخر رسالة كانت في 8/ جمادى الأولى/ 1371 وهي السنة التي توفي فيها
الإمام.
وقصة حصولي على هذه الرسائل ستكون مسطرةٌ بإذن الله في مقدمة هذه الرسالة يقوم بتحقيقها والتعليق
عليها الأخ العزيز العالم الباحث المحقق البارع الأستاذ سعود بن صالح السرحان أحد تلامذة شيخنا
العلامة المحدث الحجة الشيخ عبدالفتاح أبوغدة ـ رحمه الله تعالى ـ.
وقد علق على هذه الرسائل وذلك بالتعريف بالأعلام الواردة أسمائهم، والكتب، ومايقتضيه الموضوع،
وأغلب ذلك يكون من كلام الإمام الكوثري في كتبه الأخرى. كما قام مشكوراً بكتابة مقدمة ضافية تحت
عنوان ((الكوثري في رسائله)) وسترى النور هذه الرسائل قريباً إن شاء الله، ولكنني أحببت أن أتحف
إخواني القراء في هذا الملتقى النفيس بنماذج من هذه الرسائل، والله يحفظنا جميعاً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
إلى حضرة صاحب الفضيلة نابغة العصر المحقق النظار سليل المجد مولانا السيد/ محمد يوسف البنوري حفظه الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. وبعد
فقد وصلت خطاباتكم الكريمة والكتب القيمة، فأشكركم كثيراً على هذه العناية البالغة، وقد تمتعت بكتاباتكم
النيرة، فأدعو الله سبحانه أن يتم هذا الأمر على يدكم الكريمة في مدة قريبة، وأن يوفقكم لتأليف كثير من
أمثاله في خير وعافية.
وقد تكلفتم أتعاباً بإرسال المجموعة المجلدة، وكنت أود تأخير الأمر إلى وقت الظفر بالرسالة، ثم تصميمكم
إرسال نسختكم من «العبقات» قد صعب على نفسي؛ لأن حرمانكم من الكتاب مما لا أريده، وإن كان فيه
إيثار عظيم، والله سبحانه يكافئكم على هذه الأريحية العظيمة، وإني أقبل يد مولانا الوالد الجليل متمنياً
دعواته المباركة، فرجائي أن تنوبوا عني بذلك عند اللقاء، وأتمنى لكم سفراً سعيداً وعوداً حميداً.
الشاه وحفيده عندهما ما لا نرضاه بعد رحلة الجد إلى الحجاز لتلقي
«الستة» من نجل إبراهيم الكوراني، وقد أحسن صنعاً في تلقي «الأصول الستة» منه لكن تقمصه بآراء
الكوراني غير الناضجة في الجمع بين التيميات والأكبريات باسم «التجلي في الصور» مما يشمئز منه
النظر الصحيح، ثم أعمالهما في المذهب وإذاعة آراء ابن تيمية وابن القيم قد ضرت المجتمع الهندي جداً،
وإن كان للجد خدمات مشكورة؛ فكم كنا نود لو بقي على مذاق الإمام الرباني في التصوف ولم ينحدر
انحداراً فظيعاً إلى بحث التجلي في الصور والقدم ونحو ذلك من شواذ الآراء وبقي مع الجماعة في
الفروع والأصول، والتجلي في الصور الذي يلهج به كثير ممن ألف في التصوف بحث خطر يكاد يكون
على طبق ما نرى في العهد القديم والعهد الجديد لمن قبلنا. وهذا النوع من الجمع بين الآراء عبارة عن
سرد ألفاظ جوفاء ليس تحتها معانٍ نسأل الله السلامة. ثم كلامه في الفروع وتاريخ الفقه والحديث بعيد عن
الواقع وعن النصفة، كنا نود أن نراه بعيداً عن ذلك.
والسادة الصوفية المتشرعون قد يتكلمون في علوم ذوقية بما يضيق نطاق العبارة عنه، فأود أن نبتعد عن
مسايرتهم والخوض في الذوقيات بعبارات الصحو، فنترك الذوقيات إلى الذائق فنبقى في دائرة مدارك
العقول لنسلم، ونسال الله السلامة.
وأخذ الشاه أحاديث «الأصول الستة» من غير نقد ليس مما يرضاه العلم، ويفتح في العقيدة، خاصة،
¥