ـ[أبو الحسن المدني]ــــــــ[31 - 03 - 06, 06:44 م]ـ
ابن خميس قبلت وجهة نظرك, وإن كنت لا أراها (:
سيدي الشريف حمزة
أرى أن العلم لا يقاس بالمؤلفات أبدا, وهذا شيء تعرفونه ولا بد, ومع قلة مؤلفات الكوثري إلا أن فيها من الفوائد العجب العجاب مما جعل مثل الشيخ ناصر الألباني رحمه الله يشيد بعلمه ويشهد بأنه أعلم هذه البسيطة في شريط له, مع الخلاف الشهير بين منهجهما.
وأما تلامذة الكتاني رحمه الله فأكثرهم من طلبة الإجازة, وأما تلامذة الكوثري فلننظر إلى عبد الفتاح أبو غدة الذي تخرج عليه, وأنا أتكلم هنا بعيدا عن المنهج والعقيدة, وإنما أتكلم عن العلم والمؤهلات العلمية, فالفرق شاسع.
وأما تعصب الإمام الكوثري رحمه الله فهو معروف, وأنا لم أر أنه لمز في علماء الإسلام كما ذكرتم, وإنما هو غض في من يخالف منهجه ممن اعتبرهم ضلالا, وأكثر من الغض في الحافظ ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله تعالى لمخالفته لمنهج الكوثري في العقائد, ولا تنسوا ان مسألة العقيدة حساسة جدا, فكما ترى هناك من السلفية من يغض من الأشاعرة فيلمزهم بأنهم (مخانيث) المعتزلة وغيرها من الألفاظ, نرى في الجهة المقابلة الكوثري يغض منهم لا لشيء وإنما أرى أنهم يتبعون ما يرونه حقا, وأقول هذا بعيدا عن صحة عقيدة فلان أو فلان فلا أتكلم في هذا!!
والكوثري عاش زاهدا ومات زاهدا وابتلي فصبر, وأما الكتاني رحمه الله مع سعة علمه واطلاعه فقد فتح بابا للكثير من العلماء وطلبته للغض عليه في مسألة معاونته للغرب وغير ذلك مما اغتر به الصغار وما فهموا معناه كما لم يفهموا مغزى الكوثري في كتبه, ولم نجد شيئا للآن يبين تفاصيل هذه المسألة, إلا ما كتبتموه حفظكم الله تعالى وبينتوه لي فجزاكم الله تعالى خيرا على ذبكم عن ابن عمكم هذا الإمام الشريف.
فرحم الله الجميع وغفر لهم وأسكنهم فسيح جناته.
ـ[بدر العمراني]ــــــــ[31 - 03 - 06, 07:14 م]ـ
وقد ناظر الغمارية وما اجترأ غماري واحد في يوم أن يفصح عن نتيجة مناظرته للكوثري بل حتى السيد أحمد الغماري أخفى كتابه عن الكوثري حتى طبع في العهد القريب.
للتاريخ لا تعصبا لأحد - غماري أو كوثري- فالشيخ أحمد بن الصديق الغماري كان شجاعا جريئا لا يخاف أحدا، و كتبه شاهدة على ذلك و مطبوعة، و أما بالنسبة لرده على الكوثري فالذي أخفاه هو الشيخ عبد الله بن الصديق باعتباره مقيما في مصر خلال تلك الفترة [و دفعا للمشاحنات و المساجلات التي قد تنجم عن ذلك]، و الدليل على ذلك رسالة بخط أبي الفيض إلى تلميذه الشيخ محمد بو خبزة يخبره فيها بهذا الأمر، و يصرح له بأنه جاد في تتمة الكتاب من أجل طبعه و نشره؛ بعد تسلمه من شقيقه عبد الله مستعير الكتاب إلى غير رجعة.
و أما الرأي القائل بأن أبا الفيض تراجع عن الرد لذلك لم يتمه فدعوى مجردة عن الدليل، و مجاملة مشحونة بالتبرير و التعليل. و دونكم الجواب المفيد للسائل المستفيد، ففيه النص المشار إليه.
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[31 - 03 - 06, 08:40 م]ـ
ليت الأخ المدني لم يفتح الباب في هذا الأمر، فقد أسأت أخي الكريم وما أحسنت ...
الشيخ عبد الحي الكتاني رحمه الله له الآلاف من التلامذة الذين تتلمذوا عليه ودرسوا عليه مختلف العلوم، وكان مجلسه في جامع القرويين يضم المئات من طلبة العلم والعلماء، والآلاف من العامة والمنتفعين، ويكفي أن ممن درس عليه ولازم مجالسه: أبناء أخيه محمد المهدي ومحمد الباقر وإبراهيم أبناء محمد بن عبد الكبير الكتانيين، ومحمد إبراهيم بن أحمد الكتاني الإمام المشهور، ومحمد المنتصر بالله ومحمد الناصر ابنا محمد الزمزمي الكتانيان، الإمامان المشهوران، وغيرهم من آل بيته.
ومنهم: أبو العلاء إدريس بن العابد العراقي علامة المغرب الآن لازمه نحو عشرين سنة، ومحمد الزيزي فقيه فاس، ومحمد بن عبد الهادي المنوني تخرج به، ومحمد بن أبي بكر التطواني تخرج به، وعبد الكريم سكيرج، وعبد الله بن الصديق الغماري، وأحمد بن الصديق الغماري، ومحمد بن مصطفى بوجندار مؤرخ الرباط، وعلال الفاسي، ومحمد غازي، والمختار السوسي الأعلام المشهورين، وأحمد ابا حنيني وزير العرش، وغيرهم الكثير مشرقا ومغربا.
ويكفي أن أعلام المشرق ممن أخذوا عنه كمحمود شاكر، وأحمد شاكر، وراغب الطباخ، وغيرهم، شهدوا له بالتفرد عن أهل زمانه .... ولما زار الحجاز عام 1354 تقريبا، افتتح دروسا بمكة المكرمة والمدينة المنورة فأخذ عنه أعلامها ولازموه طول إقامته، كعلوي بن عباس المالكي، ومحمد أمين كتبي، وحسن المشاط، وغيرهم، بل ألفوا القصائد فيه وفي الثناء عليه، وهي مطبوعة، وأنت تدعي بأن لا تلامذة له، ما هذا؟ ...
ثم يا أخي الفاضل، الزهد من قلة الشيء لا يقارن بالزهد مع وفرة الشيء، وقد حبّس الشيخ عبد الحي الكتاني مكتبته التي جمعها طول حياته، على عموم المسلمين، وأوقف معها منزل سكناه الضخم المعروف بفاس، ومنزلين آخرين، كل ذلك حسبة لوجه الله تعالى، وأنت تدعي فيه عدم الزهد؟. أما ما أطعم من الطعام، وأعان من الأيتام وذوي الحاجات، وفك من الكبرات فشيء لا حدود له ... لقد ظهر لي في قولك العجب مما لم أتوقعه منك ...
نعم؛ عيب الشيخ عبد الحي الكتاني الوحيد أنه كان معتدلا في مذهبه وفي علمه وفي أفكاره، عاملا على جمع الصف، وجمع المسلمين، كما كان سنيا أثريا يدور مع الدليل حيث دار، همه نصرة الدين، لا نصرة الطوائف والفرق، ولذلك وافق قوما تارة وخالفهم تارة أخرى، ولم يتهجم على أحد قط، ولا تنقص من قوم قط ... وأنت تجد في كتبه مواقفه من ابن تيمية وابن القيم ومدرستهما، وابن عربي الحاتمي والشاذلي ومدرستيهما، وابن عبد الوهاب ومدرسته، حتى أخذ عنه شتى تلامذة تلك المدارس، وافتخروا بلقياه والانتفاع به، وهذا عيب سائر المعتدلين لأنهم حينئذ يخالفهم المتعصبة، أو يحسدهم المتعجرفون، أو لا يجدون من يتعصب لهم سوى المتعصبين للحق المحض، وما أقلهم ... والسلام.
¥