تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وإذا كانت مماحكات ابن السبكي مع شيخه وأستاذه الذهبي ناصعة للبيان , فكيف بالرحالة ابن بطوطة الصوفي الغالي مع العالم السني ابن تيمية وظلم ابن بطوطة وافترائه وكذبه على مفخرة من مفاخر الحضارة البشرية في القرن الثامن الهجري.

بل من الأمثلة على ذلك ما ذكره الشعراني عبد الوهاب في ذكر كذب فاضح وتنقص كالح وذم لشيخ الحديث في زمنه وأزماننا الحافظ بن حجر ولعلي أذكر ذلك في مقال قريب.

وهنا في هذه العجالة سأذكر مثالاً من الإجرام لشيخه (ابوبكر المشهور) ومن معه , ثم أعرج على مثال لفعل باذيب.

فقد طبع بعض الناس كتاباً قبل مئة سنة وشيء وهو كتاب (المشرع الروي في مناقب السادة الباعلوي) في مجلدين.وهذا الكتاب مليء لااقول بالخرافات بل بالكفر البواح الصراح و وهي عقيدة الباطنية المرذولة المخذولة.

واصبح هذا الكتاب سلاحاً في أيدي الدعاة المخلصين يوقظون به العامة والبسطاء ومن هم على شاكلتهم بما ينقلونه لهم مما جاء في ثنايا هذا الكتاب المظلم , ويطلعونهم على خفايا الزوايا.

وغدا علماء (السادة والحبايب) في ورطة حقيقية إزاء هذه النقول المحرجة والقوية في نفس الوقت , حيث لم يجدوا تبريرا لفلعها إلا أنها من دين الباطنية (وأنى لهم أن يصرحوا بذلك أمام العامة) وهذه معضلة أخرى.

فاتفق أسيادهم على الحذف والبتر من الكتاب وإعادة طبعة مرة أخرى بصورة قشيبة وبهية.

وكيف يفعلون ذلك أمام مرأى وسمع الناس!!.

فرأوا إعادة طبعة بإشراف فلان منهم مع حذف كل ما يمكن أن يتعلق به الخصوم ممن ظن الصوفية أنهم يعجزون عن تتبع الطبعات القديمة ومقارنتها بالحديثة.

وفعلاً طبع الكتاب في مجلدين بحرف فاخر وقشيب و مع حذف عشرات المواضع الطويلة والقصيرة وبعشرات الصفحات!!!! (واكتفوا بقولهم في الحاشية في هذا الموضع جمل حذفت من هذه الطبعة) وهكذا (أمام الله وخلقه) طمسوا معالم وثنية بصورة ذكية.

وظن المخدوعين أن هذه أمانة علمية.

وتفطن من تابع إلا أن هناك حيلة صوفية.

فا لكتاب بطبعته القديمة المطبوعة عام 1319 غير متوفر للناس , وبذلك كسب الصوفية جولة من أهم الجولات (في ظنهم).

كسبوا ود العامة وسطحيي التفكير (ولو كانوا أصحاب شهادات) , واكتفوا شر ألسن الخصوم.

وأهم من ذلك روجوا لكرامات (السادة الكرام آل باعلوي) وبذلك يحققون مكاسب إجتماعية ودينية.

وبهذا أصبح الحذف لمصلحة المذهب جادة مسلوكة وطريق متبع.

ولم يعد الخلف ينكر على السلف في ذلك بل يعدونه دينا ومصلحة شرعية.

وهذه وأيم الله خصلة ذميمة عند بعض أصحاب الدينات التي ذمها الله في القران (أتواصوا به).

ثم أطل علينا الصوفي المحترق ابو بكر المشهور وبدأ يقنن لهذا الفكر وشروط الإطلاع على كتب القوم , خشية من هجوم قادم , فصنف كتاباً سماه (شروط الإتصاف لمن أراد مطالعة كتب الأسلاف كالمشرع والغرر والترياق والجوهرالشفاف) وفي هذا الكتاب يقرر أن القوم باطنية , ولكن بصورة عصرية تناسب فهوم طلاب معاهدهم , حيث يضع شروطاً لمن أراد قراءة الكتب و منها التسليم المطلق , وإغلاق منافذ التفكير , وحسن الظن , وعدم الإغترار بالخصوم ,,,,,, ونحوذلك من الهرطقات التي يقذفونها في قلوب أتباعهم.

وعن أبي بكر المشهور أخذ ابو بكر باذيب , وهو تلميذه المقرب (وللمعلومية فقط فإن المسمى الحبيب علي الجفري متزوج من بنت المشهور).

وحتى أذكر في هذه المقالة نموذجاً سريعاً لأنني أطلت على القاريء الكريم.

ففي كتاب إدام القوت لعبدالرحمن بن عبيد الله السقاف طبعة دار المنهاج التي يزعم باذيب أن الناشر تصرف , إعتمدوا في تقديم الكتاب على مقدمة الجغراقي الشهير الشيخ حمد الجاسر للترويج للكتاب وتمرير ماحذفوه بما أثنى به على الكتاب.

في مقدمة الكتاب في ذكر مؤلفات بن عبيد الله كان باذيب يتدخل في صغيرة وكبيرة في الحاشية!!

حتى (إذا جن الظلام واختلط) جاء الجاسر وذكر كتاباً لابن عبيد الله وهو كتاب نسيم حاجر.

فماذا فعل باذيب المحقق المحترم الناصح.؟؟

لم يتكلم على الكتاب بحرف واحد كما فعل مع الكتاب السابق ولم يذكر أمطبوع أم مخطوط أم مجهول!! بل لم يصححوا عنوان الكتاب!!! مع أنهم أو أنه!! ذكروا وفصلوا في جميع الكتب! , ولولا أن الجاسر ذكره لم يذكروه , فما قصة الكتاب مختصرة , ولماذا تجاهلة المحقق المحترم؟؟.

هذا الكتاب إسمه (نسيم حاجر في تأييد قولي في مذهب المهاجر) وقد طبع في مطبعة النهضة اليمانية في عدن (1368) , وقد انتصر بشدة وساق البراهين على كون جد السادة الحضارمة شيعياً إمامياً

بل يصف الموجدين اليوم بأنهم من الباطنية ويستدل لذلك بنقولات فريدة في طول الكتاب وعرضه.

إن بن عبيد الله وهو المفتي الأكبر لحضرموت ويعتبر أديبها الأفخم يقول في كتابه نسيم حاجر ص (8): (إن العلويين الحضرميين ومن لفّ لفهم إلى هذا الحين إن لم يكونوا على مذهب الإمامية فإنهم على أخيه , إذ طالما سمعنا ممن لا يحصر عدداً أولا يضبط كثرة منهم من يقول: إنها لما زويت عنهم الخلافة الظاهرة عوضوا بالخلافة الباطنة .. ) , والكتاب من قسم الممنوعات على العامة أيضاً , ولولا أن المؤلف طبعه في حياته ووزع نسخه لذهب أدراج الرياح.

مع أن المؤلف من السادة , بل من أعيانهم , بل من أشهر أدباء ومؤرخي حضرموت , وكان هو المفتي العام للبلد!!.

ومعاذ الله أن نطعن في فضلاء القوم من علماء وأدباء ودعاة , منهم من مات ومنهم من بقي على مافيه من خير وصلاح, (ولاتزر وازرة وزر أخرى) , ولكن إرادة بيان التاريخ المجهول هي التي تقتضي بيان مثل هذا.

فلماذا أخفى تلميذ السيد المشهور هذه الحقيقة الغائبة أو التي تحتاج لنقاش؟؟ , ولماذا لم يطلع القاري المسكين عن هذا الكتاب ومن نشره وأين هو , ولماذا لم يذكروه في مؤلفات بن عبيد الله التي حققتها دار المنهاج؟؟ ولله في خلقه شئوون!!.

الله اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان.

للحديث بقيه ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير