تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الشيخ المقرئ شريف أحمد الكنكوهي رحمه الله]

ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[06 - 04 - 06, 07:29 ص]ـ

[الشيخ المقرئ شريف أحمد الكنكوهي رحمه الله]

1348هـ - 1426هـ = 1928 – 2005م

في الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم الأربعاء: 24/ ربيع الأول 1426هـ الموافق 4/ مايو 2005م فَارَقَ دنيانا عالمٌ نشيطٌ في خدمة التعليم الإسلامي، وهو الشيخ المقرئ شريف أحمد الكنكوهي رحمه الله. وذلك في نحو 78 من عمره الذي قضى مُعْظَمَه في الأنشطة التعليمية والتربوية وتثقيف الجيل الإسلامي بما يؤهّله لخدمة دينه وعقيدته وأمته.

لم يكن عالماً معروفًا في دنيا الناس بسعة علمه أو كثرة تأليفاته وخطاباته، ولم يكن شيخًا يَعْمُرُ زاويتَه منقطعًا إلى خدمة المُتَرَبِّيْنَ وتزكية المُتَزَكِّيْن؛ ولكنه انقطع في صمتٍ وهدوءٍ وإخلاصٍ إلى تأسيس مدرسة للتعليم الإسلامي بدأها كمعظم المدارس الإسلامية في شبه القارة الهندية كُتّابًا صغيرًا ببلدته Mكنكوه L بمديرية Mسهارنبور L بولاية Mأترابراديش L وهي البلدة التي كان مسقط رأس ومدفن العالم الفقيه المحدث الشيخ التقي النقي رشيد أحمد الكنكوهي رحمه الله (1244 - 1323هـ = 1829 - 1905م) الذي كان من مؤسسي جامعة Mديوبند L الشهيرة. واستمرّ يخدمها ويُطَوِّرُها، ويعكف على توسعتها شكلاً ومعنىً، حتّى صارت في حياته مدرسةً جامعةً تشتمل على معظم الأقسام التعليمية التي تشتمل عليها في هذه الديار مدرسةٌ متكاملةٌ، وتمتاز عن كثير منها بسعة محيطها؛ وبموقعها الممتاز ذي الهواء الطلق، البعيد عن صخب الأسواق وتداعيات الكثافة السكانية؛ وبكثرة مبانيها الجميلة، وفصولها المنسقة؛ وبمنهجها الإداريّ المضبوط؛ وباجتهاد مُدِّرَسيها، وبساطة مسؤوليها؛ وبكونها تضمّ جميعَ المراحل التعليمية والتربويّة التي تضمها مدرسةٌ جامعة في الهند من الابتدائية والمتوسطة والثانوية والعالية إلى جانب قسم التحفيظ والتجويد الموسّع، وغيره من الأقسام الدراسيّة.

زرتُ مدرستَه أكثر من مرة، وكانت زيارتي الأولى في يونيو عام 1984م / شعبان 1404هـ بصحبة أستاذنا المعلم العبقري للغة العربية والمربي الحكيم والإداري المطبوع الشيخ وحيد الزمان الكيرانوي رحمه الله المتوفى 1415هـ / 1995م – أستاذ ومدير مساعد لجامعة ديوبند سابقًا – الذي أمسك ذات يوم بيدي في محيط جامعة ديوبند وأجلسني بجنبه في السيّارة الجاهزة للتحرك، قائلاً: تعالَ نمشِ إلى مدينة Mكنكوه L فقد مسّتني حاجة مفاجئة. وما هي إلاّ ساعة ونحوها حتى توقفت بجنب مدرسة، فنزلنا عن السيارة، ودخلنا المدرسةَ، وتبعتُ أستاذنا يدخل على الشيخ شريف أحمد في غرفته، وتم تبادلُ السلام واستخبارُ الأحوال، ثم جلسنا نتحدث، وبعد برهة شُغِلَ أستاذنا بتحقيق الحاجة التي جاءت به إلى Mكنكوه L . أمّا إني فقد مكثتُ لدى الشيخ شريف أحمد، أتعرف عليه ويتعرف عليّ، فأعجبني من الشيخ شريف أحمد هدوؤه في النطق، وتثبّته في التكلم، وانضباطه في حركاته وسكناته، ونظافتُه في جميع الأثاث والأغراض التي كانت حوله، والتنسيقُ البديع لجميع ما في غرفته من البسط والثياب والأواني، وأكواب الشأي وأباريقه، والمكان المخصص للتوضئ وغسل الأيدي، والآخر المخصص لخلع الأحذية، والثالث المخصص لوضع أباريق الاستنجاء أو الوضوء. ثم درستُ تعاملَه مع الشأي وأوانيه، على مائدة الأكلات الخفيفة التي تُقَدَّمُ مع الشأي. وترك ذلك كلُّه انطباعًا جميلاً جدًّا في نفسي، واضطررتُ أن أبدي أمامه إعجابي بتعامله العامّ وتعامله مع الضيوف خصيصًا، فقال: تعلّمتُ ذلك في صحبة بعض كبار العلماء والمشايخ بجامعة مظاهر العلوم بـMسهارنبور L وجامعة دارالعلوم بـMديوبند L الذين تشبّعتُ بتربيتهم الحكيمة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير