تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الشيخ أبرار الحق الحقّي

ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[06 - 04 - 06, 07:34 ص]ـ

العالم الربَّاني الكبير الشيخ أبرار الحق الحقّي

المعروف بـMمحيّ السنّة L رحمه الله

1339 - 1426هـ = 1920 - 2005م

بغاية من الحزن والأسى ودَّعت الأمة الإسلامية الهنديّة العالمَ الربانيَّ الكبيرَ الشيخَ الصالح المصلح الداعية الإسلامي Mأبرار الحق الحقيّ L المعروف بـ Mمحي السنة L الذي وافته المنيّة بمدينة Mهردوئي L بولاية Mأترابراديش L بالهند، في الساعة التاسعة إلاّ الربع من الليلة المتخللة بين 8 - 9/ ربيع الثاني 1426هـ الموافق 17 - 18/مايو 2005م. وذلك في 86 من عمره. فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

كان الشيخ أبرارالحق آخرَ حلقة في سلسلة العلماء الكبار الدعاة الصلحاء الربانيين الموثوق بهم لدى العامة والخاصّة في شبه القارة الهندية؛ فكان مقصدَ الخلق، ومرجعَ العلماء، ومنتهى الدعاة والمصلحين، وكلِّ حريص على اتّباع السنة، وتعلّم الدين، وتصحيح العقيدة، وتعزيز الصلة بالله؛ فبموته شعر المسلمون في هذه الديار كأنه انحسر عن رؤوسهم ظل سعادة ظليل كان يقيهم بتوفيق الله عز وجلّ الشمسَ المحرقةَ والبردَ القارسَ من الماديّة الجامحة والإخلاد إلى الدنيا والفتن الكثر التي تكاد تلفّ اليوم رقابَ العباد.

وكان آخر خليفة في التزكية والإحسان، بقي حيًّا من خلفاء الشيخ الجليل العالم الهندي المتقن العلامة أشرف علي التهانوي – رحمه الله – المعروف بـ Mحكيم الأمة L (1280-1362 = 1863-1943 م) ولكونه يعيش كلَّ وقت همومَ إصلاح العباد والرجوع بهم إلى الله، من خلال سعيه المتصل المكثف، لصياغة حياتهم في قالب السنة النبوية والشريعة المحمديّة، قد وضع الله له الحبّ والقبول بين عباده، بشكل كان يؤكّد للجميع أنه جزاء له عاجل من ربّه الكريم في هذه الدنيا، وأمّا جزاء الآخرة فسيناله هو الآخر إن شاء الله موفورًا مذخورًا؛ ولهذا ما إن انتشر نعيُ وفاته، حتى أصابهم من القلق ما لايوصف، وأصبحوا كأنهم فقدوا رأسَ مال حياتهم، وانكبّوا على الذكر والتلاوة والدعاء، وإهداء الثواب إلى روحه، وهُرِعَ إلى مدينة Mهردوئي L كلُّ من وجد من المتمتعين بسعادة الصحة والقوة والهمة ذريعةً للوصول إليها؛ لكي يحضر صلاة الميت عليه – التي حُدِّد ميعادُها الساعة التاسعة من صباح يوم الأربعاء 9/ربيع الثاني 1426هـ الموافق 18/مايو 2005م؛ ولكنها لم تُقَمْ من شدة الزحام إلاّ في الساعة العاشرة إلاّ الربع – ولكي يلقي على جثته في هذه الدنيا الفانية نظرةَ الوداع الأخيرة إذا تمكّن من ذلك. وقد أفاد عددٌ من العلماء الذين حضروا صلاةَ الجنازة وتوريةَ جثمانه في مثواه الأخير أن عدد الحضور لايمكن تحديدُه، وأن معظمهم كانوا من خواصّ الناس: العلماء والمشايخ، وطلبة علوم الدين والمتدينين، والمحافظين على الصلاة وأحكام الدين، ومحبّي الصالحين. ورغم كون الزحام شديدًا، كان الجمع منتظمًا هادئًا، ولم تحدث فوضى ربّما تحدث في مثل هذا الجمع الحاشد، الذي يكون قوامه أناسٌ من جميع القطاعات. وقد صلّى بالناس عليه رفيقُه في الدرب، فضيلةُ الشيخ المقرئ أمير حسن – حفظه الله – الذي هو أحد أصحاب المحدث الكبير محمد زكريّا بن يحيى الكاندهلوي – رحمه الله – المتوفى والمدفون بالبقيع بالمدينة المنورة (1402هـ الموافق 1982م).

* * *

باستثناء عوارض الشيخوخة والأمراض الخفيفة التي يتعرّض لها كلُّ إنسان، ظلّ – رحمه الله – يتمتع في الأغلب بالصحة والنشاط الموفور؛ فكان يواظب على جميع وظائفه، دونما إخلال بأيّ منها؛ ولكنه في عام 1423هـ / 2002م أصيب بفالج في مخّه عُوفِيَ منه بالعلاج في حينه والإسعاف المكثف الطويل الذي ناله في كل من مدينة Mلكهنؤ L ومدينة Mبُومْبَايْ L – M مُمْبَايْ L حاليًّا – وأعانه على معافاته من مرضه توفيقُه تعالى، وأدعيةُ عباد الله الصالحين، من محبيه و المعجبين به، من العلماء والمشايخ، والمنتمين إلى شتى شرائح المجتمع الإسلامي الهندي خصوصًا، والعالمي عمومًا؛ ولكنه بما أنّ وعكته الصحية هذه كانت خطيرة، نصحه الأطباء بعدها بالتقيد بالوقاية والعمل بالتحفّظات؛ غير أنه لم يتمكن من الالتزام بنصائحهم في أواخر عمره، الذي كان كأنّه أدرك أن أيامه معدودة ولحظاتها محدودة،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير