تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

واجتاز جميعَ المراحل الدراسيّة من الابتدائية حتى الدراسات العليا والتخصيصات ملازمًا مستوى الطالب المثالي، من حيث الاجتهاد في الدراسة، والمحافظة على الذكر والعبادة، واستغلال الوقت بنحو دقيق، حتى لم يُهْدِرْ لحظةً منه فيما لايعنيه. وكان يواظب حتى على صلاة التهجد، وكان خلال تعلمه بمدرسة مظاهر العلوم Mصاحب السواك والوضوء L لأستاذه الشيخ السيد عبد اللطيف – رحمه الله – المتوفى 1373هـ/1954م. الذي كان آنذاك أمينًا عامًّا لمدرسة مظاهرالعلوم.

واجتاز الصف النهائي من الدراسات العليا المعروف في مدارس شبه القارة الهندية باسم Mدورة الحديث الشريف L في العام الدراسي 1355 - 1356هـ، وأدّى الامتحان النصف السنويّ، ففاز فيه بالدرجة الأولى والمرتبة الأولى، حتى أكرمه المحدث الشيخ زكريا بن يحيى الكاندهلوي – رحمه الله – بإهدائه إليه المجلدات الكاملة من كتاب أستاذه الجليل المحدث خليل أحمد السهارنبوري – رحمه الله – المتوفى بالمدينة المنورة (1346هـ / 1927م والمولود ببلدة Mنانوته L بالهند عام 1369هـ / 1852م): Mبذل المجهود في حلّ سننِ أبي داؤد L ولكنه من أجل الوعكة الصحية الشديدة المفاجئة التي ألَمَّتْ به، لم يتمكن من أداء الامتحان السنوي لدورة الحديث الشريف في العام الدراسي المذكور، فاعاد دراستَه فيها في العام الدراسي 1356 - 1357هـ، وفاز في الامتحان كالسابق بالدرجة الأولى مُسَجِّلاً الامتيازَ. ومكث في المدرسة للعام الدراسيّين القادمين على التوالي 1357 - 1358هـ و 1358 - 1359هـ؛ حيث تعمّق في دراسة أمهات الكتب في المنقول والمعقول، واجتاز الامتحانين السنويين بامتياز. ولاشهادة أقوى بكفاءته العلمية وأهليته الدراسية المعجونة بالصلاح والتدين، من التي أدّاها مكتوبةً لدى عميد إحدى المدارس، أحدُ خواصّ أصحاب الشيخ الكبير العلامة أشرف علي التهانويّ – رحمه الله – وهو الشيخ ظفر أحمد التهانوي العثماني (1310 - 1394هـ = 1892 - 1974م) صاحب كتاب Mإعلاء السنن L الموسوعة المستوعبة للأحاديث التي هي قوام الفقه الحنفي، وهو يقع في عشرين مجلدًا. وقد أكّد الشهادةَ الشيخُ أشرف علي التهانوي – رحمه الله – بتوقيعه هو قائلاً: Mالعاجز أشرف علي يصادق على المكتوب أعلاه حرفًا حرفًا L ونصُّ الشهادة التي كتبها الشيخ ظفر أحمد العثماني كما يلي:

Mأعرف رجلاً يتمتع بغاية من التدين والأهلية العلمية، ويثق كلَّ الثقة بأهليته المدرسون في مظاهر العلوم وأمينُها – فيما سمعتُ وعلمتُ – واسمه المولوي أبرار الحق / سلمه الله، تلقى العلوم الشرعيّة حسب المنهاج الدراسي بغاية من الاجتهاد في مدرسة مظاهر العلوم. وهو – ولله الحمد والمنة – حافظ للقرآن الكريم ومقرئ. وظل يقوم بمسؤولية التدريس إلى جانب تلقيه العلم، والطلاب يحبون أسلوب تدريسه. وهو يمتاز جدًّا عن أقرانه في التقوى والعفاف، والجمع بين العلم والعمل L (M ذكر أبرار L بالأردية ص 15).

وإذا كانت الأهلية مما يُكْتَسَبُ، فإنّ الاكتساب إنما يَسْهُلُ إذا كان المُعَلِّمُ عبقريًّا مُؤَهَّلاً يجمع إلى عَبْقَرِيَّته ومُؤَهِّلاَته الصلاحَ والصلةَ القويةَ بالله. وذلك ما تَيَسَّر له رحمه الله في مدرسته التي كانت سعيدةً بوجود كبار العلماء والمحدثين والمشايخ الربانيين؛ فكان من أساتذته فيها أمثال: الشيخ السيد عبد اللطيف المتوفى 1373هـ / 1954م، أمينُ عام المدرسة، والشيخ عبد الرحمن الكاملبوري المتوفى 1358هـ / 1939م رئيسُ هيئة التدريس بها، والشيخ محمد زكريا بن يحيى الكاندهلوي المتوفى 1402هـ / 1984م شيخُ الحديث (رئيس مشيخة الحديث) بها، والشيخُ منظور أحمد خان المتوفى 1388هـ / 1968م، والشيخ أسعد الله الرامبوري المتوفى 1399هـ / 1978م، والشيخ المفتي سعيد أحمد المتوفى 1377هـ / 1957م رئيس المفتين بها، والشيخ ظريف أحمد المتوفى 1402هـ / 1982م، والشيخ عبد الجبار الأعظمي المتوفى 1409هـ / 1988م، والشيخ المفتي محمود الحسن الكنكوهي المتوفى 1417هـ / 1996م – رحمهم الله تعالى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير