تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

4 - وبأمر من شيخه غادرها إلى وطنه مدينة Mهردوئي L وبتوجيه منه أسّس بها مدرسةً باسم Mأشرف المدارس L. وذلك عام 1361هـ / 1942م وظل يدرس بها بنفسه جميعَ الكتب التي قرّرها لتدريسها فيها، في تواضع وجدّ، واستغلال للوقت، وعكوف على تربية صغار المسلمين على الدين، ثباتًا بهم عليه، ونجاةً بهم عن النار.

مآثره وخدماته الجليلة

1 - عام 1370هـ /1950م قام – رحمه الله – بإعادة تأسيس Mمجلس دعوة الحق L الذي كان أسّسه أولاً شيخُه العلامة المربي الشيخ أشرف علي التهانوي – رحمه الله – وكان من أهداف المجلس تبنّي حركة شاملة وحملة مستمرة من أجل مكافحة البدع والخرافات، وإصلاح مجتمعات المسلمين وتجريدها من التقاليد غير الإسلامية؛ ومن أجل مكافحة الأمية ونشر التعليم الديني في صغار المسلمين، وتعليمهم مبادئَ الدين التي لا يُتَصَوَّر بدونها كون المرأ مسلمًا؛ ومن أجل إقامة كتاتيب دينية وعقد حفلات دعوية ولقاءات توعويّة، وجذب الصغار والكبار من خلالها إلى تعلم الدين والعمل به. وكان المجلس فَقَدَ حيويتَه بعد وفاة الشيخ التهانوي – رحمه الله – فأعاد إحياءَه الشيخ أبرارالحق الحقيّ رحمه الله، فعمل جاهدًا على تحقيق أهدافه في الهند وخارجها، وامتدت تأثيراتها إلى كثير من البلاد والأقطار التي زارها الشيخ رحمه الله، واتّصل به أهلها المسلمون من خلال أواصر التربية وصلات التزكية: مثل إفريقيا، وبلاد أوربّا، وأمريكا، والدول العربية، وباكستان، وبنغلاديش. وقد أسّس – رحمه الله – في حياته 96 كتابًا لتعليم القرآن الكريم وتجويده وتعليم مبادئ الدين. والكتاتيبُ مُوَزَّعَة في أرجاء مديرية Mهردوئي L وغيرها من ولايات الهند. كما قامت كتاتيبُ على غرار هذه الكتاتيب في بلاد أخرى كان عدد كبير من مسلميها اتّصل به – رحمه الله – واستفاد من صحبته وتربيته، أمثال إفريقيا الجنوبية، وبريطانيا، وأمريكا، وبنغلاديش وغيرها.

والجدير بالذكر أنّ الشيخ أبرارالحق – رحمه الله – اتّبع في تأسيس الكتاتيب ومدرسة Mأشرف المدارس L بمدينة Mهردوئي L منهجَ شيخه التهانوي في اجتناب الاعتماد على التبرعات العامّة واتخاذ جمعها مهنةً واحترافه كعمل من أعمال الاكتساب؛ فأقام مدرسته وكتاتيبه على أساس الاستغناء عن التملق للأثرياء، واتَّخَذَ لها نظامًا بديعًا سمّاه Mنظام القَبْصَة L وهو أنّه دعا النساء المسلمات أن يُخْرِجْنَ من الدقيق أو الرزّ المُخصَصَّ لإعداد الخبز والطبخ Mقدر قبصة L لاينتقص بها نصابُ الأَكْلَة المطلوبة للعائلة لوقت واحد من الأوقات الثلاثة: الفطور، والغَداء، والعَشاء، وأن يجمعن القبصات في قِدْر من القدور أو ظرف من الظروف، ويرسلنها إلى الكتاتيب عن طريق الصغار المتعلمين فيها.

ولكنه كان يقبل تبرعاتِ فاعلي الخير الذين يَتَوَسَّمُ فيهم الإخلاصَ المطلوبَ والزهدَ الكاملَ في الشهرة، والحرصَ الزائد على ثواب ربهم يوم القيامة، والذين كانوا يدفعونها دونما ترغيب منه أو من أحد من رجاله الذين كان يأمرهم بالاحتراز المطلق من التلويح لأحد بدفع مساعدة لمدرسته أو كتاتيبه؛ لأنه كان يؤمن – كشيخه التهانوي – أن مباشرة العلماء والدعاة ورجال الدين لجمع التبرعات والتملق من أجلها للأثرياء والتجار تُذْهِبُ ريحَهم و تزيل ماءَ وجوههم وتخدش وقارَهم. من هنا إذا زاره ثرىٌّ أو تاجرٌ، كان لايزور بهم مدرستَه: أشرفَ المدارس أو أحدًا من كتاتيبه؛ ولكنّه كان يزورها بالعلماء والمشايخ والصلحاء الذين كانوا يزورونه تترى. وذلك لكي يأخذوا من مناهج عملها ما يروقهم ويرونه أصلحَ وأنفعَ فيما يتعلق بتربية النشء وتعليم الصغار وتربية الجيل؛ حتى يُقَدّموا – كما كان يوصيهم ويؤكد عليهم – ملاحظاتِهم إليه إذا وجدوا ما يحتاج إلى تغيير أو إصلاح في مناهج التعليم والتربية المُتَّبَعَة لديه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير