لم يثبت المؤلف) رحمه الله تعالى (عنوانا لشرحه هذا، لا في صدر شرحه ولا في خاتمته، إلا انه في أعلى الصفحة الأولى من المخطوط رقم 8701/ 8 " كتاب زوال الترح شرح منظومة ابن فرح الاشبيلي في أصول الحديث "، ولا اشك في كونه من زيادات الناسخ لعدم وجوده في النسخ الأخرى 0
وصف المخطوطة /
اعتمدنا في تحقيق هذه الرسالة على المخطوطة المرقمة 8701/ 8 تقع في 15 صفحة، قياسها 21× 16 سم، في كل صفحة منها 21 سطرا، كتبها محمد بن الأفضل حضرة محمود أفندي سنة 1266هـ 0
أولها: " قال فقير ربه الكافي يحيى القرافي 000 " وآخرها وقع الفراغ من كتابتي هذا الشرح يوم الأربعاء لتسعةِ شهرٍ خلت من ذي القعدة من شهور سنة الألف ومائتين وستة وستون هجرية " 0
خطها مقروء جيد، عليها تصحيحات 0
عملنا في المخطوط:
1 0 ضبط النص، ومقارنة نصوصه بالأصول التي أخذ منها، ولا سيما علوم الحديث لابن الصلاح 0
2 0 التعليق على بعض الأقسام الحديثية، تكميلا للفائدة0
3 0 تخريج الأحاديث النبوية الواردة في الأصل 0
4 0 ترجمة بعض الأعلام إذا تعلق بالترجمة فائدة ترجع إلى الأصل 0
5 0 الإحالة إلى المصادر المعتمدة للزيادة في الإيضاح0
والله الموفق لا رب سواه، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله صحبه وسلم 0
بسم الله الرحمن الرحيم
قال فقير ربه الكافي، يحيى القرافي بن عبد الرحمن الأصفهاني، مستمدا من الله ذي المثاني: الحمد لله الذي قبل بصحيح النية من هاجر إليه، وكفى بحَسَنها من توكل عليه، ووصل الضعيف المنقطع بمراسيل بره، وسكن نفسه عن الإضطراب والعلل في بحره وبره، ورفعه وأسنده بحبه، وجعله مدرجاً في سلسلة حزبه 0
وأشهد أن لا إله إلا الله الفرد في الأزل، وأن محمدا عبده ورسوله الأول، أرسله والإسلام غريب، فأصبح عزيزا مشهورا، فصار الكون بعد الظلمة نوراً، واتضحت به المعضلات، وزالت المنكرات ? وعلى آله وصحبه وكرَّم0
وبعد
فهذا شرح لطيف الحجم حوى في علم الحديث من الفوائد الجم، عملته على منظومة الحافظ شهاب الدين بن فرح الأشبيلي، تغمده الله برحمته وأسكنه بحبوحة جنته 0
قال:
غرامي صحيحٌ والرجا فيكَ مُعْضَلُ وحزني ودمعي مُرسلٌ ومسَلْسَلُ
أقول: اشتمل هذا البيت على أربع مسائل:
الأولى: الحديث الصحيح
وهو المتصل الإسناد بنقل عدل ضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ أو علة قادحة 0
فخرج بالمتصل الإسناد: ما لم يتصل، وهو المنقطع والمرسل والمعضل 0
وبنقل عدل: ما في سنده من لم تعرف عدالته، إما أن يكون عرف بالضعف، أو جهل عينا أو حالا 0
وبضابط: ما في سنده راو مغفَّل كثير الخطأ، وإن عرف بالصدق والعدالة 0
وبمن غير شذوذ وعلة قادحة: الحديث الشاذ، والمعلل بعلة قادحة 0 فهذا هو الحديث الذي يحكم له بالصحة بلا خلاف بين أهل الحديث كما قال ابن الصلاح 0
ولا يشترط العدد في الرواية كالشهادة، خلافا لبعض متأخري المعتزلة 0
الثانية: المعضل
وهو قسمان:
الأول: ما سقط من إسناده اثنان فصاعدا من أي موضع كان، سواء سقط الصحابي والتابعي، أو التابعي وتابعه، أو اثنان قبلهما، لكن بشرط أن يكون سقوطهما من موضع واحد 0
أما إذا سقط بين رجلين واحد، ثم سقط من موضع آخر من الإسناد واحد آخر فهو منقطع، في موضعين 0
ثاني القسمين: أن يروي التابعي عن مثله حديثا موقوفا عليه وهو متصل مسند إلى النبي? كرواية الأعمش،
عن الشعبي قال: " يقال للرجل في القيامة عملت كذا وكذا 0 فيقول: ما عملته؟ 0 فيختم على فيه 000 " الحديث 0
أعضله الأعمش، ووصله فضيل بن عمرو عن الشعبي عن انس قال: " كنا عند النبي فضحك، فقال: هل تدرون ممَ أضحك؟ 0 قلنا: الله ورسوله أعلم 0 فقال: من مخاطبة العبد ربه، يقول: يا رب ألم تُجِرني من الظلم؟ 0 فيقول: بلى 00 " وذكر الحديث 0 فهذا انقطاع بواحد مضموم إلى الوقف، يشتمل على الانقطاع باثنين الصحابي ورسول الله ?، فهو باسم الإعضال أولى الثالثة: المرسل
وهو ما رفعه التابعي مطلقا إلى النبي ?، كسعيد بن المسيب، ويحيى بن سعيد الأنصاري 0
وقيل: ما رفعه التابعي الكبير إلى النبي ?، كعبيد الله بن عدي بن الخيار، والأول هو المشهور عند المحدثين 0
الرابعة: المسلسل
¥